الفصل الرابع عشر..

1.1K 74 8
                                    

قيـد إنتقام المجروح:-
_الفصل الرابع عشر .

لا يعلم ما اساس ما يحياه الان.. هو مرعوب خائف.. متوتر، تلك التي تجرأ واعترف لها منذ ساعات بحبه لها اخيرا.. اختطفت!
لاجل السبب الذي جعله يبتعد عنها طوال تلك السنوات الفائتة، عذاب ضميره لم يرحمه.. جاء عبدلله ايضا ليأخذ حق مـي منه عن طريق نجوان وما ذنبها! انها فقط احبته؟! وبالاساس وما ذنبه هو من البداية؟
ان مـي احبته؟ لما عليه ان يتحمل نتيجة كل شئ يفعله الاخرون!
ان يكون دوما هو المخطى ويتحمل العواقب؟ هو لا يشتكي لكن ليست كل المصائب يستطيع ان يتحملها.. علي قلبه كل ما يفعله سراج اخف من الريش، لكن الباقيون لا.. والف لا.. افعالهم ثقيلة علي قلبه، ليس كلهم ك سراج حتي مـي
لن يخسر نجوان لاجل مـي التي بالفعل هو لا ذنب له بما حدث لها، هي وقعت في حبه وهي تعلم انه لن يبادلها اياه ابدا، هو لم يضحك عليها يومًا.. دومًا ما كان يعاملها ك شقيقة والجميع يشهد
زفـر مطولًا بتعب وهو يرفع عيناه عن الارض وينظر امامه، فيجد سراج يتحرك كالذبابة التي تحوم حول المكان عند توترها وهكذا يفعل سراج عندما يقلق، رغم كل ما به كاد يبتسم بحنين وهو يري حركات شقيقه التي لم تتغير منذ الصغر، لكنه جاهد لاخفائها او بالفعل لم يستطع ان يخرجها فحقًا هو حزين
انتبه سراج لنظرات اخيه، فتوقف عن التحرك ونظر له هاتفًا بتوتر:-
_وبعدين؟ هنعمل اية!
_مش عارف
والاجابة كانت بتلك السهولة، فحقا هو لا يعلم، ما يعلمه ان نجوان سبقته لـ المنزل لتزف الخبر السعيد ونصف ساعة وجائت له رسالة بصورة لها مختطفة مع عبارة توعده بالانتقام منه عن طريقها والراسل هو عبدلله باهر
ومن حينها وهو يقف كالصنم لا يعرف كيف يتحرك وماذا يفعل
قاطع سراج سيل ذكرياته:-
_احنا مش عارفين الخاطف؟ ما نبلغ الشرطة وهي تتصرف
نور الدين:-
_هنفتح سيم وجيم وكمان قضيتك ممكن تتفتح
ضيق ما بين حاجبيه بعدم فهم:-
_وانا اية دخل قضيتي بالراجل دا اصلا
تنهد مجيبًا:-
_ما دي مربط الفرس
وراح يقص عليه ما قالته هانيا وفسرته منذ البداية لحتي اللحظة وعندما انتهي راح يقول سراج بعقل مشتت يعود اقوال اخيه بأختصار ليتأكد من وصول المعلومات كاملة له:-
_يعني مـي انتحرت وعبدلله مفكر انك السبب، وهاني بيشتغل معاه فستغلوا هانيا علشان تأذيني فينتقموا منك عن طريقي؟
اؤما بنعم.. فقال هو:-
_افرض هانيا مكنتش مشيت معاهم علي نفس الخط؟
_معرفش كان هيحصل اية ومش عايز اعرف، لان اكيد كان هيحصلك اسوء من اللي حصل..
ترك جلسته واقترب منه.. امسك يداه ونظر لعيناه برجاء هاتفا:-
_سـراج.. عايزك تعرف اني معملتش حاجة بمزاجي او بأرادتي، انا مقولتش لـ مـي تنتحر، انا حاولت من اول ما حسيت انها بدات تحبني اني ابعدها عني بس هي رفضت، انا مليش ذنب صدقني
ربت علي كتفه و:-
_عارف
ابتسم نور الدين براحة:-
_ودا اللي يهمني
صمت لدقيقة قبل ان يتابع:-
_حتي حادثة هاني، بسببها مكنتش بنام زيك.. بس انت كنت الاهم عندي، اني مشوفكش في السجن مكسور كان مخليني اقتل ضميري بأيدي.. انيمه علشانك واغفيه عن الحقيقة، بس صدقيني كان بيوجعني
هتف سراج قاطعًا اوجاع شقيقه التي راحت تتدافق عليه وذكرياته:-
_انا عارف كل ده ومستوعبه، مش لازم تبرر حاجة، دلوقتي لازم تفكر كيف هنرجع نجوان وبس
_معاك حق
                               *****
علي اطراف المدينة.. مخزن صغير، مهترئ الاساس.. صغير الحجم، بغرفة صغيرة به معتمة لا شئ فيها سوي شباك صغير بالقرب من السقف..
كانت تجلس نجوان علي مقعد وحيد بالغرفة، يديها معقوصة لـ الخلف ومربوطة بحبال موثوقة بقوة مؤلمة، كانت غافية منذ ان جائت، لكنها الان بدات بالاستفاقة
فتحت عيناها بخفة فلفحها السواد من كل ناحية، نظرت حولها بقلق وخوف..
ازداد تدريجيا وهي تتذكر ما حدث لها قبل ان تغفي، وزاد الطين بلة انها تكره الظلام
فصاحت بخوف:-
_في حد هنا؟ مين هنا وانا هنا بعمل اية؟
لم تجد رد وظنت ان لا احد هنا.. قبل ان تسمع صوت باب يُفتح لكن الظلام لم يختفي، وكان الداخل كالخارج مظلم وصوت خطوات تقترب منها، حتي وصلت لها، ابتلعت ريقها وهي تهمس:-
_مين هنا؟
انفتحت امامها قداحة فجأة وظهرت لها عيون من نار.. حارقة:-
_انا
ارتجفت من الصدمة والفاجئة، عادت برأسها لـ الخلف وهي تصرخ برعب من مظهره وطلته تلك
لكن هو.. لم تهتز فيه شعرة، بل هتف وعيناه تطوف علي ملامحها بتفحص:-
_حلوة.. الموت ميستهلكيش بالسهولة دي بس هي كمان كانت تستحق تعيش
رددت بخفوت:-
_مين دي؟
عبدلله بصوت خافت.. ك صوت حفيف شيطان ينبئك بالجحم مستقبلًا:-
_اللي هتدفعي تمن موتها دلوقتي
صاحت بانهيار لرعبها وعدم فهمها لكل ما يدور حولها:-
_مين دي.. مين دي؟
اقترب من اذنها هامسًا:-
_اللي حبيب القلب رفضها علشانك.. مي باهر
توسعت عيناها وهي تتذكر ذلك الاسم، الذي ذكره سراج يومًا وعلمت فيما بعد ان تلك الفتاة منتحرة، لكن هذا كل ما علمته
_واية دخل نور الدين بيها؟ نور ميعرفهاش
وعندما جاءت سيرة نور الدين وكأن شيطان تلبسه.. حيث راح يضحك كالمجنون وهو يبتعد عنها، راح يلف حولها وهو يردد بنبرة مجنونة:-
_نور.. هو مربط الفرس نور باشا بتاعك دا، سبب كل مشاكلكم هو نور الدين باشا، سبب عذابي وعذابك وعذاب الكل هو نور، مـي ماتت بسببه، انا بعاني بسببه، اخوه فضل سنين بيتعذب بسببه، هانيا اتدمرت بسببه.. حتي انتي

صمت واقترب منها، وضع عيناه بعيونها وتابع بشر:-
_هتموتي بسببه
توسعت عيونها برهبة وخوف، لم يتأثر بهم وهو يتابع وكأنه يحادث نفسه:-
_علشان يفضل مع اخوه وبس رفضها، قتلها بايده لما رفضها، وهو عارف كويس انها رقيقة متستحملش منه الجفاء والرفض، كان عارف انها روحي..
كان عارف انها حساسة واني علشانها بعمل اية حاجة، كان لازم يعرف برضوا ان مي بالنسبالي زي سراج بالنسباله، كان لازم يعرف اني مش بحب اختي حب عادي، كان لازم يعرف اني مش هسكتله، ويفهم ان اخوه مش اغلي من اختي ولا انتي اغلي.. سامعة؟ انتي مش اغلي منها انتي مفكيش حاجة زيادة عنها.. هي احسن منك الف مرة.. سامعة؟

اؤمات بنعم بتوتر بينما هو وكأنه لم يسمعها حيث راح يسرد ماضيه المؤلم:-
_كان مفكر اية؟ هسكت وجرحي هيلم بعد ما اشوفها جثة قدامي؟ هنسي منظرها واعيش متهني!
كان لازم اخد حقها منه.. كان لازم اوجعه واندمه، كان لازم يندم ويعرف ان مـي مش رخيصة علشان ينسي دمها بالسهولة دي، ومفيش حاجة توجعه غير اخوه..
حتي انتي متوجعيهوش زي اخوه، وخططت اموته واخلص منه وانا راسم في دماغي احسن ايام هشوف فيها نور مدمر فيها زي ماكنت مدمر قبله، بس..
هاني خطته كانت افضل، مفيش اصعب من انك تشوف اللي بتحبه مكسور وموجوع طول الوقت..
ومش عارف تلاقي حل، ودا اللي قولنا ننفذه واحنا بندبر الحادثة لسراج، ونقنع هانيا تدخل حياته وتوقعه في حبها، كنت بتابع بشغف، مستني اللحظة اللي كل الخطوط تظهر، مستني اللحظة اللي نور الدين يخسر فيها اخوه، كنت فرحان وانا شايفه مبينمش من حزنه علي اخوه، خليه يحس بيا شوية، خليه يحس بالنار اللي جوايا بسببه، كنت ناوي اقعده كدا طول العمر، لا عارف يرسي علي بر ولا جو..
لا عارف يطيب جراح اخوه ولا جراحه، كنت عايز سراج يفضل غبي، لان طول ما سراج غبي بيعرف كويس كيف يوجع نور، بس الغبي فاق..
فاق بسرعة وعرف يلم جراح نور بكلمتين، سراج بقي ورقة محروقة عندي، بس انتي لسة موجودة..
زي ما خطف مـي مني هخطفك منه، هندمه عليكي زي ما بكاني علي مـي..

_وهتستفيد اية؟

قالتها بعدما استمعت له بتأثر وتألم علي ما قاله وما عاش الجميع فيه بسببه.. فكانوا كاللعبة بين يديه، يتحرك بهم كيفما يشاء

_هبرد ناري.. علشان حتي ان مزعلش علي موتك من قلة حبه فيكي.. ضميره هيفضل حارقه طول العمر
_وانا قدامك اهو.. لو موتي هيريحك خلص عليا
_مش دلوقتي.. قدام عينيه، لازم تموتي قدام عينيه
___________
كنت تعبانة جدًا طول الفترة اللي فاتت حرفيًا ودا سبب التأخير والله.. لكن انا كنت ناوية اخلصها من زمان

قيـد إنتقام المجروح لــ زينب سميرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن