بعد مرور شهر لم تراه فيه ابدا، التقيا في عرس احدى معارفهم وكانت تودعه بنظراتها، هو تحاشى النظر اليها، واكمل حديثه مع اصدقائه، كانت ترتدي فستانها باللون الفيروزي المتناسق بشكل كبير مع لون بشرتها البيضاء، وشعرها البني الذي يصل الى كتفيها، كانت ملفتة للانظار، كان يسترق اليها النظرات من فترة الى اخرى محاولا الا تلتقي اعينهما، هذه المرة لفت نظره تعبها الذي كان يصعب عليها اخفائه، بالرغم من انها تضع مساحيق التجميل، لكنه لم ينفع معها، لقد فشلت في اخفاء مرضها، اما هي فكانت تودعه قبل سفرها، موعد سفرها اقترب كثيرا، لقد كانت منشغلة بالتحضير للسفر، كانت تتجول حوله محاولة الاقتراب منه كي تشتم رائحته لآخر مرة، لحظتها كان يضحك او يتظاهر بذلك مع احدى النساء في الحفل، ثم دخل العروسان، و بدأ الحفل، كان الحفل مليء بالناس، خاصة الناس من المجتمع الراقي ذات الغنى الفاحش، في حين كانت تحترق من غيرتها على مالك، آتى شاب معجب كان يسترق النظرات لها ايضا، استغل الفرصة كونها تقف لوحدها، بدأ الحديث معها، سألها عن حالها وقال انه يراها للمرة الاولى وسط المجتمع الراقي، استفسر عن من تكون، اما مالك فهو غاضب ينتظر منه ان يبتعد عنها، لم يعد يسترق النظرات بل الآن انه ينظر اليها بثبات، فهمت انه غاضب، لكنها ستغيظه مثلما فعل وهو يضحك مع تلك المرأة، لذا اكملت الحديث معه ثم طلب منها الرقص، بالطبع وافقت زين ان ترقص معه، بالرغم من انها كانت تشعر بألم وتوعك لا يحتمل في معدتها ومع ذلك ذهبت للرقص، نظر يحيى صديق مالك اليها، عرف ان مالك سيقتل حسام ان لم يفلتها، فقام مسرعا نادى صديقته، ونادى مالك كي يرقص معها، قال يحيى: تعرف ما عليك فعله، اكد مالك ليحيى بنظراته وذهب ليرقص معها، قال لها سأطلب منه ان يبدل بينك وبين زين، هزت رأسها موافقة ثم طلب ان يرقص مع زين، لكن حسام رفض، فأمسك بها غصبا، بدأ يرقص معها، لم ترفض لأنها تعرف ان هذه هي المرة الاخيرة، لم يسألها عن حالها، لقد كان يعرفه، سألها لماذا وافقتي على الرقص مع حسام، نظرت له نظرة فهمها جيدا تقريبا ثم اعقبت عليه بقولها انها لم تعد له،انها طليقته ولديها الحرية لتفعل ما تشاء مع من تشاء، اعتلاه الغضب واصبح يمسكها بقسوة ويشد على يداها، هي تتألم اساسا وهو يضغط عليها، ظهر الألم على وجهها بشكل واضح، سألها ما بك،اعتذر لها ايضا وخفف من قبضته عليها، لكنه لم تسمعه لسببين الاول وهو صوت الموسيقى المرتفع والثاني انها ستفقد وعيها، بعد لحظات ابعدها قليلا عن ساحة الرقص، نادى زين عدة مرات لم تجبه، سألها ان كانت قادرة على المشي فلم تجبه، لقد غابت عن الوعي فعلا، لكنها تستفيق لثواني وتغيب لثواني، لذا حملها وغادر العرس الى المشفى عندما حملها كانت قد وضعت رأسها على صدره انها تشعر بالأمان الذي فقدته منذ مدة لقد ارتاحت بين يديه ونامت، وصلا المشفى، فحصها الطبيب كان مالك ينتظره بالخارج يبدو عليه التوتر والقلق،خرج الطبيب، سأله مالك عن حالتها، فقال: كونك زوجها من المفترض انك تعرف وضعها جيدا، هل تعرف انها تعاني من القرحة منذ اربعة اشهر، مالك بتعجب ماذا ؟!!، برر مالك للطبيب بأن علاقتهم ليست جيدة بالفترة الاخيرة، ثم اوضح الطبيب انها بحاجة للعلاج ويجب عليها الامتناع عن الادوية وخاصة المهدئات التي اخبرته انها تستخدمها بشكل دائم منذ اشهر، قال الطبيب انه سيقوم بعمليتها غدا وبعدها ستكمل العلاج حتى تشفى تماما.
مالك بالخارج كان غاضب، هذه المرة كان غاضب من نفسه، هل يعقل ان حبيبته زين مريضة ولم تخبره يوما، كيف لم يعرف انها مريضة، لقد تركها في الوقت الذي كان من المفترض ان يكون بجانبها، يشعر بالندم،انه يشعرانه خذلها وخذل نفسه ايضا،ثم قرر ان يذهب الى غرفتها ليراها، دخل لغرفتها كانت نائمة، جلس على الكنبة بانتظار ان تستيقظ، بعد ان استيقظت، سألها ان كانت تتألم وماذا تحتاج، اخبرها ان عمليتها ستكون في الصباح، اما ما كان يشغل بال زين هو سفرها الذي لا يعلم به مالك، موعد سفرها اقترب جدا انه بعد اربعة ايام، هل فعلا تريد ان تسافر، هل ستتركه ام ستبقى من اجله، انها تحارب قلبها قبل ان تحاربه هو، اما مالك قد ذهب الى البيت ليحضر لها ملابس، كانت قد تركت بعض الملابس في بيته وهو لم يلمس اغراضها بعد ان غادرت، اوصى الممرضات لأكثر من المرة ان يهتموا بها جيدا وان كانت تحتاج اي شيء ليتصلوا به فورا، الممرضات جميعهم عرفوه، من لا يعرفه، كان قد اعطى بعض المال كمكافاة للمرضات الذين يهتمون بها، يخاف عليها كثيرا، فقط كان يدعي قسوة القلب، لكن حبه لها غلب جميع مشاعره الاخرى اتجاها. عاد لها الى المشفى، كانت نائمة، سمع هاتفها يرن، اجاب على هاتفها، كان مديرها بالعمل، قال له انها مريضة وانها بالمشفى ولن تعمل بعد الآن، فسأله المدير وماذا بالنسبة لسفرها الى الخارج، هنا صدم مالك، لم يكن يعلم، قال له لن تسافر ايضا، انها مريضة وانا لن اتركها، قال المدير انه ينتظر اجابتها هي او استقالتها الرسمية، ثم اغلقوا الهاتف، بعد ساعتين استيقظت، كان ينتظرها ان تستيقظ، كان غاضب جدا، فهمت من نظراته انه غاضب، لم تسأله، عرفت انها سيبدأ بالصراخ بها، فعلا هذا ما حصل، سألها بغضب لماذا لم تخبريني عن سفرك ؟ ردت السؤال بسؤال، سألته باستهزاء: هل يهمك امري فعلا، ثم قالت انها ستسافر كي تبتعد عنه، سألها ان كانت تكرهه، اجابت بصوت عالٍ: نعم والدموع بدأت بالسيلان، لا تكرهه بالطبع انها تحبه اكثر من نفسها، خرج غاضبا جدا، لعنت نفسها على اجابتها، ثم بدأت تبكي بشدة، معدتها تؤلمها كثيرا، لم يعد الالم يستحمل، اتت الممرضة، صرخت للطبيب مسرعة، قالت نبضات قلبها تنخفض، حرارتها مرتفعة ايضا، يجب ان تدخل الى العملية فورا، مالك كان يقود سيارته بسرعة يتجه الى اللا مكان من شارع الى اخر يتذكر اجابتها، بدأ هاتفه بالارتجاج، لم ينظر له، رن هاتفه اكثر من ثلاثة مرات، ثم اجاب، كانت الممرضة، قالت له ان حياة زين بخطر، والطبيب بدأ بعمليتها، لم يفكر مرتين استدار بسيارته، زاد سرعته، ركضا اليها، انتظر بالخارج كثيرا، مرت ٤ ساعات، ٥ ساعات، ثم خرج الطبيب قال له انها بخير الآن، ستستيقظ بعد ساعات، مالك لم ينم منذ ان دخلت المشفى، عندما طمأنته الممرضة انها ستستيقظ بعد ٨ ساعات قرر النوم على الكنبة، نام و استيقظ بعد ٥ ساعات بدأ ينتظرها، كان متعب، ينتظر على اعصابه، يخرج للخارج يدخن سجائره، واحدة تلو الاخرى، استيقظت اخيرا، قال لها انهم سيذهبون الى بيتهم بالغد، قالت له لا داعي ستذهب لبيتها، لكنه اصر، طلبت منه ان يذهب ، قالت ان صديقتها ستأتي كي تجلس معها، تريده ان يذهب لينام ويأكل ويرتاح، رفض ان يذهب، قالت له ان غير مجبور ان يبقى معها، فهي لا شيء كما قال في مرة من المرات عند شجارهم، هذه المرة انه خائف عليها ولن يسمح للموقف السابق ان يتكرر، قام بالرد بكل هدوء، قال: انا احبك وسأبقى معك مهما فعلتي،ثم اتت صديقتها، الاثنتان طلبتا منه ان يذهب الى بيته كي يرتاح لكنه ظل بالخارج ينتظر، هو بالخارج كان يطير فرحا انها ستعود معه الى البيت، اشتاق لها كثيرا، هذا ما كان يحاول اخفائه طوال الوقت شوقه اليها، ينتظر ان تعود للبيت حتى تعود له الحياة.
أنت تقرأ
النهاية 💔
Romanceبعد مرور اسبوع و لأول مرة، تجرأ،واتصل على هاتفها، رأت الهاتف و رأت انه المتصل لكنها لم تعد تبالي بما سيقول ولم تجب. في اليوم التالي عند عودتها وجدته ينتظرها اسفل العمارة، عندما وصلت قال لها انه يريد ان يتكلم معها، اجابته بانها وقعت ورقة الطلاق كما ا...