الوِحدة الاخيرة..

26 2 0
                                    

انت من يحدد اي نوع من الناس تكون...
هل سبق أن قلت لنفسك "انا لست كذلك" او "هذا لايشبهني" متى حددت اي نوع من الاشخاص انت؟
منذ ولادتك وحتى الآن قابلت مئات بل الاف الاشخاص وكل هذه الشخصيات والأحداث التي تدور من حولك تقودك لتكوين صورة ذاتك فهي جميعا أسهمت في تكوين أفكارك عن نفسك وانت تعرف مالست عليه بناءا على الأمور التي مررت بها طوال حياتك؛فانت تعرف نفسك من خلال ماضيك ومهما حاولت بجد ان تهرب منه فإنك دائما ماتتاثر بقراراتك الماضية وعواقبها..

"الحكايات الخرافية حقيقية وأكثر، ليس لأنها
تقول لنا إن للتنانين وجودا بل لأنها
تقول ان التنانين قابلة للهزيمة    "
ج.ك.تشسترتون

عشت حياة مليئة بالخزي ..
الحياة الإنسانية من نظري بلا هدف وهذا ماحدث لي أثناء طفولتي عندما رأيت داخل كتاب مصور راقصة باليه منذ الطفولة كنت اعاني من السمنة المفرطة لذلك كان صعبا كانت تلك مرتي الأولى حين  امسكت كتابا وحاولت جاهدة قراءة ما فيه على الرغم من جهلي الكتابة والقراءة لأن ابي لم يرى اية فائدة لي من الدراسة.امضيت سنوات الأولى وانا مقتنعة بأن لاشيء في هذه الحياة له فائدة؛ تلك الشراشق واغطية الوسائد والزينة والمباني والسكك الحديدية والالعاب ..كانت في نظري ليست بهذه الاهمية، رغم ذلك كنت اتسلل خارج البيت دوما لاشتري كتبا او قصصا كانت الكتب مميزة بالنسة لي اضافة الى ذلك  لم اكن اعرف معنى أن يجوع المرء اجهل تماما هذا الإحساس قد يبدو غريبا ولكن لم يكن لدي اي فكرة عن الاحساس بالمعدة الخاوية عندما كنت اعود من الخارج تجذبني امي إلى الطاولة وتقول لي:"لابد انك جائعة الاتريدين قطعة من البسكويت.." فاتمتم:" اني جائعة.." واملا فمي بالبسكويت.
ولانني اعامل هكذا كنت اكل كثيرا بشكل طبيعي لكن لااتذكر انني تناولت شيئا بدافع الجوع
"إذا لم تاكل تموت " سئمت اذنايا حقا هذه العبارة المزعجة.
عشت نكبات تكدست فوق كاهلي لكن عبء واحد من بينها الم تتحمله صديقتي التي كلفها حياتها؟ في النهاية لاادري لم أحرز قطعا درجة الام صديقتي حينها كانت قدرتي على اتخاذ قرار بالانتحار ساعتها رهيبة لاادري لكن الاّ نموت بعد محاولة الانتحار وان نصبح مجانين وان نتابع حياتنا ونكافح من أجلها  اليس هذا فظيعا؟  على الرغم من أنني كنت أنانية حين ماتت صديقتي حينما كان يجب أن أموت انا.
عندما استيقظ بعد ليلة من النوم العميق اتسائل بماذا يتعلق الامر؟ بالخوف.. التردد.. احتمال ضعيف أنني ترددت حينها بسبب خوفي وكلما فكرت أكثر وجدت سيلا من الأسباب..
بعيدا عن كل شيء حملت نفسي ونظرت النافذة: تجمّع سكان القرية في الساحة رغم قلتهم الا ان ضجتهم عمت المكان ؛ 3 فلاحين A كان عمرهم مايقارب الاربعين من ملامحهم بنيتهم قوية كانو محملين بادوات الفلاحة رفقة بعض من الحيوانات كانوا متوجهين للعمل لذلك كانو غاضبين وردة فعلهم عدوانية قليلا بسبب الاجتماع الطارئ مما أدى إلى تأخرهم، طفل Y كان في 18 رفقة بعض اصدقائه من المدرسة رغم أنهم جميعا يرتدون زي المدرسة الا انه كان بملابسه العادية الايملك زيا مدرسيا؟ او ربما ليس ذاهبا للمدرسة كانت كلتا يداه مجرحتان كان قلقا ومتوترا كان هو الآخر متوجها للعمل ربما كان يعمل في مجال الصيانة، كانت هناك فتاة S ايضا في نفس سني كانت جميلة نحيفة حتى ملابسها انيقة رغم بساطتها لكنها ظلت تحمل هاتفها طوال انتظارهم كانت نشطة على حسابات التواصل الاجتماعي كما كانت تملك شيئا في حقيبتها لاتريد لاحد ان يعرفه فقد ظلت متمسكة بها بشدة. قدمت امرأة T الان كانت في منتصف الثلاثينيات اتت راكضة فقد كانت تلهث وتتنفس بصعوبة ثيابها ملوثة لذلك إما انها كانت تنظف المنزل أو كانت تعمل ، بجانبها فتاة صغيرة 8 سنوات على الأقل انها ابنتها..
ثم تقدم رجل H من الخلف لم يكن من القرية حتما كان طويلا وسيما ملابسه فاخرة هذا يدل على ثرائه كما كانت سيارته مصطفة قرب المكان نظر هنا وهناك إلى أن لاحظ تلك المرأة فذهب ناحيتها لكنها حملت ابنتها ووقفت مع مجموعة من النساء لم تكن تركض لأنها تأخرت عن الاجتماع بل كانت تهرب من ذلك الرجل فقد كان يزعجها .ذلك الرجل المشرد M كان هناك ايضا..
سيارة شرطة قادمة ،لماذا ، لماذا تاتي الشرطة الان ؟..
ترجّل منها رجل غريب Oكان في الاربعين من عمره او أكثر صمت الجميع وانتظروه اظن ان الشخص المنتظر وصل كان ذلك الرجل من عقد الاجتماع بين السكان ظل يبتسم ويحيي الجميع واعطى قطع من الحلوى للأطفال ايضا، كان الجميع يبالغون في احترامه وتحيته  ربماهو شخص ذو نفوذ او ذو منصب عال في الشرطة ..
التفت فجأة ونظر باتجاهي، لقد فاجئني لم اكن اظن انهم سوف يرونني من هنا ، ظل يحدق بي الى ان أوشكت على الدخول فرفع يداه وأشار على باصبعه ثم حرك يداه ليناديني ، نزلت وخرجت من المنزل ولازلت مرتعبة ومتوترة هذه اول مرة لي منذ أن انتقلت ساجتمع مع سكان القرية.
تقدم بخطوات واثقة ونظر الي ثم ابتسم ابتسامة خفيفة وقال :
_" ايتها الجديدة هل هوايتك مراقبة الناس وتحليل تحركاتهم والتدخل في شؤونهم بصمت ."
اضطربت ولم استطع الإجابة كان الجميع يحدقون بي باستغراب ثم اضاف :
_" يجب عليك منذ الآن الحضور في اجتماعات القرية ليس من الصائب المراقبة من بعيد فانت واحدة منا الان،اليس كذلك؟
_" أجل، حسنا.."
لم ابدي اية ردة فعل الا انني كدت أطير فرحا هذه اول مرة لي سيكون لدي فيها أصدقاء ..
_" استأذنك الان يجب عليا العودة لم اخذ دوائي بعد ، اسفة..
_" طبعا اذهبي..
عدت للمنزل وحين صعودي الادراج اغمي عليا فسقطت أرضا لاستيقظ بعدها على صوت صراااخ سكان القرية وبكائهم نظرت مجددا من النافذة وإذ بي انصعق من هول المنظر...

---------------------------------------------

( الحروف بجانب الشخصيات للتمييز بينهم لانني لم أجد لهم اسما ..)

 𝐒𝐓𝐑𝐀𝐍𝐆𝐄𝐑𝐒 𝐅𝐑𝐎𝐌 𝐇𝐄𝐋𝐋||"𝐎𝐃𝐘𝐘𝐒"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن