رِحلـةُ المَـوت

270 24 0
                                    

أتى ملك الموت وبدأت رائحة الموت تنتشر في المكان..
والنبي طفل عمره ست سنوات يلعب ويلهو في الصحراء الخالية هو وأمهُ آمنة للتو عادوا من زيارة قبر أبيه وهم في طريقهم إلى منزلهم في مكة، تسقط آمنة وتمد يديها بهدوء تريد أن تحضن النبي ولكن قبل أن يكتمل الحضن تفيض نفسها وتموت..

"رحلة الموت"

مات عبدالله والد النبي في المدينة بعد شهر من زواجه من آمنة بنت وهب فبقيت آمنة وحدها حزينة على فراق زوجها عبد الله وعلمت أنها حامل ولكن لم تشعر بألم ولا بثقل ولا بأي شيء مما يشعرن به النساء حتى عندما وضعته لم تشعر بالطلق ولا بأي ألم ولكن حدث شيء غريب لحظة ولادته!

عندما خرج تقول آمنة: وقع جاثيا على ركبتيه، وخرج معه نور أضاءت لي قصور الشام وأسواقها، حتى رأيت أعناق الإبل ببصرى، رافعا رأسه إلى السماء.

وكانت أم عثمان ابن أبي العاص شاهدةً على ولادة النبي، ارتعبت أم عثمان بعد خروج النبي! أصبحت لا ترى شيئًا في البيت إلا وله نور، فخرجت أم عثمان مرتابةً تقول: نظرت إلى النجوم تدنو حتى إني لأقول ليقعن علي.

وفِي ليلة مولد النبي في المدينة، واليهودُ منذُ ست مئة وخمسينَ عام ينتظرونَ النبي الأمّي أحمد، الذي سيخرجهم من ظلماتهم نظرَ ذلك اليهودي إلى السماء فرأى النجم فبدأت دموعه تمنع كلامه ولكن صرخ بصوته: يا معشر يهود!!
فاجتمعوا اليهود حوله فقالوا: ويلك ما لك؟
قال: انظروا، انظروا قد طلع نجم أحمد الذي يولد به في هذه الليلة.

انقضت تلك الليلة والجميع في حالة ذهول الدنيا ستتغير وأخيرًا سيأتي آخر الأنبياء أحمد!،
وآمنة في مكة وتمر الأيام والنبي بين يديها وفِي حضنها وعادة قريش في ذلك الوقت أن الأطفال الرضع يأخذهم بني سعد في البادية ويرضعونَ من نسوتهم ليأخذوا الفصاحة والشجاعة.

فجاءت إلى مكة عشرة نسوة من بني سعد بن بكر ومن بينهم "حليمة السعدية" وقد عرض عليهن جميعًا أن يرضعن النبي ولكن حينما يعلمن أنه يتيم يتركنه لأنهن يرجُنَّ المعروف والهدايا من والد الرضيع،
فأخذت كل واحدةٍ منهن طفل فذهبت به وبقيت حليمة دون طفل فلم ترغب أن تذهب من مكة دون طفل فذهبت إلى زوجها الحارث وقالت: والله إني لأكره أن أرجع من بين صواحبي ليس معي رضيع، لأنطلقن إلى ذلك اليتيم فآخذه.

فأخذت اليتيم مُحمّد فرأت من المعجزات الكثير فقد كان النبي لا يرضع إلا من ثدي واحد والآخر يرضع به ابن حليمة حتى أن زوج حليمة الحارث قال لها: يا حليمة والله إني لأراك قد أخذت نسمة مباركة.

ذهب النبي يلعب مع أخته من الرضاع بنت حليمة فعملت حليمة وذهبت تدخلهما عن الشمس والحر فلما جاءتهما قالت: في هذا الحر؟ فقالت أخته: يا أماه ما وجد أخي حرا، رأيت غيمةً تظلل عليه إذا وقف وقفت، وإذا سار سارت.

السِـيرة النَـبوية(قصص عن حياة النبي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن