••الجزء الأول••

290 39 12
                                    

نقصات صوت الموسيقى الصاخبة المنبعثة من جهاز الراديو، هزات رجلها بشوية من فوق لاكسيليراتور قبل ماتلفت جيهة نافدة السيارة مطولة الشوفة فالمنظر الطبيعي البديع المحيط بيها. تزعزات من بلاصتها فاش بدلات اتجاه سيارتها و حيدات بسرعة من طريق سيارة مسرعة كانت جاية من الإتجاه المعاكس في حين بؤبؤ عينيها بالكاد تحرك...

أش كان غايوقع گاع؟
غايكون من سخرية القدر إيلا ماتت بهاد الطريقة فنفس المكان فين تزادت!

ابتسامة خفيفة بانت على وجهها المتعب فاش خطرات هاد الفكرة المغرية على بالها، هادي من أكثر الطرق الشاعرية و الدرامية باش ممكن تموت و لكن فجأة تمحات هاد الابتسامة فاش تفكرات باللي فات ليها ماتت بشحال من طريقة شاعرية من قبل، الحاجة الوحيدة اللي غادي تميز هادي عليهم هي كونها غادي تفصل روحها عن جسدها.

كلما قربات كلما بدا شكلو كايوضاح، منزل شامخ مشيد بطريقة ماكتختالفش بزاف على أغلب المنازل اللي فهاد المنطقة الفرنسية المعزولة، دايرة بيه حديقة كبيرة مكسوة بحشائش كايتخللوهم أنواع كثيرة ديال الأزهار و الورود.
ركنات سيارة الموستانگ البيضاء عشوائيا و هزات عينيها شافت للسماء، شعاع رفيع ديال الشمس اقتاحم الغطاء السحابي معلن عن بداية نهار جديد و مضوي جزء صغير من الحديقة اللي كانت مخبية تحت غطاء الليل.

تنفسات بعمق قبل ماتخطي خطوة تبعوها خطوات خرين في اتجاه الباب الرئيسي للمنزل، وهي غافلة عن الأعين الخضراء اللي كانوا متبعينها من خلال زجاج نافذة سيارة كحلة ديمارات بمجرد ما و قفات قدام الباب.

تحل الباب الخشبي وبانت سيدة خمسينية واضح عليها الوقار من هندامها الراقي و من التجاعيد الخفيفة اللي بداو كايتشكلو تدريجيا فاش بدات ابتسامتها كاتوساع...

... [بنبرة مرحة]: أُوديلاّ حبيبتي، كنت عارفاك ماتقدريش ماتجيش !

طلقات منها شوية ورجعات كا تقول...

... : علاش راسك قاصح و مصرة تبقاي تسوگي؟[تفحصات وجهها بقلق] كيف بقيتي؟

كملات كلامها بعناق حار فاش ماصدر من الأخرى حتى جواب، حبسات فاش ماتلقى عناقها حتى استجابة و هزات راسها فهاد الكائنة اللي بقات واقفة كا تشوف فيها و قالت ببرود...

أوديلاّ: أنا بيخير آ مدام سارا

نطقات باحتجاج بنبرة تهكم واضح عليها الاستياء...

السيدة سارا: مدام سارا !

تنهدات متملكة أعصابها وقالت بنبرة أقل مرحاً هاد المرة عاقدة حجبانها بقلق...

السيدة سارا : زيديي دخلي

تقدمات داخلة لبهو فسيح متوسطينو دروج لولبية، إحساس غريب كايتملكها وقتما حطات رجلها فهاد الدار... هزات راسها فالأعمدة الرخامية ديال البهو باش يستقرو عيونها في السقف المزين بثريا متلألأة كبيرة الحجم.
لمحات گليسة مكونة من أرائك صغار حدى وحدة من النوافذ الطوال بحواف بيضاء و بانليها فنجان قهوة محطوط على طاولة صغيرة مصنوعة من خشب الماهاگاني فاش تسللات لنيفها ريحة القهوة اللي مالية المكان.
تقدمات كثر و جلسات بهدوء فوق إحدى الأرائك الجلدية اللي مكونين الگليسة ودورات راسها لجيهة النافذة كاتأمل منظر الحديقة الصباحي.

Fleurs du mal | بالدارجة المغربية [مكتملة]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن