2

562 49 1
                                    

روايه حزام الصمت
الحلقه 2
أغمض مالك عيناه ليرى وجهًا أفزعه
رأى وجه مومياء بشعة
أصبحت نبضات مالك عالية وجعلت جهاز القلب يُصدر صوتها دليلًا على إضطراب قلبه
ليفزع والداه
ويهرول زياد لينادي على الطبيب
مالك يرى نفس الحلم لتلك الفتاة المحتجزة
لكن مايُغير الحلم هذه المرة وجود تلك الشيطانة بجانبها تبتسم بشر
وهي تُمسك بزراع تلك الفتاة وتجرحها بأظافرها البشعة
وتتلذَّذ بإخراج الدم من يدي تلك المسكينة التي تنظر له وتبكي 
ليقوم بضرب ذلك الجدار بيديه وتضحك تلك الشيطانة وكأنها تقول له لن تقدر على إختراقه
لتحْمَر عيني مالك
ويظل يضرب بيديه فتنفجر الدماء منهما
وهو يردد سأكسر ذلك الحاجز إن شاء الله
وظل يحفز نفسه
ومعى كل ضربة يردد يارب
فيهتز الحاجز
ويظل يردد يارب
ليجد تلك الفتاة تنظر له
وها هو يسمع صوتها تردد
يا الله يا رحيم نجيني
يا الله أعني على هذا الإبتلاء
يا رب
إخترق صوتها قلبه وظل يردد أكثر يارب يارب
ليفزع ويفيق من نومه حين نظر لم يجد تلك الشيطانة بجانب الفتاة و إنما وجدها أمامهُ بوجهها المفزع
ليقوم بفزعة وهو ينتفض عن السرير ويقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
ليجد غرفته مليئة بالأطباء
ليحاول أن يتنفس
ويبدء قلبه بالهدوء
ويرتبك ذلك الطبيب الذي فزع من ملامحه وأقسم أن هذا الفتى رأى شيطانًا من هول صدمته
ليهدأ مالك
ويخرج طاقم الأطباء
ليقف ذلك الطبيب أمام والدي مالك وزياد ويقول: اللي أقدر  أنصحكم بيه تشوفوا شيخ يقرأ على ابنكم قرآن
الولد دا فيه حاجة بيشوفها 
لينصدم شادي
وتفزع والدة مالك
ليشكر والد مالك الطبيب ويدلفون إلى داخل غرفة مالك
ليجدوه يتصبب عرقًا
ويرتعش
وهو يردد: لازم أنقذها لازم أنقذها
لتهرول والدته إليه وتحتضنه وهي تبكي وتردد إسم الله
ويخرج والده ليجري مكالمة هاتفية
-- بعد ساعتين
يصل مالك الي منزله
زياد يمشي بجواره خوفًا عليه
أخرجوه من المشفى لأنه رفض البقاء بها
ليدخل غرفته
ويشرع في تغير ملابسه والإستحمام
بينما
تركه زياد يستريح وذهب يجلس معى زوج خالته
--- بعد عدة دقائق
خرج مالك
وأدى فرضه
وظل يُناجي الله أن يُساعده وأن  يُخبره ماذا يفعل
أنهى صلاته
ونزل للأسفل ليُطمئن أفراد  عائلته الذي علم أنهم قلقوا عليه
ليجد شخصًا لم يتوقع مجيئه
ليهرول ويحتضنه وهو يقول: عمي محمد وحشتني يا شيخنا متعرفش محتاجك قد إي
محمد: هو ابن عم والده وهو شخص مقرب من مالك
وذو علم في أُمور الدين
محمد: وأنا جتلك أهو كل حاجة هتبقى بخير إن شاء الله
ليستئذن منهم
ويخرج إلى إستراحة الڤيلا ليتحدثوا بأريحية
محمد: يلا بقا إحكيلي كل حاجة
مالك يبدء يحكي ليه تفاصيل الحلم
وبعد كدا تطوراته والظل الأسود اللي ظهر ليه
محمد بهدوء
أولًا: طول ما إيمانك قوي متخفش من أي حاجة غير من ربنا
ثانيا: كل إللي بيحصل دا إجابته حاجة واحدة إنك لازم تساعد البنت دي
ثالثا: توكل على الله واستعصم وإوعي شهواتك تتغلب عليك
دايمًا استغفر ولو ظهرلك الظل الأسود دا إساله عن مكان البنت
مالك بإرهاق: أنا تعبان جدًا وخايف
إنت مشفتش شكل الشيطان اللي أنا شفته ده وللا شكل البنت الغرقانة في دمها دي
وللا الظل الأسود دا أنا متأكد إنه جن
كل دا مش مخوفني قد ما أنا خايف أكون عملت ذنب وربنا بيعاقبني بالحجات اللي بشوفها دي
محمد: ربنا بيبتلي اللي بيحبه بس
وكمان دا أكيد إختبار من ربنا يشوف فيه صدق إيمانك وحبك ليه إنت قد الإختبار وللا لاء
مالك بهدوء: قدُه لو دا إختبار من ربنا فإن شاء الله هكون قدُه
محمد: هستنى منك تلفون لو حسيت فمرة إنك تهت
وصدقني هكون جنبك وهساعدك بدعائي ليك
وخليك فاكر ومتأكد إنك مش لوحدك ربنا معاك
وبعدين أنا وأهلك وكل اللي بيحبوك بيدعولك
إتوكل على الله
مفيش حاجة هتضرك غير المكتوب ليك
إن لله وإنا إليه راجعون يا ابني  
مالك: ونعم بالله ونعم بالله
محمد يقوم
مالك: هتمشي بسرعة كدا
محمد: إنت عارف بقا مقدرش أسيب الجامع
مالك ببسمه: إن شاء الله كل حاجة تتحل وهاجي أساعدك في تسميع العيال الصغيرة اللي بيطلعو عينك دول
محمد ببسمه بشوشه: ربنا يحفظهم يا ابني ويحفظك
مالك: سلام  يا شيخنا
محمد: إلى اللقاء يا ابني
مالك يبتسم لأن دايمًا عمه بيحب يقول الكلمة دي و لما بيدقق في معانيها  كتير وبتطمنه أكتر: إلى اللقاء يا شيخنا
------ في قصر چوچينا
تأمُر الحارس بإحضار سيارتها
لأنها عزمت أن تذهب إليه
تخرج بسيارتها إلى خارج القصر
لينظر الحارث ويقول: ربنا يهديكي يا ست هانم
لولا إن أبوكي ليه أفضال عليا كنت سبت حراستك من زمان بس أنا محبتش أسيبك علشان أبوكي بس
ويظل يردد ويستغفر
------ أمام ڤيلا مالك
تقف بسيارتها
ليفتح لها الحارث الأبواب
ويذهب ليخبر مالك بتلك الفتاة التي تريد رؤيتهُ
لتنزل چوچينا من سيارتها
والتوتر والخجل ظاهرٌ على وجهها
ليهرول الحارث إليها ويخبرها بلدلوف إلى داخل المنزل
لتتنفس بعمق
--- مالك يتفاجئ من كلمات الحارث
ويظل يردد في عقله من تلك الفتاة اللتي تريده
والديه ينظران بدهشة
وزياد كذلك
لتدخل چوچينا بفستانها الذي يغطي جسدها وشعدها المتطاير على كتفها
لينظر مالك بدهشة
ويقول في نفسه  يا الله إنها الفتاةُ التي داخل كوابيسي
ليجد نفسه يدقق في النظر إليها ليستغفر ويغض بصره
لتقول چوچينا: السلام عليكم
يردو السلام
مالك: إتفضلي معايا لو سمحتي
هنتكلم فالجنينة
چوچينا تتأكد إن هو دا الشخص إللي جايه علشانه لتنظر إليه نظرة سريعة وتقول داخلها: يا الله كم هو جميل وخلوق إنه ينظر إلى الأرض وهو يتحدث 
يخرجوا إلى الحديقة تحت نظر والديه وزياد الذين ينتظرون تبرير موقفه
-------
تجلس چوچينا
ويجلس مالك بعيد عنها بمسافة مناسبة

چوچينا: أسفة لإزعاجك وإقتحام حياتك نبرتها تتحول لنبرة بكاء أرجوك تساعدني
لينظر لها مالك ويقول: إهدي لو سمحتي بس أنا مش فاهم أساعدك إزاي
أنا مش فاهم أي حاجة
چوچينا: هو إنت عرفت شكلي إزاي
ونظرًا لكلامك دا معناه إنك تعرف حاجة تخص اللي جاية أقوله دا
مالك يحكلها إزاي كانت بتقطحم أحلامه
چوچينا تنظر له بصدمة ورعشة بسيطة في جسدها: أنا مش فاهمة أي حاجة
مالك: إهدي يا آنسة
چوچينا: إسمي چوچينا
مالك: تمام يا آنسة جرجينا
چوچينا لأول مرة من سنتين تضحك من قلبها
مالك يحس بقلبه بينبض جامد أَسَرَ ضِحْكتها
مالك: أسف أقصد چوچينا
إحكيلي إي اللي بيحصل معاكي
چوچينا: أنا فيه شيطانة مستحوذة على جسمي وتبدأ تحكيله كل اللي حصل ليها
وإتأكدت أكتر إنها شيطانة لأن طلعلي جن إللي جالك وقالك تساعدني
دا من قبيلة من زمن الفراعنة كدا
وهو وسحره زمان إللي حبسوا الشيطانة دي فالتابوت
وكتبوا تحذيرات كتير في الأوضه إللي حطين التابوت فيها
والكلام إللي على اللِّوح دي طلاسم تقدر تصحيها واللي عمل كدا كانوا شياطين وإستحوذوا على أجساد علماء الآثار
ومن بين العالم كله اختاروني أنا اللي أفتح التابوت وأنا اللي تستحوذ الشيطانة علي جسمي.
--------
نكمل الحلقه الجايه
"الكاتبه مي _ محمد "

حزام الصمت  "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن