جاريتان من مصر مارية وأختها سيرين في طريق خروجهن من مصر كانت مارية تبكي وأختها سيرين في حالةٍ يرثى لها!، ولكن لم يعلمن في وقتها أن التاريخ سيكتب عنهن تلك الرحلة ولم تعلم مارية أنها ستلد آخر ابن لآخر نبيٍّ في الدنيا..
الذي قالَ فيه النبي: (وإن بك يا إبراهيم لمحزونون)بدأت المرحلة الجديدة في الإسلام وبدأ النبي ﷺ يرسل الرسل إلى ملوك الأرض ومنها تلك الرسالة إلى المقوقس عظيم مصر يحملها الصحابي حاطب بن بلتعة:
من محمد بن عبد الله إلى المقوقس عظيم القبط: سلامٌ على من اتبع الهدى، أما بعد فإني أدعوكَ إلى دعاية الإسلام أسلم تسلم يُؤتِكَ الله أجرك مرتين فإن توليت فإنما عليك إثمُ القبط قرأ المقوقس الرسالة وكان يعلم المقوقس أنهُ نبيٌ حق،
فقال لحاطب: حدثني عن نبيك فبدأ حاطب يحدثه عن نبينا ﷺفكتب المقوقس إلى النبي: أما بعد ... فقد قرأت كتابك وفهمت ما ذكرت وقد علمت أن نبيًا قد بقى وكنت أظنُّ أنه يخرج من الشام وقد أكرمتُ رسولك وبعثت لك بجاريتين -يقصد مارية وسيرين- لهما مكان من القبط عظيم، وكسوة ومطية لتركبها، والسلام عليك.
فجهزوا مارية وسيرين لفراق مصر لفراق جنة الله في أرضه إلى أرضٍ بعيدة صحراء خالية وإلى رجلٍ عربي يدعي النبوة وما هو صانع فيهن ؟،وكيف سيعاملهن؟، وهل ستفارق مارية أختها سيرين وتفارق سيرين أختها مارية، هل سيكونُ هذا اللقاء هوَ الأخير بين الأختين ؟،ظلَّتْ هذهِ التساؤلات في عقلِ سيرين حتى جعلت تبكي وتنهار وما إن تحاول مارية تهدئتها حتى تبكي هي الأخرى! وهل يلام دمع المرء في ابتعاد الوطن والمستقبل المجهول؟؟..
وما أن خرجا من مصر حتى زاد بُكاؤهنَّ والصحابي حاطب كان معهن فأراد أن يهدئهن ففكر أن يحكي لهن قصة ومع أصوات النواح والبكاء قال: من هذا الطريق مشت امرأةٌ مثلكن..
سكتن مارية وسيرين يُرِدنَ أن يعرفن من هي تلك المرأة،فقال حاطب: "هاجر" أم نبي الله إسماعيل وزوجُ نبي الله إبراهيم، هي كانت جاريةً مثلكن ومصريةً مثلكن ايضًا وبدأَ حاطب يكمل لهن القصة فهدأت نفوسُهُنَّ وأقرت عيونهن عن البكاء،ثم بدأ حاطب يحكي لهن عن رسول الله ﷺ وعن دينه وعن رحمته فما وصلنَ المدينة حتى تسلل الإسلام إلى أقصى قلوبهن وما دخلنَ المدينة إلا قد أسلمن..
فانطلق حاطب إلى النبي ومعه كتاب المقوقس وهداياه ومعه مارية وأختها سيرين وكانت مارية جميلة بيضاء، أعجب بها رسول الله ﷺ وأحبها فأخذها لنفسه و وهب أختها سيرين إلى شاعره حسان بن ثابت.
وكان النبي رحيمًا سمحًا كريم، فقد علم أن مارية آتية من النيل والطبيعة جنة الله في أرضه إلى هذهِ الأرض القاسية، فأخذها وأسكنها بمنطقة بالمدينة تسمى"العوالي" فيها من الخضار والزرع الكثير لكي لا تستوحش في هذه الأرض الجديدة،
وقد أحبَّت مارية رسول الله لما رأت منه الرحمة والرفق، فكان كل تفكيرها كيف ترضي رسول الله ﷺ،
أنت تقرأ
السِـيرة النَـبوية(قصص عن حياة النبي)
Spiritualوما فقد الماضون مثل محمدٍ ولا مثله حتى القيـامة يُفقـدُ، سِيرة نَـبيّنا الكَـريم عَـليه الصَـلاة والـسلام🍂. الكاتب (تويتر): @Mme_3455 عبدالله "غياث" الغلاف مِن تَصميمي