خطة الهرب

4.3K 87 0
                                    

11 - خطة الهرب

بدا انتظار تارا لزيارة نيقولاوس أبديا .
نهضت مبكرة من نومها مما جعل النهار أطول و أثقل على اعصابها .
لم يقل ليون كم سيطول غيابه و قد يعود في اليوم التالي أو نفس اليوم .
لا ، لن يعود الليلة اذ ليس من الممكن ان يكون قد أنهى اعماله في هذه البرهة الوجيزة .
- لماذا لا تأتي يا نيقولا ! لماذا ؟

كانت تمشي من غرفة الى اخرى و تتفرج على بلاطها المرمري و سقوفها المزينة و اثاثها الثمين ذي الطراز القديم و على آنية الصيني الهشة .
و حاولت ان تركز افكارها على اشياء غير الهرب .
اقتربت من النافذة و وقع نظرها على النافورة الجميلة فاجتذبها جمالها لتخرج الى الحديقة حيث السلام و الهدوء و لكن السلام لم يجد طريقة الى قلبها و لا الهدوء ان يطرد منه القلق و الشك .
و اذا تخلى نيقولاوس عنها فستكون نهاية حياتها .
اذ سترغم حينئذ على اعطاء الوعد او انها ستجن !
لا تستطيع ان تتحمل هذا السجن اكثر من ذلك .

و إذا و لدت طفلا هنا فلن تتمكن من ترك الجزيرة الا بعد سنوات .
و سيتبع الطفل الأول طفل ثاني و ثالث ... من يدري ؟

تابعت تجوالها في الحديقة و كانت تنظر الى ساعتها بين لحظة و اخرى .
- نيقولا ، أرجوك ... تعال !

ستصيبها الهستيريا اذا ظلت على هذه الحال .
و لذا عزمت على عمل شيئ .
عادت الى البيت و تناولت كتابا لتقرأ في الحديقة ، و لكنها لم تستطع ان تركز افكارها .
نظرت الى الازهار و الى الفراشات الجميلة فلم تتأثر بأي منها بعد ان كانت تجد فيها متعتها الكبرى .
نهضت لتمشي و لم يلفت نظرها أي شيئ ، و تطلعت الى الأفق فرأت البحر ، هذا البحر الذي خيل اليها انه سينقلها الى ارض الحرية .

كان دافوس و كليانش يرشان شجر البرتقال و الليمون بمرشوش ضد الحشرات .
و رأت دافوس يوجه نظره الى نقطة معينة بعد اشارة من زميله .
و تبعت تارا اتجاه نظرهما فرأت رجلا يصعد الطريق نحو البوابة الكبرى .

توقف الرجلان عن العمل و انتظرا ، لكن تارا ادارت ظهرها اعتقادا منها ان الرجل آت ليرى أحد الخدم .
كانت جالسة امام البيت و الكتاب في يدها عندما اتى كليانش و الرجل بصحبته .

قال الرجل :
- معي رسالة للسيدة ليون ، نسوا ان يرسلوها اليك عندما وصل البريد هذا الصباح .
قد تكون مهمة و لذا أتيت بها شخصيا لأسلمها لك .

كانت لغته الانكليزية ركيكة .
نظر حواليه و حك شعر رأسه و قال :
- الحر شديد ! انا عطشان ه استطيع ان اشرب قدحا كبيرا من الماء !

كانت نظراته مثبتة في عيني تارا ، و في أسرع من البرق فهمت كل شيئ و صرخت في وجه كليانش :
- حالا ، كأس ماء ... أو تحب شراب الفواكه ؟
- جميل جدا ! الكثير من عصير البرتقال !

انحنى كليانش و لكنه قال قبل ان يذهب :
- لم أرك من قبل .
- اتيت لزيارة أختي . هي سيدة ... سيدة البريد ؟

اريد سجنك! (آن هامبسون) / روايات عبير حيث تعيش القصص. اكتشف الآن