هل جاءها الخلاص؟؟

4.6K 93 0
                                    

13 - هل جاءها الخلاص ؟

مضى يومان نزل ليون بعدهما الى القرية ليقص شعره .
و اشترى بعض الثياب من عند مارغاريتا .
و فكرت تارا فيما عسى ان يقول أهل القرية بصدد احتجابها عن انظار الناس .
فالوحيدون الذين يعرفون السبب هم الخدم الذين يراقبونها .
و ربما مارغاريتا ايضا نظرا لعلاقتها الوثيقة بليون .
مضت الاسابيع تلو الاسابيع لم يرى فيها تارا الا القليلون .
صحيح ان من عادة الزوجة ان تبقى في البيت مدة طويلة و لكن القرية تغلي من الفضول لرؤية العروس الجديدة .
كان ليون يأمل في الحصول قريبا على تأكيدات من تارا بأنها لن تحاول الهرب .
و لما طالت مدة انتظاره وقع في ارتباك كبيرة تجاه اهل القرية تحاول الهرب .
و لما طالت مدة انتظاره وقع في ارتباك كبير تجاه اهل القرية و تجاه معارفه في العاصمة حيث لم يعد اصدقاؤه و شركاؤه في الأعمال قادرين على كتمان دهشتهم بسبب احتجاب زوجته طيلة هذه المدة .
ربما نجح ليون في اقناعهم باعطائهم عذرا معينا .
و لكن الى متى سيدوم هذا الحال ؟ ربما كان عذره انها تنتظر ان تنجب طفلا .

و تساءلت تارا عما تكون ردة فعله عندما يعلم ان كل آماله ذهبت ادراج الرياح .

و ما كاد يتغيب عن البيت نصف ساعة حتى دهشت تارا عندما رأت ثلاثة رجال يصعدون نحو البيت على ظهور الحمير .
قليلون هم الذين يقتربون من الفيلا .
و لكن دهشتها تحولت الى ذهول سمرها في مكانها عندما وقع نظرها على رجل لم تصدق عينيها اذ رأته .
و صرخت و هي جامدة في مكانها :
- ديفد ...

هذا غير ممكن . أنها رؤيا ، أنه خيال !
في النهاية تمكنت من التحرك و كان كل عصب فيها يرتجف .
ديفد هنا و معه رجلان آخران .
كلا ! أنها لا ترى أشياء في مخيلتها .
و في ظرف غير هذا كانت ستضحك من مظهرهم على ظهر الحمير .
كان صاحب الحمير يجر نفسه خلفهم لاهثا ، و هو عجوز يعتاش من تأجير الحمير لزائري القرية همست لنفسها :
- ديفد !
- تارا !

رفع يده ليحييها و لكنه أعادها ليمسك برقبة الحمار خوفا من السقوط .
خطت بعض الخطوات برجلين من عجين و بعقل توقف عن التفكير .
هل سيعود ليون الآن ؟
ربما لم يلحظهم في الميناء أو في القرية .
- ديفد !

تحركت بسرعة اكبر و استطاعت ان تركض .
اسرع ديفد نحو الباب و لكنها سبقته اليه و فتحته بينما الرجال ينزلون عن ظهور الحمير .
و في لمح البصر كانت تارا بين ذراعيه تبكي .
- ديفد ، كيف عرفت ... ؟ كيف يمكن ان تكون هنا ؟

اصابتها نوبة من الهستيريا و جعلتها تنتفض .
الحرية ! الحرية هنا بدون أي شك .
لا شيئ يقف في طريقها الآن ... و لا أحد .

كان احد الرجلين شرطيا يونانيا و الآخر شرطيا بريطانيا و كان كلاهما باللباس المدني .
و لكنها لم تكن تعي الا وجود ديفد و لا تسمع الا كلماته الجنونية التي اختلطت بها عبارات الشرطي البريطاني و هو يحاول ان يعرفها على نفسه و على زميله .

اريد سجنك! (آن هامبسون) / روايات عبير حيث تعيش القصص. اكتشف الآن