لا نهاية

276 25 18
                                    

أعمق حفرة في هذا العالم، لن تكون أشد رهبةً من هالة تايهيونغ بذلك الموقف؛ فعيناه ذاتا الطابع الشيطاني، بتلك النظرة الماكرة، لقد نزع عن عينيه رداء الغضب، وفضل أن يرتدي زيه الأصلي.. الخبث!
هل يأخذ أرواح ضحاياه بتلك النظرة؟ مزيج المكر والشر فيهما مُخيف، لتلك الدرجة التي شكت أورسبرا أن من أمامها ليس بزوجها حقًا!

هو حتمًا شيطان الموت؛ لا يمكن لكل هذه الهيبة أن تكون لشيطان عادي، هل يمكن للفخامة أن تُجمَع مع الشر؟ لا يفعلها إلا المميز.. تاهيونغ!

زوجا جناحيه بريشهما الأسود، ثابتان خلفه بصلابةٍ كما لو أن طبيعتهما ليست بريشٍ واهن، بل حديدٌ صلب لا يُكسَر ولا يُطوى.

ضربات قلبها السريعة كانت تعزف لحن الهلع والصدمة، بينما عينها اكتفت ذرف دموعها؛ فهي تنتظر أن يخبرها بكذبة ما تراه وما سمعته.
لكن صوت تايهيونغ جاء قائلًا بنبرةٍ هادئة، ناقضت كل تفاصيل الشر بملامحه: «لا تنتظري مني أن أُكَذِبَه؛ أنا لستُ بشرًا فعلًا، معاذى أن أصبح رذيلًا كطبيعة بني جنسكِ»
دفع زاوية شفته اليسرى ببسمة صغيرة مكملًا، وهو يرى تسلل المزيد من تعابير الصدمة إلى وجهها: «لا أدري كيف لكيانٍ ثمين مثلكِ أن ينشأ بين تلك الوحوش!»

لم تنفعل، ولم تصرخ بوجهه ولم تذرف دمعة أخرى.. بل كانت مكتفيةً بالنظر إليه والأسى أدمى قلبها، كانت عينها تقذف عليه أسهم عتبها وتساؤلاتها عن سبب قيامه بكل تلك الفوضى.

ببطءٍ وثبات انزل نظره إلى جثة جيمين الدامية. محى عن شفتيه تلك البسمة الجانبية، قائلًا بوجهٍ خالٍ من أي تعابيرٍ تُذكَر: «فلنأخذ أقرب مثال، هذا المعتوه كذب عليكِ بقصة بطولته»
مال برأسه إلى اليمين قليلًا دون أن يحرك نظره عنه: «فقد توسلتا إليه شقيقتيكِ ليعيدكِ، ودفعتا مبلغًا طائلًا له، بعدما ساعداه في توصيل الخيوط ببعضها.. رائحةُ الياسمين التي تحوم في غرفتكِ دون أن تزول، اختفاء الجثث دون أي دليل عليها، والبقعة السوداء التي تركتها خلفنا في المكان الذي اخذتكِ فيه، دون حولٍ مني ولا قوةٍ..»
رفع نظره إليها بهدوء: «علامات تدل على كوني أخذتُ روحًا عوضًا عن عزرائيل، كانت الخط الذي ربط اختفاء جونغكوك بإختفائكِ»
قهقهة صغيرة ساخرة خرجت منه قائلًا: «الغبي اعتقد بأن جونغكوك قد هرب مع أورسبرا، وتواصل مع أهلكِ عن طريق حسابكِ سائلًا عن صديقه الاغبى منه»

انتظر منها أن تهتف بوجهه أنه كذاب؛ لِمَ لا تُكَذِبَه بعد كل ما سمعته عنه؟ أين تُخبئ انفعالها يا تُرى؟ لقد احتفظت بوضيعتها المعبرة عن أساها، ولم تسمح له أن يرى غير ذلك منها.
هل هذه طريقتها في التعبير عن غضبها؟ أم أنها تخشاه حقًا؟ هل سيخيب ظنه بها وتكون كغيرها ممّن سبقوها في المجيء لهذا العالم؟

تنهد واضعًا كلتا يديه في جيبي بنطاله، بينما يخفض نظره أرضًا: «من الذكاء ألا تظنين أنني أكذب عليكِ»
لقد برر احتفاظها بردة فعلها العنيفة على أنها ذكاء، لا يريد حقًا أن يخيب ظنه بها.
رفع نظره إليها، وزامن رفعه لكتفيه مع كلماته: «فكُل شيءٍ قد كُشِف»

الذي يساعده الشيطان || JK. KTحيث تعيش القصص. اكتشف الآن