دمعة... تسقط من أبي بكر في الغار توقظ النبي وقد نام على حِجْر أبي بكر إذ يرى النبي صاحبه وقد وضع يده في فتحةٍ تخرج منها حية فتلدغه حتى لا تأتي رسول الله ﷺ ولم يستطع النهوض حتى لا يستيقظ رسول الله...
"ثاني اثنين إذ هما بالغار"
أصدقاء في الجاهلية محمد بن عبدالله، وعبدالله بن أبي قحافة ليسَ ليوم ولا يومين ولا سنة ولا سنتين بل أصدقاء من سنوات طويلة قد بلغ النبي الأربعين وأبو بكر الثمانية والثلاثين، افتقد أبو بكرٍ صاحبه ﷺ وبدأت تأتيه همساتٌ أن محمد يقول أنه نبي!
فذهب مسرعًا إلى بيت النبي ﷺ وطرق الباب لتفتح له خديجة فقال: أين محمد؟
فأقبل على النبي ﷺ حتى يعرف صحة تلك الأخبار فقال النبي ﷺ: يا أبا بكر إني رسول الله -لن يكتم النبي سرًا عن صاحبه-فقال: أشهد لا اله إلا الله وأنك رسول لله
-وسيصدقه صاحبه حينما رأى الحق-أصدقاءٌ في الجاهلية ليسوا كأصدقاء في الإسلام حياتهم الماضية ليست لها قيمة عما ينتظرهم وصدّق أبا بكرٍ صاحبه وتبنى قضيته وبدأ ينشر دين صديقهِ ونبيّه.
وما كان بالأمس سرًا بين الأصحاب إذا هو اليوم تهديد لكيان المشركين في مكة فرأى أبو بكر الناس ملتفين حول الكعبة، فأخذ يبعد هذا وذاك وإذا هو برسول الله بين الكفار هذا يجذبه، وذاك يضربه، وهذا يقعده، وذاك يرفعه، وذلك يخنقه على جدار الكعبة.
يقول علي رضي الله عنه وهو طفل في ذلك الموقف: رأيت أبا بكر يأتي من بعيد يركض حتى قال افسحوا الطريق ابتعدوا! حتى دخل بينهم وقال: أتقتلون رجلًا أن يقول ربي الله!
فوثبوا على أبي بكرٍ يضربونه وقام إليه أحد الكفار فضرب وجهه بالنعل وضربوه ضربًا مبرحًا حتى غشي عليه والنبي يقول: ارفعوا أبا بكر، كلٌ منهم يحمي الآخر .. كلٌ منهم يخاف على الآخر وعلى رغم الألم الذي تعرضّ له النبي ﷺ
لم ينسَ صاحبه "ارفعوا أبا بكر".وكذلك أبو بكر حملوه مغشيًا لا يُعرف عينه من أنفه من فمه من شدّة الضرب، فوضعوه في بيته وعنده أمه وجاؤوا قبيلته بني تيّم،
فقالوا: والله لا نظن أنه حي ولكن لو أصابه شيءٌ لنأخذ بثأره ثم خرجوا.واستيقظ بعدها أبو بكرٍ بساعات ماذا سيقول شخص أغمي عليه من شدة الضرب؟
-آخ؟
-آهٍ؟
-جسمي يؤلمني؟
-ظهري لا أشعر به؟
بالطبع لا، لن يقول هذا أبو بكر إنما شغله أمر صاحبه ..
فقال: أين رسول الله؟ ماذا فُعِلَ برسول الله ؟
فقالت أمه: اترك عنك محمد!
فقال: والله ما أطعم ولا أشرب حتى أطمئن على رسول الله اذهبي إلى أم جميل وأخبروني عن رسول الله فجاءت أم جميل-وهي فاطمة أخت عمر بن الخطاب-
وأول ما قال: يا فاطمة بالله عليكِ كيف رسول الله؟
قالت: أبشرك أنه بخير.
قال: سألتكم بالله أن ترفعوني اليه.
تقول فاطمة وهي تروي الرواية: حملناه ووالله أنه لا يمشي وأن الدم يسيل عليه وعلى ملابسه فذهبوا إلى النبي فلما رآه النبي رقّ له وبكى واحتضنه..
وبَقى يحتضنه وهو يقول: ماذا أصابك؟
فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما بي من بأس إلا ما نال الناس من وجهي.
أنت تقرأ
السِـيرة النَـبوية(قصص عن حياة النبي)
Spiritualوما فقد الماضون مثل محمدٍ ولا مثله حتى القيـامة يُفقـدُ، سِيرة نَـبيّنا الكَـريم عَـليه الصَـلاة والـسلام🍂. الكاتب (تويتر): @Mme_3455 عبدالله "غياث" الغلاف مِن تَصميمي