𝐒𝐓𝐑𝐀𝐍𝐆𝐄𝐑𝐒 𝐅𝐑𝐎𝐌 𝐇𝐄𝐋𝐋||"𝐎𝐃𝐘𝐘𝐒"

ذكريات غامضة

     تجسدت الذكريات ببطء مثل فقاعات تطفو على سطح بئر مظلمة ،عادت بي إلى ما قبل 17 سنة من الان حيث تعاهدنا انا و"لوسي" أن نكون اخوين لقد ولدنا في العام نفسه بفارق 3 أيام ، منذ تلك اللحظة كنت انا و"لوسي " نتشارك كل شيء الأحلام والآمال ايضا التي تولد مع الطعام كما يقول ابي دائما ، كانت تريد أن تصبح شرطية لتحقق في قضية اختفاء أخيها كانت تعمل جاهدة لتحقق ذلك لم تنسى أخوها ولو للحظة واحدة منذ فقدانه على الرغم من والديها فلم يتحدثو عنه وكان كلما يدور الحديث حول "جين" يغيران الموضوع.
حسنا كان على الاقل لها حلم تدافع عنه رغم مانعيشه اما انا فلم أتمكن من تحقيق الفوز مرة لذلك استسلمت، بإمكان الحرب أن تسلب من المرء  روحه لا اقصد الحرب تلك التي تجري بين بلدين  تلك التي يتبادلون فيها إطلاق النار على الجميع لم تكن  الحرب التي دخلتها مع لوسي تلك الأنواع من الحروب، كنا نتظاهر باننا أطفال عادييون أطفال لايفكرون في شيء ويرغبون في اللعب  ليس الا، لكننا انكشفنا كانت "لوسي" تعاني من مرض يلازمها منذ الولادة لم اكن بذلك القدر من المعرفة لذلك لم تحظر ببالي لحظة أن أسألها عن نوع مرضها او أن كانت تتألم فقط كنت الازمها اينما تذهب . كانت دائما ما تتحدث عن أخيها كانت تريد بشدة أن تلتقيه رغبة غير عقلانية كتلك أدت بنا إلى الهلاك ، فقد اتتنا تلك الفكرة في أحد الأيام قررنا أن نبحث عنه بأنفسنا.
_" ماذا علينا أن نفعل برايك! من أين نبدا؟ قالت لوسي مترددة
_" حسنا ، لدي فكرة لكن اظن انه يجب أن نبدأ من المكان الذي اختفى فيه !
كي أكون صادقة معكم ام ياخذ منا الأمر أكثر من 3 اشهر لنجمع المعلومات  في حين أن الشرطة لاتزال الان تبحث عنه.
عدنا للشاطئ حيث كان معنا لاخر مرة ، كان "جين" فتى ذكيا لكنه رغم ذلك تورط مع رجال الشرطة واختفى لم يعلم احد سبب هروبه أو جريمته او اي شيء عنه ، كنت و"لوسي" نتقدم خطوة بخطوة نحو هدفنا وفي كل خطوة نأخذها كنا نكتشف أشياء لم يكن يحب علينا اكتشافها حتى ، علمنا أن"جين" سرّب معلومات عن جريمة قتل ارتكبها شرطي ولمساعدة ذلك الشرطي القوا التهمة على جين لذلك هرب او بالاحرى تم اختطافه.
بمعرفتنا لتلك المعلومات أصبحنا ملاحقين قررنا أن نتوقف مدة قصيرة وتختفي عن الأنظار مرت 3 سنوات  على هذه الحالة لكن رغبة لوسي القاتلة وفضولها أدت إلى اكتشافنا في أحد الأيام بالتحديد حين كنا على استعداد لتقديم المعلومات التي وجدناها لمركز الشرطة امسك بنا  ربما كان يجب أن نستسلم حينها لكنني اصررت على الهروب امضينا الليل نركض ونركض لكن مرض لوسي اوصلنا لنهاية الطريق  اتذكر ماحدث حينها وكيف لي إن لااتذكر حينما تشبثت بي لوسي وهمست:
_" يجب على احدانا التوقف لتكمل الأخرى مااردنا اكماله."
_" دعيني اظل يمكنني الهروب منهم  لن تستطيعي الركض أكثر مع مرضك لذلك اذهبي قبل أن يجدونا."
_" حتى ولو استطعت الهرب الان لن أصمد طويلا بهذا العلة التي احملها لن استطيع إيجاد اخي وحدي ساظل انا لذلك ساترك لك هذا العبء الم تسأمي من العيش دون فعل شي ، اعثري على جين مهما حدث وساعديه لتبرئة نفسه ."
استمريت بالبكاء ولم اعرف ماسافعله ظلت الأفكار تحوم حولي لازلت لاادرك كيف حملتني ساقايا على الهرب وترك لوسي تلقى حتفها من فوق ذلك التل حينها . لكم أردت أن أموت انا وتعيش لوسي ...
مرت سنة كاملة بعد تلك الحادثة كان فيها 365 تفكيرا بالانتحار 13 مرة على وشك الموت وفي تلك المرة الأخيرة واجهت فيها الموت لكنني اكتشفت حينها ما في الإنسان من طمع لم ارد الموت رغم استطاعتي لم املك احلاما او رغبات او اي شيء لذلك أردت التمسك بتلك الحياة اللعينة القاسية ، أردت أن أعيش بشدة ، يالغبائي..
بما ان الحادثة أثرت على نفسيتي وتركت انطباعا مؤلما فمن  الطبيعي أن أصاب بالاكتئاب والأرق وحالات كتلك لذلك داومت على أخذ الدواء بخفية.
عاهدت نفسي بالعثور على جين ومعاقبة من قتل لوسي لذلك أصبحت شرطية لم اعرف ان الامور ستؤول لهذا الحد.
مرت 6 سنوات ولم أجد شيئا وكأن كل شيء تبخر بعد تلك الحادثة لذلك استسلمت خسرت للمرة الثانية اردت الاستقالة من عملي بما انه لا يوجد شيء يربطني به بعد الان.