نوڤيلا تمرد ناضجة
الفصل الثانيمن بين لـحظات التردد تتولد ثورة المشاعر المُفعمة بـالندم والخوف وتستثير الفؤاد على النفور والتمرد هلعًا من عواقب القادم
بـالثامنة مساءًا
جلست بـغرفتها تستذكر دروسها وداخلها يعتمره الضجر والحُنق، تبغض الدراسة وما تفعله بها من أمورٍ مُعادية لطِباعِها! حركَت تلك القطعة الذهبية بين أصابعها بـبسمة تهكمية وشردت بـما حدث حينها، رتبت مع شقيقتها الأمر كله ولم تُعلمه سوى يوم تقدم "سيف" لخطبتها ولم تنتظر كثيرًا بل وسارعت بقعد قرآنهم وقبوله أسعدها ودفعها لذلك، ذلك اليوم كان كارثة وحلت على رأسها، كان كالوحش الضاري الذي تُرك لـعقودٍ يُلجم غضبه ومن ثم أتى ما دفعه للهاوية وأصبح يُطيح بالجميع بلا استثناء لم يسلم أحد من لذاعه كلماته ولا نظراته المتألمة التي رمق بها والده ووالدته وخاصة "هبه" شقيقتها! أحيانًا تتعجب من قوة علاقتهم وقدرة أختها على النظر داخله ورؤية مدى أوجاعه التي يُخفيها خلف مزاحه وبروده! ذاك اليوم بـتفاصيله حُفرت بـعقلها كمن عقد العزم على حفر نفقًا بغياهب لُبها! دفنت وجهها بين كفيها واستندت بهم على مكتبها تجلد عقلها على أفعاله وتُحاسب فؤادها الخائن الذي يفكر برجلٍ وهي على ذمة غيره بل وهو لم يُقصر معها مطلقًا!! فاقت من شرودها على صوت طرقاتٍ تعلم صاحبتها فسمحت لها بـالدخول ولم تكن سوى طفلتها الأولى ومدللتها الشقية " بيسان" ومعها الدُمية الفاتنة المُحببة لـقلبها " أيلن" شقيقة ذاك البارد! فتحت ذراعيها لكلتاهما تستقبلهم داخل أضلعها وتضمهم بـقوة تستمد بعض الراحة الكامنة داخل طفولتهم وبراءتهم، أخرجتهم بعد فترة من أحضانها وجذبتهم تجلسهم أمامها على المكتب مبعدة دفاترها وابتسمت لهم بـسعادة مرددة:-
_ وصلتوا للباب ازاي بقا يا حلويات
تمسكت "بيسان" بيد " أيلن" وضحكت بـمرح وغمغمت:-
_ أنا شيلت أيلن وهي خبطت بسكدا!
رفعت "رحمه" حاجبها بـتعجب من فعلتهم الخطيرة ولكنها ابتسمت ونظرت ليديهم المتماسكة وتمتمت:-
_ حلو إنكوا جنب بعض وبتساعدوا بعض بس دا غلط وخطر يا بيسو كان ممكن أيلن تقع منك أو عليكي وتتعور وتتوجع وأنتِ أكيد مش هتحبي تشوفيها موجوعه وبتعيط!
أومأت الفتاتان بـتفهم واقتربت "أيلن" بخفة من اذن "بيسان" وهمست بشيء لم تسمعه "رحمه" فـهزت الأخرى لها رأسها ومن ثم سلطوا أنظارهم عليها وهمست "أيلن" برقة حزينة:-
_ أنتِ ليه مش بتحبي حمزه يا رحمه زي ما بتحبينا وديما بتزعليه ويقعد لواحده ويزعل منك، أنتِ بتكرهيه؟!
حروف الصغيرة سقطت على أذنيها كـطلقاتٍ رعدية جعلتها تفتح فمها عدة مرات ترتب كلماتها ولكنها فشلت وبعد عدة دقائق ابتسمت بزيف وتمتمت:-

أنت تقرأ
نوڤيلا تمرد ناضجة التكميلية لـرواية "شظايا الكلمات"
Romanceمُتمردة، عنيدة، مُدافعة، قوية وبريئة! ألقت بـشِباكِها عليه مُنذ الصِغر وحتى النضوج كانت مصدر أرقه الوحيد ومصب غضبه المتعطش لها! حادة كـالسيف هي نظراتها التي ترمقه بها عندما يقرر فؤاده البوح بـما يجيش به! بـظنها أنه للحب أعمار وفرضيات يجب اتباعِها ول...