1

1.2K 75 83
                                    

أخبرتها جدتها ذات يوم أنها مادامت فتاة جيدة، مادامت لا تؤذي أحدا، مادامت طيبة مع الجميع و ذات قلب متسامح فلن يتعرض لها أحد، لن تحصل على أعداء و ستعيش حياة سعيدة و هادئة.

لقد فعلت كل ما طلبته منها جدتها، صدقت كلامها و اتخذته دليلها في الحياة إذن لمَ تعرض لها! لمَ اعتدى عليها! هي لا تعرفه و لم تقم بإيذائه يوما إذن لمَ قام بإيذائها!!

لقد توسلته، إعتذرت منه دون سبب، بكت حتى جفت دموعها و صرخت حتى قُطِعت أحبالها الصوتية لكنه لم يشفق عليها و لم يبتعد

كانت عائدة لمنزلها مع صديتها ليزلي و صديها مارك بعد درس خصوصي في مادة الرياضيات، كانوا يتناقشون حول طموحاتهم المستقبلية و الجامعات التي يودون دخولها إذ أنه عامهم الأخير في المدرسة الثانوية و قد قارب على الإنتهاء

قال مارك نكتة ساخرا من ليزلي فرنت ضحكتها ليملأ صداها ذلك الزقاق الفارغ، فإلتقطته أذُناه

من أين خرج و أين كان هي لا تذكر أي شيء من ذلك، ظهر أمامها فجأة بعد أن سبقته رائحة الكحول لينظر لها بتلكما العينان المخيفتان و قال مخاطبا صديقيها بهدوء

"غادرا! أريد أن أتحدث مع هذه الآنسة على انفراد"

سألته عن هويته فإستنكر كل من مارك و ليزلي و لكن قبل أن يتدخلا صاح بهما بنبرة مدوية

"قلت غادرا و إن عاد أي منكما أو أخبر أحدا فسيكون التالي و لا يهمني إن كان ذكرا أو أنثى"

تركاها!
غادرا و لم يعودا و بقيت هي وحدها مع ذلك الوحش البشري

ازداد ذلك الثقل على صدرها و هي تتذكر خيانتهما، لا يمكن وصف إحساسها بالكلمات بعد أن استيقضت و وجدت نفسها في غرفة مستشفى ممزقة الجسد، تريد أن تصرخ لكن صوتها لا يخرج، تريد أن تبكي لكن عيونها جافة، كأن حجرا ثقيلا موضوغ فوق صدرها، كأنها تريد أن تتقيّء قلبها، تشعر بالتقزز من نفسها، من جسدها كلما تذكرت لمساتها و قبلاته الوحشية

وضعت يداها على اذنيها حتى لا تسمع مجددا لكن صوته و هو يعبر لها عن اعجابه بجسدها بأقذر الألفاظ مازال يرنّ في رأسها

هو لم يعتدي على جسدها فقط إنما اعتدى على كرامتها، كبريائها و روحها، كان يصفعها و يركلها ثم يعود ليقبلها، يشتمها و يسبها ثم يعود ليتغزل بها

زادت من الضغط على أذنيها و صارت تحرك رأسها يمينا و شمالا لكن صوت قهقهاته و آهاته المنتشية يصبح أقوى، خافت أن تصرخ فيظهر ليصفعها مجددا فإلتزمت الصمت لكن جسدها لم يستطع التحمل، نشنج فجأة و صار يرتجف بالكامل كأنها أُصِبت بالصرع

نبيذ و سجائر || Wine and Cigarettesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن