١٤

33 6 4
                                    


"لَن تَندَم جونغهيون، لَقَد أَصبتَ بِمَا فَعَلت وَأَنَا فَخُور بِك." قَالَ كيبوم وَهُوَ يَجْلِسُ عَلَى سَرِيرِي فِي حِينِ عَدَّلتُ شَعرِي نَاظِرَاً لِانعِكَاسِي فِي المرآة.

كُنتُ سَألتَقِي بإيميليا لِأنهِي مَا بَينَنَا نِهائِياً، عَانَيتُ طِوَالَ الأَسبُوع الفائت مُتخبِطَّاً بَينَ رَغْبَتِي بِبَقائِهَا وذَهابِهَا، لَكِنَّنِي قَرَّرتُ بِأَنَّ الوَقت قَد كَانَ لِأتخلَّى عَنهَا.

هِيَ سَتَتزوج بَعدَ خَمسَةِ أَيَّام ولَيسَ مِنَ الصَّائب أَبَدَاً أن تَلتقي مَعِي بَعدَ الزَّواج، لَا يُمْكِنُنِي فِعلُ هَذَا بِمينهو. سَيَكُونُ مِنَ الصَّعْبِ فِعلُ ذَلِك، لَكِنَّنِي قَرَّرتُ هَذِهِ المَرَّةَ بِتَجاهُل قَلبِي واتِّباع مَا يُملِيهِ عَلَيَّ المَنطِقُ والعَقل.

لَيلَتُها كَانَت النُّجوم مُبهِرَة وَجمِيلَة، أَردتُ إنهَاءَ عَلاقتِنَا المَمنُوعَة لَكِنَّنِي أَردتُ فِعلَ ذَلِكَ عَلَى نَحو جَيِّد بَدَلَاً عَن إنهَاءِ الأَمر وَهُوَ مُحَمَّل بِالكُره والحِقد. لِذَا قَرَّرتُ مُشَاهَدة النُّجوم مَعَهَا لِمَرَّةٍ أَخِيْرَة، انتَظرتُهَا ووصَلَت هِيَ بَعدَ دَقَائِقَ قَلِيْلة.

اقتَرَبَت مُحْتَضِنَة إِيَّايَ، فَربَتُ عَلَى كَتِفهَا ثُمَّ دَفَعتُها بِخِفَةٍ لُتَنظُرَ لِي بِحِيرَة مُتَسَائِلَة. "مَا الخَطب؟"

"اجلِسي أَوَّلَاً لِنَتحدَّث." استَمعَت لِي وَجَلَست عَلَى العُشب، وَجَلستُ بِجَانِبِها. أَخَذَت يَدَاي وَسأَلتَ عَن الخَطب مُجَدَدَاً بِقَلَق، كَانَت تَجلِسُ قَرِيْبَاً جِدَاً لِدَرَجَةِ تَلامُسنَا، حَاوَلتُ استِجمَاع نَفسِي لَكِنَّ قَلبِي استَمرَّ يَنْبِضُ بِتَسارُع لِقُربِهَا.

ابتَعدتُ قَلِيْلَاً وسَحبتُ يَدَايَ مِن قَبضَتيها لِتَرتسِمَ عَلَامَاتُ الحِيْرَة عَلَى مَلَامِحِها. "ايميليا، عَلَيَّ أن أَكُونَ صَادِقَاً مَعَكِ، أَنَا أُحِبُّكِ لَكِن مَا نَفعَلُهُ خَاطِئٍ وَأَظُنُّ بِأَنَّ عَلَينَا-" قَاطَعَتْنِي حِينَ وَضعَت كَفَّهَا عَلَى فَمِي مُعتَرِضَّة. "لَا تُكمِل، لَن أستَمِعَ لَك."

أَزلتُ كَفَّهَا وَوضعتُهُ بِخِفَةٍ فِي حُضنِهَا. " دَعِينِي أُكمِل." نَسِيتُ مَا كُنتُ سَأَقُوله لِأَنَّ أَفكَاري تَشَابكَت بِسَبَبِ التَّوتر وَمُقَاطَعتِهَا لِي، فَقرَّرت قَولَ مَا سَيخطُر بِبَالِي عِوَضَاً عَن مَا حَضَّرتُ مِن كَلَام لِأقُولُه لَهَا.

" فِي النِّهَايَةِ سَأَكُونُ الخَيَار الثَّاني بِالنِسْبَةِ لَكِ دَائِمَاً." تِلكَ الكَلِمَاتُ كَانَ مِنَ الصَّعْبِ قَولُهَا لِمَا سَبَبتهُ مِن أَذَى لِصِّحتِهَا. "ذَلِكَ لَيسَ صَحِيحَاً! أَنَا-"

قَاطَعتُهَا مُكْمِلَاً. "دَعِينِي أُكمِل." تَنَهدَّت بِعُمقٍ قَبْلَ أن تُومِئ. "طَلَبتُ فَقَطْ حَيزاً صَغِيرَاً فِي قَلبِك، لَقَدْ فَعَلتِي وَلَقَد كَانَ صَغِيرَاً عَلَى مَقَاس مَا طَلَبتُ تَمَامَاً لَكِنَّهُ بَدَأَ يَتَضائل واستَمرَّ بِالتَّضاؤل إِلَى أَنْ بَدَأَ يَخنِقُني ويُرعِبُني. حَاوَلتُ تَجَاهَله لِأَنَنِي كُنْتُ أُحِبُّكِ لَكِنَّنِي أَعْلَمُ الآن بِأَنَّكِ لَم تُحِبِّيني، كُنتُ أَشْعُرُ بِالغِيرَة مِنكُمَا لَكِنْ لَا أَسْتَطِيعُ أن أَكرَهَ مينهو لِجَعلِكِ سَعِيدَة، أَعتَقَد بِأَنَّهُ قَد كَانَ الوَقتُ لِنُودِّع بَعضَنَا، نَحْنُ سَنُنهِي هَذِهِ العلاقة التِي كَانَ يَجبُ أَن أُنهِيهَا وَقْتَ مَعْرِفَتِي بِأَنَّكِ فِي علاقة مَعَ صَدِيقِي."

" جونغهيون، أَرْجُوكَ لَا تَفعَل هَذَا." تَجمَّعت الدُّمُوع فِي عَينَيها، لَا أَظُنُّ بِأَنَّ ذَلِكَ بِسَبَبِ حُبِّهَا لِي، أَظُّنها كَانَت تَشْعُرُ بِالذَّنب تِجَاهِي لِلوَقت الطَّوِيل الذِي أَضعتُهُ مَعَهَا.

" دعِي هَذَا الفراق لَا يَكونُ فَوضَوياً، فَلنُنهيه عَلَى نَحو جَيِّد، فَأنتِ تَستحقِّين الأفضل، وأن تَكُونِي سَعِيدَة كَمَا أَستَحِقُّ أَنَا السَّعَادَة كَذَلِك." قَلتُ ووقفتُ بَعدهَا.

لَم تُوقِفنِي لِذَا ابتَعدتُ تَارِكَاً إِيَّاهَا خَلفِي، جُزءٌ كَبِيرٌ مِنِّي كَانَ سَعِيدَاً لِأَنَنِي كُنْتُ قَوِياً كِفَاية لِإنهَاء الأَمر، لَكِنَّ جُزءٌ صَغِيرٌ بِدَاخِلِي كَانَ يَأملُ لَو أَنَّهَا أوقَفتنِي عَن المُغَادرَة.

لَو أَنَّكَ تُحِبُّهَا ⤌ كيم جونغهيون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن