الكبرياء

1.3K 17 0
                                    

كانت تحاول النوم، ثم تذكرت نظرته التي رأت فيها الحزن والتعب وليس كما سمعت عنه انه يقيم الحفلات، وانه سعيد جدا، وحتى انه سافر للاستمتاع، الاكثر غرابة بالنسبة لها انه لم يتحدث اليها فقط نظر،تذكرت ايضاً قرارها بسيارة الاجرة  والذي كان القرار الاخير، ستترك حياتها السابقة ورائها، وستذهب لأي مكان دون عودة لهذا المكان ولا اليه، انها تحتاج المال، لديه البعض منه، بذات الوقت ستعمل ساعات مضاعفة كي تكسبه، بدأت بعمل حساباتها،وكم تحتاج من المال و الوقت للسفر، طبعا لم تستطع النوم و بقيت مستيقظة، بعدها ذهبت الى عملها ودخلت مسرعة وذهبت فورا الى المدير وطلبت ساعات اضافية و طلبت ان تسافر للعمل بالخارج ان كانت هنالك فرصة متاحة والمدير يعلم بانها كفوءة بعملها لذا وعدها ان الفرصة القادمة للسفر ستكون لها،لم تهتم الى اين ستذهب، لم تسأله الى اين ستكون وجهتها، وافقت بسرعة.

بعد مرور ايام، نادها المدير، قال انها ستتمكن من السفر نهاية الشهر القادم، لذا يجب عليها ان تنتظر شهر ونصف، وقتها لم تعرف ان كان شعور الفرح او الحزن هو الذي يجتاح قلبها،  لكنها ستنتظر حتى تتخلص من كل شيء، ستذهب وتتحرر منه، ومن قلبها المكسور، ستذهب لتحب و تخونه مثلما فعل بها.

رجع الى منزله متعب، كان قد عاد من السفر اليها فورا، لم يعد يحتمل فراقها، كان يريد ان يرجوها لتعود معه، ان يحضنها، ويظهر لها كم هو مشتاق اليها، ان يقبلها، لكن كبرياءه لم يسمح له ان يفعل، بالرغم من انه سوف يموت من الاشتياق لها، ولم يعد يتمكن بالاستمرار من دونها،  حاول جميع الطرق كي ينساها، احداها كانت احياء الحفلات في منزله، كي يظهر لها انه غير مكترث لها بتاتا، لكنه بالواقع يموت من داخله، كان يمثل كل ذلك الوقت انه يعيش حياة طبيعية من دونها، تذكر كيف رآها منكسرة مع دموعها، بان عليها آثار التعب والمرض، كان يريد ان ياخذها معه لكن لم يفعل شيء سوى النظر من بعيد، شعر نفسه ضعيفا في تلك اللحظة عندما وقف امامها،ولم يتكلم وكان يصارع نفسه، ويتهم نفسه بالضعف عندما لم يسيطر على نفسه وذهب اليها،  كيف يضعف الى تلك الدرجة و يذهب اليها، كان متعبا من السفر نام بعد صراع ذهني طويل، هو في قمة حزنه كيف لها لن تراه ولا تحضنه او تنظر بعيونه. الماضي سيطر عليه ولا زال لم يسامحها على فعلتها، لذلك كبرياءه لم يسمح له ان يتحدث اليها.
خرجت من العمل الساعة الثامنة مساءً، اصبحت تعمل اثنى عشر ساعة كي تصل لهدفها  وتسافر، هدفها لم يكن السفر بل الابتعاد عنه، ثم تعود للمنزل و التفكير يطغى على النوم حتى تشرق الشمس و يبدأ نهار جديد تذهب فيه الى العمل.

اصبحت متعبة جسديا و نفسيا، بحيث الافكار التي تخطر لها عنه، لا تسمح لها بالنوم ،مجيئه وعدم حديثه يمنعها عن النوم كل ليلة، وبعد مرور ثلاثة ايام خالية من النوم،  قررت النزول الى الصيدلية للحصول على منوم و اصبحت تأخذه كي تنام، هذه ليست اول مرة تأخذ فيها المهدئات والمنومات كي تستطيع النوم خاصة اول اسابيع بعد فراقهم، اصعب اسابيع في حياتها.

بعد مرور اسبوع و لأول مرة، تجرأ،واتصل على هاتفها، رأت الهاتف و رأت انه المتصل لكنها لم تعد تبالي بما سيقول ولم تجب. في اليوم التالي عند عودتها وجدته ينتظرها اسفل العمارة، عندما وصلت قال لها انه يريد ان يتكلم معها، اجابته بانها وقعت ورقة الطلاق كما اراد، ولا يوجد ما يتحدثان به، لكنه اصر على الحديث، ومسك يدها وجرها للسيارة، ووضعها فيها، ذهب ركضا جلس بمقعده، وانطلق بسيارته الى جبل لا يسكنه ساكن، بدأ الحديث بقوله انه يريد ان يعودا الى بعضهما، وانه اشتاق اليها، انها تنظر الى الجهة الاخرى، لا تنظر اليه، يبدو عليها الغضب، سألها ان كانت قادرة على مسامحته، قالت لا،  فغضب هو ايضا، بدأ يصرخ بها بأنه هو ايضا لم يسامحها، وانه ما زال غاضب، لكنه فعل كل ما بوسعه كي يأتي و يتحدث معها لكنها ترفضه، وهو صاحب الحق بنظره، نظرت اليه بحزن ودموعها لم تعد تتوقف ،وقالت ما زلت تحاسبني، ونزلت من السيارة بدأت تمشي اتجاه منزلها، وهو يرجوها ان تصعد، صرخت به ان يبتعد عنها والا يعود مثلما فعل في الشهور الماضية، لقد اوجعه قلبه بعد كلماتها التي وجهتها له، بعدها غضب وذهب. بالواقع هو لم يتركها ظل يراقبها عن بعد حتى وصلت الى منزلها بأمان، ما زال يخاف عليها كثيرا و بالرغم من انه يذهب الى عمله كل يوم كونه مدير سلسلة من الشركات التي تركها له والده، رغم ذلك يعرف تفاصيل حياتها ويوجد من يقوم بمراقبتها، وحمايتها من بعيد، نعم لقد قام بتوظيف شخص حتى يطمئن عليها كل يوم، كونها تعيش وحدها في حي متوسط يملؤه الشباب الطائش.

مر يومان على هذا الحدث، توقعت الا يذهب ان يتمسك بها لكنه ذهب تذكرت عندما كانت تغضب منه عندما كانوا متزوجين كيف كانت تصرخ تضربه ومع ذلك كان يعمل كل ما بوسعه، لم يتركها يومًا، لكنه لم يعد يفعل ذلك، لم يعد يتمسك بها لذلك ستذهب للأبد، ما لم تتوقعه انه الان ان يعود، لم يتوقف هاتفها عن الرنين، حتى اجابت، قال انه سيأتي لزيارتها اليوم في شقتها حتى يتحدثون بكل الامور، فعليا لم يكن يسألها ان يأتي او لا، كان يقول لها ان سيأتي فقط.

كانت تنتظره بفارغ الصبر، لقد اشتاقت له بالرغم من كل شيء، ثم دق الباب، فتحت له ، اصبحت رائحته تغطي المكان، نظر اليها نظرة مليئة بالعتاب والاشتياق والغضب لما فعلته في المرة السابقة، لقد دخل وقبلها من وجنتيها، تعلقت به كما تعلق بها، اصبح يقبلها من شفتاها بشغف، ثم ابتعدت عنه تذكرت خيانته، بعدها بدأ النقاش، لم يكن نقاش بل عتاب، حتى وصلوا الى طريق مسدود ،بعدها تنازل قليلا عن كبرياءه وقال انه سيستطيع مسامحتها مع الايام، لكن يجب ان تعود اليه، اجابته ببكاء انها لن تستطيع بعد ان خانها، وقتها كانت النهاية وبعدها لم يعد. 

حسب توقعاتكم من هو الذي سيعود هذه المرة؟ زين او مالك؟

النهاية 💔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن