نوڤيلا تمرد ناضجة
الفصل الرابعحِفنة من الأوجاع تتراكم تبعًا لـبعضها البعض لـتُشيد جبلًا من الهموم والأحزان سامحة لنا بالبكاء وربما العويل الصامت الذي لا سبيل غيرة بتلك اللحظات المدوية محتومة النهاية والقرار!
أغمضت " رحمه" عينيها بـإرهاق وتعب وأراحت ظهرها على المقعد الوثير خلفها فـتجعدت ملامحها ألمًا تزامنًا مع صوت احتكاك فقراتها العنقية من كثرة أعمالها اليومية التي تنغمس بها، ذهب عقلها لـنقطة رغبت بردعه عنها ولكنه أبى ذلك فيكفيه محاولاتها المستميتة للتخفي والتهرب الدائم منه، ابتسمت بـراحة عندما تأرجحت صورته ومعها ضحكته الوسيمة التي تُزين ملامحه الرجولية التي تُختم بإغلاق عينيه وظهور غمازتيه المُهلكتين لها، شهرين! مضى شهرين كاملين لم تره بهما وأضحى الجميع يعلم أنها لا ترغب برؤيته أو ربما تتهرب! حتى " ثائر" عندما طلبت منه توفير عملًا لها لم يرفض وسارع بإيجاده لإحساسه الشديد بها، بالصباح تذهب لـكليتها ومن ثم لعملها بعد الظهر وتعود متأخرة قاصدة عدم لقاؤه ولحسن حظها أو ربما سوؤه هو لا يرغب أيضًا!! فتحت عينيها واعتدلت بـجلستها وأمسكت القلم وشرعت بإنهاء بقايا عملها ولكنها وجدت لسانها يغدو أحد أبيات الشعر المشهورة:_ شهرين يا بخيل!! ستين شمس وستين ليل!!
************************************************
على الجانب الآخر خرج " حمزه" من عيادة الطبيب بعدما أنهى جميع فحوصاته الطبية التي أوضحت سلامته وتعافيه الكامل وإلتئام كسوره الخارجية ولكن ماذا عما أحدثته هي؟! ماذا عن جدران قلبه المُشققة بـفضلها وبيد قلبها الجاحد؟ ماذا عن تحطم وجدانه وروحه التي تصرخ ألمًا وحسرة!؟ وصل لـسيارته وقادها قاصدًا مكانه المُفضل بل منبع أسراره ودواؤه، صف سيارته بعيدًا عن الشاطئ وجلس على الرمال غير آبهً بـملابسه وبدأ في سرد حكايته الدائمة عنها ببسمة لطيفة وهمسة حانية وكأنه يخشي إيلامها بـحديثه عنها! عكسها هي تتفنن بـجرح كبريائه ورجولته بأقل تفصيلة تصدر عنها! رطب شفتيه بـهدوء وغمغم بـحب:
_ بقالنا شهرين متقبلناش، كنت متكسر، الفترة دي كنت محتاجها عن أي وقت فات وكنت بقول لو لينا نصيب الأيام هتثبت، لسه بدعي بيها آسف كدبت عليك لما قولتها نسيتها وفاتت، بعدت وبعدت أووي وحطت مليون حاجز وسور بينا وهدت فيا الحيل والقوة، هدت قلبب بـجبروتها وقسوتها وأنا لسه مستني حتى طلتها! لسه مكاني بحزن!!
شرد بـمياه البحر الناعمة واعترت ملامحه وصمة من الحزن الخالص وأكمل:
لسه مكاني حزين ووحيد
بشكي همومي لطيفها يوماتي
حتى مماتي رافض يجي!
لسه مستني في يوم ألقاها بـتضحك لأجل عيوني!
لسه قلبي بيهمس بيها حتى الليل سكنت دعواته!

أنت تقرأ
نوڤيلا تمرد ناضجة التكميلية لـرواية "شظايا الكلمات"
Romanceمُتمردة، عنيدة، مُدافعة، قوية وبريئة! ألقت بـشِباكِها عليه مُنذ الصِغر وحتى النضوج كانت مصدر أرقه الوحيد ومصب غضبه المتعطش لها! حادة كـالسيف هي نظراتها التي ترمقه بها عندما يقرر فؤاده البوح بـما يجيش به! بـظنها أنه للحب أعمار وفرضيات يجب اتباعِها ول...