عروس في للمرآة

8.9K 140 0
                                    

2 - عروس في المرآة

وقفت تارا وهي لابسة فستان العرس الابيض مع سو التي ستكون لها وصيفة
الشرف و اخذت هذه الاخيرة الفستان فوجدته في منتهى الكمال .
- كم جميلة انت في هذا الفستان ! لم أرك أجمل من اليوم يا تارا !
توردت وجنتا تارا لهذا الاطراء وشعرت بسعادة لا توصف .
اليوم ستكون العروس المحبة لشخص يحبها و ينتظرها ليعلن انه لها وأنها ستكون زوجته الى الابد . كانت واقفة امام المرآة وتنهدت :
- اوه ، اليوم انا اسعد من يكون ! بعد ساعة و نصف سأصبح السيدة ديفد روثويل .

وفجأة جمدت في مكانها . ولم تعد ترى أو تعي شيئا غير وجه اسمر اللون لشخص يقف امامها ... واخذ اسمه يطن في اذنيها ... " ليون بتريدس " يتبعه لقب
" السيدة ليون بتريدس "
... قد يكون اسمها لو قبلت به .
- تارا ، مابك ؟
كان صوت سو مفعما بالقلق و الذهول و لكنه ازال الطنين من اذني تارا .
- كان مظهرك مظهر أسى !
اي انك بدوت حزينة ... نوعا ما .
- كيف تتكلمين هكذا ؟

كان صوتها شبه مخنوق الا انها حاولت تغطية ما حل بها و قالت :
- انا اسعد فتاة في العالم !

لكن فكرها اتجه الى ذلك اليوناني الذي اتى ورآها في اليوم الثالث بعد هربها منه . كان ذلك عندما خرجت ذلك المساء مع ديفد و اوصلها في آخر السهرة الى مبنى الممرضات في المستشفى . وقفت تارا عند المدخل واخذت تلوح له بيدها مودعة . و بعد ان اختفت سيارة ديفد عن الانظار وارادت ان تدخل وجدت نفسها فجأة بين ذراعي اليوناني الذي لم يمهلها حتى لتتنفس ، اذ هجم عليها يعانقها بعنف .
عادت هذه الذكرى اليها وهي واقفة امام المرآة في فستان العرس .
و اصابها الخجل من نفسها لأنها قصرت في اخلاصها لديفد .
فهي لم تصرخ بعد ان هدأ جنونه وابعدها عنه قليلا و اخذ يتفرس في وجهها على ضوء المصباح الكهربائي . لم تستطع الهرب لانه كان ممسكا بها . لكن لماذا لم تصرخ ؟

* * *

بدا ديفد مجرد ظل غير واضح .
طلب ليون بتريدس ان تتفوه باسمه فاطاعته على الفور ، و قال ان القدر جمعهما فوافقت ، وطلب اليها ان تفسخ خطوبتها مع ديفد فوعدته بذلك .
كانت هجينة بين يديه ، بين يدي هذا اليوناني الذي انحدر من الاساطير الاغريقية ...

برز القمر و اضاء وجهها وسمعت اليوناني يهمس
في اذنها :
- انا سيدك . انا امتلكك روحا وجسما . ستأتين الي . ستكونين امرأتي . و سنكون سعيدين الى الابد .
وستسحرك جزيرتي يا تارا . جزيرتي بلا طرق و هذا يعني بلا ضجة .
وعندما تقفين امام الفيلا سترين الجبال والوديان و البحر الازرق الهادئ امامك
وعن يمينك و عن يسارك . ستزين الزهور شعرك و المجوهرات عنقك .

انحنى ليعانقها فرفعت وجهها اليه و عانقته ، وبعدها رجته كي يدعها تذهب و اعطته وعدا بانها ستكون زوجته ...

أتى الصباح و أتى معه الاحساس بالعار و مرارة الحقيقة . ارادت ان تبكي ندما على ضياع براءة نفسها ... ارادت ان تطلب العفو باكية لأنها فقدت قدسية قلبها التي كانت تسحر خطيبها ديفد و هو يناديها " يا طفلتي العزيزة " .
لم تعد تلك الفتاة الخجولة ...

اريد سجنك! (آن هامبسون) / روايات عبير حيث تعيش القصص. اكتشف الآن