صلوا على الحبيب الأول كدا ❤
تمرد ناضجة
الفصل الثالثمُهلكة هي أكاذيب الحياة بين صادقة وخادعة، تؤرجحنا بينها كـطيورٍ فقدت أعشاشِها وأضحت بلا مأوى متروكة لـمرارة وقسوة الواقع يـتقاذفوها بينهم بلا شفقة أو رحمة! ومن المؤكد أن منبعها الأساسي من نُحب! من وثقنا بهم يومًا وقدمنا آلالامَنا وراحتنا فداءً لهم! وهو! كان دورهم شق الفؤاد بـخنجرٍ مسمومٍ ولكن سُمه ليس بـقاتل وإنما مُزمنٍ تتوالي نوباته....
صدمة أودت بـصبر الجميع الصِغار قبل الكِبار، فتى البيت الأول والطفل المَرح صاحب القلب الحنون والبسمة الطيبة هو الآن بين جدران غرفة بيضاء مع دماءه وأوجاعه! توقفت الألسُن عن الحديث واكتفت بـالدعاء والترتيل والاستغفار بـنية ورجاءٍ ذليلٍ لخالقها يدعون به! وبـسلامته وعافيته! بـكل زاوية جلس أحدهم ينهشه القلق والخوف من الداخل مع تأخر خروج الأطباء وعدم توافد أية أخبارٍ مطمئنة لهم لم يفلح الأمر كثيرًا! والدته جَفت عبرات مقلتيها كـصحراءٍ قاحطة لا زرع بها ولا ماء فقط جوفها يهمس بـدعوات أُمٍ انفطر فؤادها على ابنها البكري الذي لم يُنزع من رحمها ولكنها اندرج من قلبها وروحها! ووالده!! وما أدراكم ما والده وحزنه وتأكل القلق روحه على فلذة كبدة واصطناعه الجمود والقوة من أجل الجميع ولكن قلبه يخبره بعكس ذلك! ولده لن يكون بخير! أحقا سـيصدق شعوره تلك المرة! أما عنها!! هي!! لا حياة بها، جسدٌ بلا روح وحياة بلا فائدة وقلبٌ بلا نبضاتٍ ينازع للموت بلا توقف! جلست مُنزوية عن الجميع تؤنب ذاتها اللعينة وتقع بكامل اللوم والعتاب والحسرة عليها فحقًا هي سبب ما وصل إليه؟ لما كل ذاك الألم المُستعمر بـداخلها والذي يدفعها لـتحطيم الباب الفاصل بينهم والدخول إلية وضمه لها؟ لما ذاك الأنين الخافت بـثقوب قلبها؟ ليت كل ذلك ينتهي وتنتهي حياتها وأوجاعُها التي لا حد ولا فاصل لها....
خرج الأطباء دفعة واحدة من غرفة العمليات وتقدم الجميع منهم بـتحفز لما سيُقال وهو معروف! تنهد الطبيب بـبسمة طفيفة عملية وأزاح الواقي الطبي من على فمه وهتف:
_ الحالة اتلحقت، في كسر في مفصل الركبة وكذلك في اليد مع كدمات كتيرة في مختلف جسمه بسبب قوة الاصطدام مع كسر في الحوض وحاليًا هيفضل تحت الملاحظة لحد ما يفوق وبعدها نطمن عليه، ألف سلامة عليه
انتحبت " أثير" بـشدة ولطمت خدها غير واعية لما تفعله تطلب من دموعها مناجاتها ومساندتها لـتوازي أوجاع طفلها حولت نظرها لـمن احتضنها من الخلف يكبل ذراعيها يمنعها من المزيد وهو يهمس لهت بـهدوء ورضا:
_ بـتكفري بـربنا في شهر كريم زي دا، الحمدلله كل اللي ربنا عاوزه وكاتبة لينا خير، إنا لله وإنا إليه راجعون

أنت تقرأ
نوڤيلا تمرد ناضجة التكميلية لـرواية "شظايا الكلمات"
Romanceمُتمردة، عنيدة، مُدافعة، قوية وبريئة! ألقت بـشِباكِها عليه مُنذ الصِغر وحتى النضوج كانت مصدر أرقه الوحيد ومصب غضبه المتعطش لها! حادة كـالسيف هي نظراتها التي ترمقه بها عندما يقرر فؤاده البوح بـما يجيش به! بـظنها أنه للحب أعمار وفرضيات يجب اتباعِها ول...