♡ f o u r

259 32 6
                                    


مررت يدي على ورقة تحتوي على حروف بارزة. علي أن أتعلم القراءة بسرعة

سمعت طرقا على الباب لأتوقف و أصرخ "ادخل"

الباب فتح و دخلت هيئة احفضها جيدا، إبتسمت لها عندما جلست بجانبي، إشتقت لرئية وجه أمي

أتسائل كيف تبدوا الآن بعد 11 سنة منذ أخر مرة رئيتها فيها
ربما لديها بعض التجاعيد قرب شفاهها، و ربنا بجانب عينيها أيضا، و ربما خطوت رقيقة تزين جبهتها الآن في النهاية هي في 40 من عمرها

"عزيزتي"نادتني لأهمهم

شعرت بها تمشط الشعر الذي يغطي وجهي، لابد من أنها تريد الحديث عن حالتي

"كيف قرائتك"سألت

اعطيتها إبتسامة صغيرة "جيدة أنا أصبح أسرع و أفضل"

سمعتها تتنهد بهدوء

"هل القراءة بعينيك ستجعلكي مرتاحتا أكثر أم لا" سألت

فكرت في ما علي قوله

عرفت أنها تريد الحديث عن هذا....

في الحقيقة، أردت القيام بها.....

أردت القيام بالعملية....

مشاعر الحماس بداخلي أقوى من مشاعر الخوف

"انظري...عزيزتي، العملية.. هي ..."
قاطعت أمي نفسها لتكمل بتنهيدة مثقلة
"إنها خطيرة"

بحثت عن وجهها الضبابي لأبتسم عندما لمست وجهها، مسحت على خدها بلطف لأطمنها
"مازلت صغيرتا أمي" قلت " أستطيع فعلها"

أنزلت يدي بيديها لتحيطها بدفء فأسمع صوت شهقاتها

"اوما، لا تبكي" قلت بإهتزاز
أشعر بالحزن لجعل أمي هكذا

فورما أستعيد بصري سأحرص على أن لا تبكي أمي هكذا أبدا، هي لن تبكي لأجلي مجددا.

"هل انت متأكدة من هذا عزيزتي؟"سألتني لأهز رأسي بنعم، أحاول أن أكون إيجابية قدر المستطاع

توقفت شهقاتها بعد دقائق، "سأخبر الطبيب كيم،و أنت أخبري يوشينوري، حسنا؟" سمعتها تقول لأشعر بعدها بالسرير يصدر صوتا مع حركتها، لأسمع بعدها صوت إغلاق الباب فعرفت أنها خرجت بالفعل.

تنهدت لألعب بأصابعي، لا أعرف كيف سأخبر يوشي بهذا، لا أعرف حتى إن كان قراري سيعجبه أو لا...

و لكن هذا لأجل الأفضل، لن يضطرا للقلق علي بعد الآن.

أعرف أنني قوية

صحيح أن حالتي الجسدية ضعيفة إلا أن عقلي و مناعتي قويان.

بحثت عن الجهاز اللاسلكي الخاص بي و بيوشي فأنا لا أجيد إستعمال الهواتف الحديثة و بأيدي مرتعشة و ضعته قرب اذني

انا أخاف من العديد من الأشياء و منها جعل يوشي حزينا، غاضبا، محبطا أو خائبا...

"جايمي" سمعته يقول عبر الجهاز "كيف حالك؟"
"لدي شيء لأخبرك به"
قلت بصوت مهتز

"تفضلي، أنا أسمعك"
"إتخذت قراري" توقفت لدقيقة "سأقوم بالعملية"

حل صمت بيننا لأعرف بأنه يشعر بالخوف والقلق.
"انظر يوشي، إنه ليس بهذا السوء..."

"ماهو إلهامك؟، ماهو الشيء الذي يجعلك ترغبين بالقيام بالجراحة؟"
قاطعني ليسألني بصوته الجديّ و العميق

"أنت تمزح يوشي.." سخرت "إلهامي"

"أجل"

"اريد ان ارى مجددا" صرخت لأرتمي على فراشي أحاول تهدئة نفسي " اريد ان ارى وجه امي، وجهك، أشعر بأنني مختلفة عن البشر...بعدم معرفتي باليوتيوب و التويتر...أو أي شيء يتحدث الناس عنه"

"هذا فقط" قال بتعجب " هذا سبب طفولي للغاية، لا تحتاجين لكل هذه الأشياء لتكوني بشرية، أنت تعرفين بأنك مثالية بكل الأحوال، أنا أح---"

"أنا لست مثالية و أنت تعرف هذا!!"
صرخت مجددا لتتجمع الدموع في عيني "انت تعرف جيدا أنني بعيدة عن المثالية، أنت تدرك جيدا أنني بعيدة عن الطبيعية يوشينوري!"

"أنت لا تفهمين ما أعن---"

"لا أنت فقط لست سعيدا لأجلي"صرخت لأمسح دموعي المنهمرة " هل لديك فكرة كم أرغب برئية وجهك؟، عينيك؟، كيف تبدوا شفتاك و أنفك؟ هل تعرف حتى كم من يؤلم عدم قدرتك على رئية الشخص الذي تحبه بشدة!"

لم يسمع بعد قولي سوى الصمت، لأشهق و أغطي فمي، أسقطت الجهاز بالخطأ

قلت الكثير...لقد ذهبت بعيدا بكلماتي، لقد أفسدت كل شيء...

انتفظت عندما سمعت صوت يوشي يصدر من الجهاز "جايمي..."

بدون تفكير جثيت على الأرض أبحث عن الجهاز لأمسكه و أرميه بسرعة في الدرج لأدفنه تحت الملابس، هكذا لن أسمع صوت يوشي مجددا.

لم يكن يجدر بي قول ذلك...كيف لي أن أقابله بعد الآن؟!

Angel | kanemoto yoshinoriحيث تعيش القصص. اكتشف الآن