إنـارة

156 23 4
                                    

دقاتُ قلبه الدخيل سريعة، ولا يدري إن كانت خائفة لهروبه من أسيادها.. أو قلقًا عليه. ولِمَ قد تقلق؟ ألأنها باتت جزءًا منه وبداخله ويحيا بها؟ أليست رغبتها في نصرة سيد عالمها منطقيةً أكثر؟ فهو من أوجدها وعلى يديه خُلِقَت. 
يا للعار؛ قطعةٌ حديديةٌ أشد ولاءً من قُطَعِ لحميةٍ حية! 

العمة إليزابيث أخذت حكمًا بطردها من خدمتها في المستشفى وسجنها لبضعةِ أشهرٍ؛ نظرًا لإعترافها أنها من قامت بقتل القطة وليس جونغكوك، ورجحت سبب ذلك إلى كونها قد شربت خمرًا وسَكَرَت على أثره.. وقد أيدت الفحوصات المختبرية وجود نسبة كحولٍ عالية في دمها، وهذا ما يعد جريمةً لا يمكن أن يتقبلها دونغهي؛ لقد تواجدت لخدمة المرضى، لا كي تعتبر المستشفى مكانًا تَسَكرُ فيه كما ترغب. هذا بغض النظر عن قتلها لقطتها بتلك الطريقة التي عكست كمية الأذى النفسي الكبير والعميق فيها.

أما ابن اخيها فلم يصدر بشأنه أي قرار، كل ما في الأمر أن دونغهي قد طلب منه بكل أدب ألّا يخرج من غرفته ليلًا؛ عليه أن يتذكر هوية المكان، فهو الذي تجوب فيه الأرواح التي اختارها تايهيونغ، الأمر الذي يجب أن يتذكره دائمًا. ألغزٌ جديد؟ ليس من أولويات جونغكوك أن يفكر بهذا، فالخروج من هنا هو الذي يشغل باله حقًا وليس الإهتمام بتمجيد شيطان ابليس المميز. 

هل تسترت عمته على جونغكوك؟ أم أنها خدعة شيطانية كي تزرع فيه أملًا باطلًا؟ لِمَ لم تقع أعين الشيطان على فعلتها؟ أو أنه راضٍ عن الظلم الذي تعرضت له هذه السيدة؟ ولِمَ لا يفعل؟ فهو سيد الظُلم والظلام.. أنى له ألا يفعل ذلك؟

وما رجح احتمالية الخدعة، أن الممر كان خاليًا تمامًا من كاميرات المراقبة، ممّا يعني أن أعين الشياطين وسيدهم الأعلى تحيط بالمكان فعلًا، الأمر الذي يساعدهم في رؤية كل شيء دون الحاجة لوجود أي عين أخرى غيرهم. 
اعتقد جونغكوك أن عدم وجود الكاميرات يعود لكون المكان مستشفى، فما الذي سيجعل مكانًا خُصِصَ كي يلجأ إليه الناس.. أن تتواجد في أروقة مرضاه كاميرات مراقبة؟ تصرفٌ أهوج أم نسي لتوتره؟ في كِلتا الحالتين زاد الأسمر من حيرته ولم يقلل منها. 

هل يجب عليه المضي قدمًا في رحلته الاستكشافية واستئنافها هذه الفترة؟ أم عليه الإنتظار قليلًا؟ كيف له أن يصل إلى المكان الذي اخبرته به عمته؟ ولِمَ عليه الوثوق بها؟ قد تكون تعبث معه لا أكثر! 

خلال السبعة أيامٍ الماضية التي تلت اعتقال عمته، كان جونغكوك لا يزال يفكر بكل ما حدث، ولا يدري إن كان الأكثر أهميةً أن يفكر بطريقةٍ كي يهرب من هنا؟ أم في معرفة سبب فقدانه السيطرة على جسده تلك الليلة المشؤومة؟ هل سيخونه جسده مستقبلًا؟ ماذا لو فعل أثناء عملية هروبه؟ ماذا لو قتل نفسًا بشرية هذه المرة عوضًا عن حيوانية؟ ما مصيره وعقابه؟

مهلًا! هل هناك عقابٌ أكبر من أن تعيش في جحيم ابليس؟
هذا السؤال هو ما تراود في ذهن جونغكوك. يضع كل الاحتمالات أمامه، لكنه عليه استكمال محاولاته وألا يسمح لليأس أن يصيبه؛ فمن يدري، قد يكون اليأس جحيمه الحقيقي. 

الذي يساعده الشيطان || JK. KTحيث تعيش القصص. اكتشف الآن