§•مَـشَاعِرٌ مَيِّـتَة•§

260 30 20
                                    

بعد شهر...

جيسو كانت بغرفتها مستلقيةً تحدقُ بلوحةِ ليسا المعلقة بالسقف بسعادة و تفكرُ بكلِّ ما إكتشفتهُ بالأيامِ السابقة، بالرغمِ من أنها تشكُّ بمعلوماتها!

صحيح فهيَّ بمكانٍ لا يمكنها التنفسُ فيه بدونِ علمِ السيد م!!

لذالكَ هي حقاً الأن تتسألُ عن السببِ الذي يجعلها مميزة عن جميعِ الموجودينَ غيرها!

طوالَ مدةِ بقائها لم تتحذث لأحد غيرَ طبيبها و إستمرت فقط بتجاهلِ كلِّ شيء حتى تلكَ الليلة قبلَ يومان و بالضبطِ بالسابعةِ صباحاً

كانت جيسو تنوي الخروجَ من غرفتها حتى لاحظت فتاةً مألوفةً بالنسبةِ لها تدخلُ للغرفةِ المجاورة

بالرغمِ من أنَّ المدة التي رأتها بها قصيرة جداً و كادت تكونُ مجردَ لمحة إلى أنها متأكدةٌ تماماً من أنَّ تلكِ الفتاة هي نفسها ليسا!!

بالرغمِ من أنها بالفعلِ كان لديها شكوكٌ حولَ وجودِ ليسا هنا إلى أنها كانت مصدومة لرؤيتها!!

و منذُ تلكَ اللحظة جيسو لم تتوقف عن الإبتسامِ مطلقاً!

"منذ اللحظة التي رأيتكِ بها شعرتُ أنِّ قلبي عاد للحياةِ مجدداً، شعرتُ أني لم أعد وحيدة"

همست بذلكَ ثم أغلقت عيناها لتعودَ ذاكرتها للماضي البعيد جداً...

عندما كانت مجردَ طفلة في التاسعة من عمرها، بذالكَ الوقت حيثُ كانت تعيشُ بذالكَ القصرِ الكبير المظلم في بلدٍ أجنبي مع أبيها و أمها و أخيها و أختها الصغيرة..

جيسو لم تكن كجميعِ الفتيات بعمرها إطلاقاً!

كانت هادئةً للغاية و تقضي معظمَ وقتها بغرفتها ترسم أو تشاهدُ أفلاماً وثائقية عن مصرَ القديمة، لم تكن تبتسمُ أو تضحك إلاَّ عندما تكونُ رفقةَ ليزل التي تكونُ شقيقتها الصغيرة.

علاقتها مع عائلتها باردةٌ للغاية بالرغمِ من أنّ أبيها لا يكونُ دائماً بالمنزل إلى أنها لا تتكلمُ معه إطلاقاً إلاَّ إذا أجبرها على ذلك، أمّا أمها فهيَّ نادرة جداً ما تكونُ بالبيت لذالكَ جيسو كانت تعتبرها مجردَ مربية كونها لست مقربةً منها و بسببِ ذلك وجودها أو عدمهُ لا يشكلُ فرقاً لديها.

ثم هناكَ أخوها الولدُ المطيعُ لأبيه و الذي سيفعلُ أيَّ شيءٍ يقولهُ له فقط ليستمتعَ بحياته حتى لو كرهَ ذلك، و جيسو كانت تكرههُ لهذا السبب كونهُ مجردَ كلبٍ لكيم الذي لا يحبه حتى و لا يهتمُ لأمره!

14: MR Mحيث تعيش القصص. اكتشف الآن