حَـادثـة الإفك

233 24 0
                                    

غيمةٌ سوداء تحيط بالمدينة، خبر السماء انقطع ثلاثين يومًا، وأهل المدنية ماذا يقولون؟
"عائشة زوج رسول الله فعلت الفاحشة"!

يأتي عمر لرسول الله فيقول يا رسول الله: زوجك زوجك لقد زوّجك الله إياها و والله إن الله لا يدلس عليك!
فبكى رسول الله فقال: قل لهم يا عمر، قل لهم يا عمر

"حادثة الإفك"

تلك الحادثة العظيمة التي يقول فيها أبو بكر: والله ما علمت أحداً من أهل المدنية مرت عليه ليالي كما مرت علينا آل أبي بكرٍ حينما رُميت عائشة رضي الله عنها بما رُميت.

بدأت تلك القصة عندما أراد النبي أن يخرج في غزوة، وكان النبي لا يخرج إلا وواحدةٌ من نسائه معه، فكان إذا اراد الخروج أقْرَعَ بين نسائه وفي تلك الغزوة خرجت عائشة مع رسول الله.

فلما عادوا من الغزوة واقتربوا من المدنية وأظلم الليل، وقف النبي ليستريح هو والجيش فكانت عائشة في الهودج
-وهو المركبة التي تكون فوق الجمل-
فنزلت تقضي حاجتها، فذهبت في ظلام الليل حتى قضت حاجتها وعادت
وفي طريق العودة افتقدت قلادتها فعادت تبحث عنها،
وفي تلك اللحظات يأمر النبي بالرحيل فيحملون الهودج ويضعونه فوق الجمل، وكانت عائشةٌ صغيرةً نحيلة فلم يستغربوا خف الهودج.

عادت عائشة ولم تجدها فقامت بنفسها معركةً من الخوف، جاريةٌ صغيرة وحدها في جنح الليل والظلام ووحوش الأرض حولها، ثم إنها ليست كسائر النساء إنها عائشة زوج محمد وبنت أبي بكر، فكم هناك من شخصٍ يريد أن يؤذي محمد وهو الذي قد سب آلهتهم، وعاب دينهم، وسفَّهَ أحلامهم، وضلل آبائهم.

فلم تبرح مكانها، واعتقدت أنهم سيفتقدونها بالتأكيد ويعودون لها، فعادت إلى الظلام وجلست تنتظر الفرج من الله فتلففت بجلبابها ثم اضطجعت في مكانها، ولكن النوم داهمها فنامت في الصحراء وحدها خائفه.

في تلك اللحظات كانت وظيفة صفوان بن معطل السلمي أن يقف خلف الجيش بساعات ليتفقد ماذا يسقط منهم من أسلحة وما إلى ذلك، فلما أتى ونظر فإذا بسوادٍ فاقترب منه، فإذا هي عائشة وكان يعرفها قبل أن ينزل الحجاب،
فقال: لاحول ولا قوة إلا بالله، لا حول ولا قوة إلا بالله، ظغينة -أي زوجه- رسول الله!.

فسمعت عائشة الصوت فاستيقظت فوالله ما كلمها إلا لما أناخ راحلته وقال: اركبي يا أم المؤمنين ولم يلتفت إليها طول الطريق، فوصلوا المدينة في عز النهار في فترة الظهيرة..
فرأى الناس زوجة رسول الله أتت مع صفوان بعد الجيش، فبدؤوا المنافقين يحيكون الأقاويل وعائشة الطاهرة العفيفة في بيتها؛ فبعد رجوعها من السفر مرضت وفي فترة مرضها انتشر ذلك الخبر!
"زوج رسول الله خان الأمانة" فانتشر مثل النار في الهشيم ولم يبقَ أحدٌ بالمدينة لم يأتِه الخبر إلا عائشة.

السِـيرة النَـبوية(قصص عن حياة النبي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن