دخلت غرفتها و أغلقت الباب خلفها لتتكئ عليه بعد أن أفرغت غضبها في بيكهيون
نظرت نحو سريرها الحديدي ذا الملاءة البيضاء بشرود لحظات ثم ذهبت لتجلس بجانبه على الأرضأخرجت صندوق متوسط الحجم من تحت السرير لتفتحه و تنظر إلى ما بداخله بقهر، إنها كُتبها و كراساتها التي شهدت على سهرها الليالي الطوال و هي تُطالعها
لقد درست بجد أكثر من أي شخص آخر، كان لديها حُلم أرادت تحقيقه بأي ثمن، أرادت أن تدخل إحدى أكبر جامعات كوريا و ضحت براحتها و متعتها في سبيل تحقيق ذلك الحلم، لم تكن تخرج أو تواعد كباقي صديقاتها، كانت تستغل كل أوقات فراغها في الدراسة، درست حتى نزف أنفها و لكن كل ذلك ذهب هباءً
هي الآن فتاة عاطلة، متزوجة من الرجل الذي إغتصبها، و الذي لا يُضيّع أي فرصة لإهانتها، تسكن في غرفة رثّة مع الخدم و لا أحد يهتم لأمرها
أخرجت تلك الكتب الكتاب تلو الآخر و أخذت تمزقها ورقة تلو الأخرى حتى فرشت أرضية الغرفة ببقاياها
داست فوقها بقدميها و سارت نحو الحمام، خلعت ملابسها و أخذت تنظر لنفسها في المرآة و تحديدا لذلك الندب أعلى نهدِها الأيسر، تتفقده علّه اختفى لكنه مازال موجودا، مازال قبيحا
إنه أثر الجرح الذي خلفه خاتمه تلك الليلة، كان معميا بالرغبة أثناء لمسه الهمجي لمفاتنها لدرجة أنه لم ينتبه لخاتمه الذي مزّق جسدها
ذكريات تلك الليلة عصفت برأسها ككل مرة تختلي بها بنفسها، حركت رأسها يمينا و شمالا عدة مرات ثم انحنت للمغسل كي تغسل وجهها و لكن عندما أرادت رفع رأسها مجددا لم تستطع، أصبح رأسها ثقيلا و صارت الرؤية ضبابية ثم انعدمت تماما عندما سقطت على الأرض مغشيا عليها
••••
كان يُدخن سيجارته و يعبث بهاتفه بينما يسير بالممر بإتجاه غرفته، تعثرت قدمه بورقة ما فإنخفض ليحملها بعد أن وضع الهاتف بجيبه، قلّبها بين يديه ليستنتج أخيرا أنها ورقة ممزقة من كتاب رياضيات للمدرسة الثانوية
نظر بجانبه ليكتشف أنه يقف أمام باب غرفتها، ألقى السيجارة على الأرض و دهسها بقدمه كي يُطفئها ثم طرق الباب بهدوء، مرة و مرتين و ثلاثة، طرق الباب كثيرا لكنها لم تفتح
أدار المقبض ثم أطلّ برأسه لكنها لم تكن موجودة بالغرفة، دخل و بحث عنها بهدوء لكن لم يكن هناك سوى كمّ هائل من الأوراق على الأرض
دار حول نفسه بإستغراب ثم تقدم ليطرق باب الحمام، لم تُجبه رغم أنه يسمع صوت المياه من الصنبور فنادى
"سيدة غاهيون! هل أنتِ بالداخل؟"
أنت تقرأ
نبيذ و سجائر || Wine and Cigarettes
Fanfictionانكسارك ليس النهاية .. بل هو تمهيد لبداية أقوى