صوتُ القيـامة

159 25 9
                                    

ذلك الصباح من أيلول كان مزعجًا للزوجين كيم؛ فسيارة تايهيونغ أصابها العطل فجأة، وسيارة أورسبرا تَبيتُ عند المُصلح منذ يومين. لم تفهم السيدة سبب هذه الأعطال المفاجئة، وعوضًا عن التفكير بذلك راحت تفكر بحلٍ تحاول فيه أن تهدأ من عصبية زوجها، الأمر الذي دفعها إلى اقتراح استخدامهم القطار لهذا اليوم؛ فالمحطة قريبة منهم ولن يستغرب وصولهم الوقت الطويل. 

على مضضٍ وافق تايهيونغ على اقتراح أورسبرا، واستقلا القطار حاملين معهما حقيبتي عملهما، مرتديًا كل واحدٍ منهما كمامةً سوداء؛ خشية ألّا يتعرف إليهما رواد تخصصهما. هو متجهٌ إلى شركته الهندسية، وهي إلى مكتبها. 
جلسا جنبًا إلى جنبٍ، هو يتصفحُ كتابًا ما بالانكليزية، وهي هادئة تتأمل وجوه الركاب تارةً وأخرى حقائبهم وما يحملونه معهم. 

ومن بين الأشكال التي تقع عليها عيني أورسبرا، رأت عينين لا يمكن لها ألّا تتعرف عليهما.. عبست تعابيرها ومالت ناحية زوجها هامسةً، وهي لا تزال تنظر لذلك الشخص: «أتذكر من أخبرتك بتتبعهِ لي طيلة الأسبوع الماضي؟»
اومأ تايهيونغ بالموافقة حاثًا إياها على متابعة حديثها، بينما ينظر إليها بكامل اهتمامه؛ أنى له ألا يعيرها جُل تركيزه لهذا الموضوع؟

«إنه معنا على القطار»
رفعت نظرها لعينيه وتعابيرها تتحدث بوضوحٍ عن قلقها.

أبعد تايهيونغ نظره عنها وراح ينقله بين الركاب متسائلًا ببعض الغضب؛ من له الجرأة أن يُخيف محبوبته؟: «أين هو؟»

ربتت على كتفه برفقٍ أن يهدأ: «أرجوك لا تفعل شيئا صاخبًا»
اومأ بلا قائلًا وهو ينظر إليها: «لن ألكمهُ هنا بالطبع، أين هو؟»
ازدردت ريقها وحولت نظرها إلى المقصود قائلةً: «من يرتدي سترةً سوداء وقلنسوة، ذو الكمامات الزرقاء.. صاحب خصلات الشعر الصفراء»

حول تايهيونغ نظره ليمينه باحثًا عن الموصوف، وعينيه تقدحان شررًا.  تلك الطلة القاتمة التي تعود لشابٍ يرتدي سماعاتِ أذنيه دون أن يبالي بما حوله، ودون أن ينظر لأورسبرا.. كانت لشخصٍ يعرفه تايهيونغ حق المعرفة، ممّا دفع عينيه الحادتين أن ترمقان المتطفل بسخطٍ وعدم رضا؛ أنى له أن يعبر حدود جنته؟
أمر دماغه خلاياه أن تسيطر على تعابيره الممتعضة، ثم التفت لزوجته عاقدًا حاجبيه قليلًا وهو يتساءل: «كيف تعرفتِ عليه وهو يرتدي كمامةٍ تغطي أغلب ملامحه؟»

نظرت إليه مجيبةً بقلق: «عيناه، لا يمكنني نسيانها!»
تنهد مربتًا على كفها الأيمن برفقٍ قائلًا: «إنه خوفكِ يدفعكِ لرؤية ذوي الإطلالات المريبة على أنه هو»
أكمل وهو يشد على كفها قائلًا ببسمةٍ سحبت زاويتي عينيه بلطفٍ: «رغم ذلك سأرافقكِ إلى عملكِ واصطحبكِ بنفسي، هل هذا يرضيكِ؟»
ازدردت ريقها مُجيبةً وهي تعتدل بطريقة جلوسها: «ماذا لو تهجم علي وأنا في العمل؟»
اومأ بلا مُجيبًا: «حراس الأمن حولكِ، كل شيء سيكون على ما يرام يا حبي»

الذي يساعده الشيطان || JK. KTحيث تعيش القصص. اكتشف الآن