هوس

215 30 42
                                    

دخلت ملك بهدوءٍ إلى غرفة الجلوس حيث أختيها.. كانت بلسم تتحدث بحماسٍ والإبتسامة تعتلي وجهها، وهند تستمع لما تقوله اختها الصغرى مقهقهة بين الفينة والأخرى.
لم تكن ملك مركزةً فيما تقوله بلسم، بل اكتفت أن تجلس على طرف الأريكة المقابلة لهما، ووجهها خالٍ من أي تعابيرٍ تُذكَر، تمسح على شاشة هاتفها برفقٍ وعينها مثبتةٌ على الأرض.

انتبهت هند لخيال ملك وهي تدخل، فنظرت لها بطرف عينيها بينما تومئ لبلسم أن تُكمِل ما تقوله. لكنها ما أن لاحظت شرود ذهن ملك حتى التفتت لها بكامل وجهها وتعابيرها توضح قلقها وهي تتساءل: «ملك؟ ما بكِ عزيزتي؟»

توقفت بلسم عن الحديث وهي تنظر لمن جذبت نظر اختها، حينما انتبهت لحال ملك حتى قطبت حاجبيها وهي تميل إلى الأمام قليلًا قائلة: «ما الذي حدث؟»

رفعت ملك عينها عن الأرض ونظرت إليهما قائلةً بصوت أوضح فيها مدى الفراغ الذي تهيم فيه مشاعرها الآن: «طارق..»

قطبت هند حاجبيها قائلةً ببعض الغضب: «ألم اطلب منكِ أن تكفي عن التحدث معه؟»

اجابتها: «لقد أرسل لي رسالة قبل ساعة، أخبرني فيها برغبته في طلب أغنيةٍ ما» 
ازدردت ريقها مكملةً: «وحينما لاحظ بأنني موجودةٌ وأتفاعل مع بقية المتابعين إلا هو، سألني عن سبب تجاهلي له»

تساءلت بلسم: «وبماذا أجبتيه؟»

قالت: «أن تصرفه في لقائنا لم يكن مُحبذًا؛ حيث أن تربيتي ترفض أن يمسك غريبٌ بيدي..»
اكملت على عجل: «كما اتفقنا أن اخبره»

اومأت هند بنعمٍ قائلة: «هذا جيد، وماذا كان رده؟»

أخذت ملك نفسًا عميقًا مغمضةً عينها، ثم عادت لتنظر إليهما قائلة: «قال بأنه لم يحضر أي لقاء معي»

زاد تقطيب حاجب بلسم وهي تميل بجسدها إلى الأمام أكثر؛ وكأنها تحاول أن تتأكد ممّا سمعته. أما هند فقد رفعت حاجبها الأيمن وعينيها أوضحتا صدمتها.. ما الذي يعني بأنه لم يحضر أي لقاء؟ إذًا من كان معها ذلك اليوم؟

تساءلت بلسم وهي تنقل نظرها بين اختيها: «أيُّ هراءٍ يتلفظ به هذا المخلوق؟»

تساءلت هند: «بالتأكيد كنتِ تعرفين بأن من معكِ هو صاحب حساب طارق صحيح؟»

ازدردت ملك ريقها ثم أجابت ببعض التوتر: «حسنًا، لقد كانت البطاقة الموضوعة على جانب صدره الأيسر تحمل ذات مُعَرَف حساب طارق، بالإضافة إلى الإشارة الخضراء التي تدل على تواصله وأنه موجودٌ بالفعل، أي أن من أمامي حاضر وما أراه ليس تسجيلًا.»
أكملت بتعابير أوضحت جزءًا من خوفها: «لكني لا أدري إن كان حسابه قد تم اختراقه أم لا!»

مالت هند برأسها قليلًا إلى جانبها الأيمن قائلة بينما تفكر: «وقد يكون حسابكِ قد أُختُرِقَ أيضًا»
التفتت إلى اختها الصغرى متسائلة ببعض العتب: «ألم تقولي أن هذه الخاصية آمنة؟»

الذي يساعده الشيطان || JK. KTحيث تعيش القصص. اكتشف الآن