مميز

279 34 74
                                    

كما تُعزَفُ النوتات الموسيقية واحدةً تلو الأخرى، وتنقضي بالتتالي تاركةً خلفها أثرها الخاص.. كانت أيام ملك قد انقضى العديد منها وتجاوز عددها حزمةً كاملة تُدعى بالسنة. حاجز المليون متابع كُسِرَ بالفعل، ومُعجبينها يزدادون حبًا بها.

كانت ملك لا تزال مؤمنةً أن حبهم هذا نابعٌ من فكرة هيامهم بصورةٍ رسموها عنها، لكنها لم تنتبه أن حبهم جاء حتى دون أن يروا وجهها.. لم تفهم أن حبهم كان نقيًا؛ لتعلقهم بشخصيتها المرحة التفاعلية مع جمهورها، وابداعها الخاص في عزفها. لكن كيف يمكن اقناعها؟ من سيفعل ذلك إن لم تخطط لهذا بنفسها؟ فمهما زادت محاولات الجميع، سيبقى الظلام يستحل جزءًا كبيرًا مِنها إن لم تفكر بإضائته من تلقاء نفسها.

ولأن الذكرى السنوية الأولى مهمةً بالنسبة إليها، فقد فتحت المجال لمتابعيها أن يقترحوا عليها عزف أغنيةٍ من اختيارهم الخاص. كانت الآراءُ كثيرة ومتعددة، لكن ما أتفق عليه النصف منهم هو إحدى الأغاني الجديدة التي تعود للمغني الشاب كوري الأصل جيون جونغكوك. ويا الصدفة الكبيرة؛ حيث كانت ملك إحدى أشد معجباته من بداية ظهوره! ولأجل هذا فقد عزفت اغنيته بشغفٍ وحبٍ كبير، ممّا زاد اللحن جمالًا وروعة.

انتشر المقطع خلال فترةٍ قصيرة، ولاقى رواجًا كبيرًا بين معجبيها ومعجبيه، فقد تحدثت عنه الصفحات الإخبارية الفنية، وارتفعت نسبة مشاهداته إلى أعلى منزلةٍ في تاريخ مقاطع ملك.. أورسبرا.
وفي مساءِ يومٍ ما، وبينما كانت تحتسي كوب الشاي مع اختيها في حديقة منزلهن.. فإذا بها تنهض واقفةً وهي تصرخ قائلة: «جونغكوك وضع اعجابه على المقطع!!»

في بادئ الأمر لم تفهم اختيها ما الذي تتحدث عنه، حتى توسعت عينا بلسم بصدمةٍ وهي تنظر لأختها التي لم تكن تصدق ما رأته عيناها: «تمزحين!»

اقتربت ملك من اختها لتريها الإعجاب وهي تثبت لها صحة كلامها بدخولها إلى ملفه الشخصي، صرختا حماسٍ قد انطلقتا ما أن استوعبت بلسم كلام اختها ناظرةً إليها بفرحٍ شديد، ها هو ذا انتصارها الجديد؛ فنانها المُفضل أُعجِبَ بفنها!

تمايلات جسد ملك التي تُسمى برقصة الفرح قد حدثت كثيرًا خلال ذلك الإسبوع، فالإبتسامة فعليًا لم تغادر وجهها لسبعة أيام بالضبط! أما ما تلاها فقد كان شعور الإمتنان لنفسها وأهلها؛ أنها لم تتخلى عن فكرة حساب أورسبرا، فما رأته من دعم جمهورها وحب جمهور جونغكوك لها.. كان الهدية الأعظم التي اهدتها إليها شخصية أورسبرا.. حتى الآن.

هند لم تكن بسعادةٍ أكبر من هذه الفترة؛ فرؤيتها اختها المدللة على هذا الحال من الفرح هو أفضل ما يمكن أن تراه عينيها، وكما كانت تؤمن دائمًا: أن الإبتسامة تتصف بالجمال فقط إن تزين وجه ملك بها.

شخصية ملك اللطيفة كانت تدفعها إلى أن تقضي الكثير من الوقت مع متابعيها، ترد على رسائلهم وترى جميع إشاراتهم إليها. وفي إحدى الصباحات، بينما كانت تتصفح إشعارات أورسبرا.. لاحظت رسالة خاصة باللغة الانكليزية من شابٍ ما يُدعى طارق، يلقي عليها السلام في بادئ الأمر، ثم يثني على ابداعها واسلوبها الخاص في عزفها. وكم راقها حين وصفها على أنها لحن التميز الموسيقي لهذا العصر، وكم يتمنى أن يراها يومًا تقف جنبًا إلى جنبٍ مع جونغكوك، تمهد له طريق غنائه بعزفها ألحان أغانيه.

الذي يساعده الشيطان || JK. KTحيث تعيش القصص. اكتشف الآن