٧

42 10 2
                                    

وَعَلَى قَدْرِ مَا يَبْدُو بَشِعاً إِلَّا أَنَّنِي بَقِيتُ أُقَابِلُ ايميليا، حَتَّى بَعدَ أَن عَرفتُ بِأَنَّهَا تُواعِدُ صَدِيقِي.

صَدِيقِي الذِي اصطَدمتُ بِهِ فِي المَمَرِ ذَاتَ يَوم وعَلَّق بِابْتِسَامَةٍ قَبْلَ أَن يُغَادِر. "أَنَا مُمتَنٌ لِأَنَّكَ صَدِيقِي، وَلِأَنَّكَ أَصبَحتُ صَدِيقَ ايميليا عِنْدَمَا لَم أَكُن مَوجُوداً." بَعْدَهَا ربَتَ عَلَى كَتِفِي وغَادَر.

كَانَ يَعلَمُ بِخُرُوجاتِنَا، لَكِنَّهُ لَم يَعلَمُ بِالسَبَبِ ورَاءَهَا، لَم يَعرِف بِأَنَّ حَبِيْبَته كَانَت تَخُونُهُ مَعَ صَدِيقِه، وهُوَ لَم يُعلِمهُ بِالأَمر.

. . . . . . . . . . 

مَرَّت أَسَابِيع وبَدَأَت مَواعِيدُي مَعَ ايميليا تَقِلُّ شَيْئًا فَشَيئاً، كَانَت تَتَجَاهلني لِتخرُجَ بِمَواعِيد لِمُقَابلَةِ مينهو.

قَرَّرتُ الذَّهَابَ لِلقَاعَةِ المُوسِيْقَية لِأَرَى إِن كَانَت مُتَواجِدة فِيه، وبِالفِعلِ كَانَت تَعزِفُ هُنَاك، لَم تَتبِه لِوُجُودي لِذَا جَلَسَتُ فِي وَاحد من المَقَاعِدِ الأَمَامِيِّة ورَاقَبتُهَا لِلْمَرَةِ الأولى مِن زُون تَخفِّي، وَكَانَ شُعُوراً رائعاً وَدَدتُ فَقَط لَو بِإِمْكَانِي أن أُمْسِكَ بِيَديهَا المُتَوضِعتين عَلَى البيانو لَكِنَّنِي لَم أُرِد إخَافَتهَا، لَم أُرِد أَن تَفتَحَ جَنَاحيهَا لِتُحلِّقَ مُبتَعِدة عَنِّي.

انتَظرتُ حَتَّى انتَهتُ ثُمَّ صَفقتُ وجَفلت هِيَ بِسَبَبِ الصَّوت، التَفتَت نَاحِيَتِي ووَضعَت يَدَهَا عَلَى صَدرِهَا، فَتَحت عَينيهَا ولَملَمت حَاجِياتِهَا مِن دُون ولَا كَلِمَة، لَا شَيء وَلَا حَتَّى تَعلِيق كـ أَخفتَنِي، أَو كَانَ عَلَيْكَ إِخبَارِي بِأَنَّكَ سَتتَتواجَدُ هُنَا، لَكِنَّهَا وبِبَسَاطَةٍ التَزمَت الصَّمت.

كَانَ وَاضِحاً بِأَنَّهَا كَانَ تَتَجَاهلُنِي، بَعدَ أَن اتَّجهت لِتُغَادر وَقَفْتُ أَمَامَهَا لِأَقطَعَ عَلَيها الطَّرِيق سَائِلَاً. "لِمَاذَا تَتَجَاهلينني؟ حَتَّى إِنَّكِ لَم تَرُدِّي عَلَى رَسَائِلِي أو اتِّصَالَاتِي."

بِصَرَاحةٍ أَجَابَت مُتَفادية النَّظر لِعَيْنَاي. "لِأَنَّنِي لَا أُرِيدُ رُؤيَتَك، ومينهو سَيكتَشِفُ بِأَنَّنِي أَخُونُه."

"لِمَاذَا لَا تَنفَصِلينَ عَنْهُ إِذَاً؟ أو عَنِّي؟" سَأَلَت. "لِأَنَّنِي أُحِبُّكَ وَأَنَا فَقَطْ أنتَظِرُ الوَقت المُنَاسِبَ لِأنفَصِلَ عَنه، اصبُر قَلِيْلَاً رَجَاءِا."

"أصبِر، ايميليا نَحْنُ نَتَواعَدُ مُنْذُ أَربَعةِ أشهُر وفِي كُلِّ مَرَّةٍ تَطلُبينَ مِنِّي أَن أصبِر، لَقَد انتَظرتُ كَثِيْرَاً."

"فَقَطْ قَلِيْلَاً بَعد، مِن أَجلِي، فَقَطْ هَذِهِ المَرَّة." تَرَّجتَنِي وحِينَ طَالَ صَمتِي عَانَقتنِي، رَفعَت رَأسَهَا لِتَظهرَ عَينَاهَا الرَّاجِيتَان وعُبُوسُهَا.

تَنَهدتُ بِقُوَةٍ وقُلت. "حَسَنَاً، سَأَنتَظِر. سَأَفْعَل مِن أَجلِكِ." ابتِسَامَة جَمِيْلَةٌ ارتَسَمَت عَلَى شَفَتَيها بَعدهَا رَفعَت نَفسَها وَقَبَّلتنِي بِنُعُومَة. "أُحِبُّكَ."

"أُحِبُّكِ أَكْثَر ايميليا." وَأَظُنُّ بِأَنَّنِي حَقَاً أفعَل، بِأَكثر مِمَا يَجدُرُ بِي أن أَفْعَل.

لَو أَنَّكَ تُحِبُّهَا ⤌ كيم جونغهيون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن