الفضل الرابع : الماضي يلاحقه

919 9 0
                                    

بكت نيل في هذه الليلة كما لم تبكي من قبل،لقد شعرت بأنها لعبة بين يدي ادوارد .... ما باله يتهمها دائما بمحاولة استدراجه للحصول على ماله فهل هو عديم الثقة بالنفس بالرغم من نجاحاته ووسامته أم ان هناك سبب آخر وتذكرت في الفندق يوم صفعها تأثره الشديد بكلامها عن انه لو كان آخر رجل فلن تنظر له ، هل جرح بعمق لدرجة ان لا يصدق أن أحدا يهتم به ..... ونظرت لنفسها في المرآة وسألت نفسها : وهل تهتمين نيل !!
هل انتي معجبة به ؟ وهل جننتي ؟ انه سيدك ولن ينظر ابدا لفتاة مثلك ..... وتعمقت بالنظر لنفسها كانت عيناها البنيتان العسليتان واسعة ورموشها طويلة وبشرتها صافية وشعرها اسود فاحم وفمها مكتنز ولمست شفتاها وتذكرت قبلته وكلماته فأغمضت عينيها لتستعيد نفس الشعور الذي لم يدم طويلا ولكن بعد فترة فتحت عيناها وقالت لنفسها: افيقي فأنتي لن ترتقى ابدا لمنزلة سيدة المنزل وحذاري ان تحيي الامل في نفسك انتي مجرد خادمة، ودارت بعنف وقررت الا تنفرد به مرة اخرى وان هذا الخطأ لن يتكرر.
في هذه الأثناء كان ادوارد مسمرا مكانه وهو مشدوه وكأن الصفعة اعادت له كل الذكريات السابقة وبدأ يتذكر سوزي الفتاة الجميلة الرقيقة كانت رفيقته في الجامعة وبعد قصة حب دامت اربع سنوات قرروا الزواج كانت سوزي فتاة جميلة مرحة تحب الحياة والخروج والسهر  وكانت تحب الثياب الفخمة والحفلات الماجنة التي لم يحبها ادوارد قط وبعد الزواج بشهر بدأت سوزي بالخروج إلى الحفلات والسهر الدائم متجاهلة بذلك ادوارد الذي كان يعمل جاهدا ليلبي احتياجاتها ويقوم بتنمية عمله ليصبح أفضل مهندس معماري في لندن لكن عند عودته ليلا كان بجد امرأة غير مباليه بما يشعر او تسأله عن حاله .... كانت دائمة الشكوى من عدم تفرغه لها والخروج معها والسهر وكان يتركها على راحتها لانه كان منشغلا فلم يكن يريد أن يجبرها على الجلوس في المنزل طوال الوقت وبالتدريج بدأت العلاقة الخاصة بينهم تكون منعدمة وعندما واجهها قالت له : انه اهملها كتيرا وانها ليست قطعة ديكور بالمنزل وانها تريد الطلاق،حاول ادوارد كتيرا ان يخصص لها وقتا لكن عندنا كان يخرج معها كان يجد تصرفاتها غير لائقة بأمرأة متزوجة فكانت ترقص مع الرجال وتقترب منهم باستفزاز كأنها ليست متزوجة ولم يستطع التحمل طويلا وواجهها فكانت صدمته كبيرة،إذ قالت له أنت لست الرجل المناسب لي فأنت عدو الحياة لا تصلح إلا للعمل وان استمرارها في هذا الزواج سيدمرها ويمنعها من المتعة فحاول أن يقنعها انه سيتغير وسيخصص لها وقت أكبر ولكنها ردت قائلة : حتى لو صاحبتني على مدار اليوم فانت آخر رجل اريده بصحبتي فأنا لا اجدك جذابا انت ممل للغاية، لم يستطع ادوارد الاستمرار بتلك الزيجة الفاشلة بعد هذا الكلام وبعد أن طلقها علم انها كانت تخونه مع عدة رجال فثار على نفسه لعدم انتباهه ولسذاجته وحكم على كل النساء بانهم وصوليات وانهم للمتعة فقط وليسوا للحب والزواج .
أفاق ادوارد اخيرا وشعر بأنه بلا حياة، لقد كانت نيل فتاة حية لكن بهدوء ان شخصيتها عكس شخصية سوزان انها فتاة محبة ولكنه لا يستطيع عبور الجسر الحائل بينهم فهو لن ينظر لخادمة مهما حدث ومن اليوم سيحاول تجاهلها وعدم التفكير بها.
في الصباح كعادة البيت ذهب جالك المدرسة وايقظت نيل الجدة وانزلتها إلى المائدة بعد أن اعطتها الدواء وكانت نيل ترتدي فستان اصفر قديم لكنه كان يظهر جمالها البرئ وكانت نيل هادئة الطباع وأعجبت الجدة بطيبتها وبراءتها وننزل ادوارد الإفطار وكان عابس الوجه ...لقد كانت ليلته مؤرقة ولم يكد ينام .... وعندما رآى نيل تجاهلها ولم يلقي عليها التحية وقبل جدته كعادته وشعرت الجدة بالتوتر بين نيل وادوارد فعندما حضر إلى المائدة لم يحيي نيل وذهبت الفتاة مباشرة إلى المطبخ دون النظر إليه ،فسألته الجدة : ما بك يا بني؟ هل أنت بخير ؟
فأجاب وهو يحاول الأبتسام: أنا بخير جدتي لا تقلقي .
قالت له الجدة : أريد أن أطلب منك طلب، فقال لها : تفضلي يا جدتي العزيزة.... قالت الجدة : أريد أن تشتري بعض الملابس لنيل وأخاها فان ملابسها  لم تعد على الموضة وكانت قديمة وبالية فتعجب وقال: وهل تريدين مني ان اتفرغ لتلك الفتاة لاشتري لها ملابس ! انها مجرد خادمة! سأعطيها المال وهي تتصرف .
تعجبت الجدة قائلة : يا بني منذ ان اتت الفتاة إلى هنا منذ أكثر من شهر لم تلمح الفتاة بوابة المنزل حتى ،ألم تلاحظ انها فتاة صغيرة على الجلوس في المنزل أكثر من شهر؟
بالفعل لاحظ ادوارد ملابس نيل البالية ولاحظ أيضا عدم خروجها من المنزل مطلقا منذ اتت فقال: أخبريني ماذا تريدين يا جدتي وسأفعله.
ابتسمت الجدة وقالت : سأحتفل قريبا بعيد مولدي السبعين وسنقيم حفلة كبيرة على شرفي أريدك أن تصطحب نيل وتشتري لها ملابس تليق بها لحضور الحفل على انها مرافقتي وايضا بضعة فساتين للمنزل وايضا لاخاها الصغير المكد في دراسته وبعض الالعاب.
قال لها سأوصي سكرتيرتي بشراء بعض الأشياء لها انا انا فلست املك الوقت لذلك وقام سريعا قبل أن تتمكن الجدة من نقاشه وقال : تأخرت جدتي فأعذريني وقبلها على رأسها ومشى.
طوال الطريق إلى الشركة لم يفكر ادوارد غير بنيل كم كانت الفتاة لذيذة ومتشوقة للمذيد بين زراعيه واغمض عينه وهو يتذكر تأوهاتها بين يديه وجمالها الساحر الذي جعله يفقد صوابه لم يشعر بهذا الإنجاب القوي من قبل حتى مع سوزي لم يكن ابدا يفقد السيطرة على مشاعره وينسى اين هو ومتى.
دخل ادوارد الشركة بعد أن فتح له السائق باب السيارة وقبل أن يدخل إلى مكتبه وجد سكرتيرته الانيقة دائما ديبيكا تقول له : اتصلت الجدة وقالت إنها سترسل اليك ضيفا في الرابعة وعليك ان تستقبله. فتعجب ادوارد من يكون هذا الضيف وسأل سيكرتيرته فقالت انها لا تعلم.
توجه ادوارد لمباشرة عمله  ولم يفكر في الأمر كثيرا،ربما تريد الجدة وظيفة لأحد من أبناء معارفها طلب ادوارد قهوته ودفن نفسه في العمل إلى أن وصل شريكه وصديقه الصدوق آدم وقال له : هل ستظل تعمل إلى الآن انها تكاد تكون الرابعة فرفع ادوارد رأسه عن الكمبيوتر وقال : لم ادرك انها اقتربت من الرابعة لقد كنت منغمسا في العمل.، ضحك ادم وقال له : منذ متى وأنت تفكر في شئ الا العمل .
يتسائل ادوارد: هل ادم محق باني لا أستمتع بشيئ الا العمل ؟ هل انا رجل لا يستطيع عمل شيئ الا العمل؟؟؟
رن الهاتف الداخلى وأخبرته ديبيكا ان ضيف جدته وصل فعدل من شعره وأمرها بإدخال الضيف .
وقال لادم جدتي ارسلت لي ضيفا ولا اعلم من هو وضحك ههههه
دخلت نيل ببرائتها وهي ترتدي بنطال جينز يظهر اردافها الرائعة مع تيشيرت ابيض باهت وتركت شعرها منسدلا ولم تكن تضع اي مساحيق وقف ادوارد وهو مصدوم ونظر ادم إليها باعجاب شديد وقال: ضيفتك جميلة لدرجة الجنون ....اهلا بيكي يا ساحرة ما اسمك ؟ اجابت نيل بحياء وهي تنظر إلى ادوارد : نيل اسمي نيل ولك اكن اعرف انى سأتي لملاقاة السيد ادوارد واقتربت نيل من ادوارد المصدوم  واعطته رسالة وقالت: انها من الجدة وسأرحل الان ونظرت له بغضب .
اوقفها ادوارد  بصوت حاد وقال : انتظري،ونظر إلى ادم وطلب منه أن يغادر . فتململ رفيقه وقال: لم تعرفنا يا صديقي ،ونظر له ادوارد بغضب وقال: إنه ليس وقت المزاح ادم من فضلك غادر.
ابتسم ادم للفتاة وقال لها : أنا ادم وسأراكي مجددا يا فاتنة وامسك يدها وقبلها ثم رحل .
كاد ادوارد ان يصاب بسكتة قلبية من شدة الغضب وفتح الرسالة بعد خروج ادم وقرأ:" عزيزي ادوارد لم تعارض حديثنا صباحا فرتبت مع ديبيكا امر جدول مواعيدك وارسلت لك نيل لتشتري لها ما اتفقنا عليه برجاء معاملتها معاملة لائقة لأجل جدتك العجوز
تحياتي جدتك".
نظر لها ادوارد فوجد نظرات تحدي وغضب وقال لها : هل تعلمين ما بالرسالة؟ فهزت رأسها بلا . فسأل بتشكيك : الم تفتحيها؟؟
فردت بغضب: الا يكفيك إهانات في أخلاقي... اتتهمني بأني غير أمنية على الرسالة واستدارت نيل بغضب لمغادرة المكتب وقبل أن تصل إلى الباب وجدت من يمسكها من يدها بشده ويديرها بعنف وهو يقول : لم اقصد ما فهمتيه قصدت هل اخبرتك جدتي لماذا ارسلتك؟
نفضت يده عن يدها بعنف وهي تقول : لم تقل لي جدتك غير انها تريد إيصال رسالة لهذا العنوان ولا تأتمن أحد غيري .فأمسك بيدها مرة أخرى ولكن برقة وقال : إذا تعالي لاخبرك وشدها ناحيته وهو يقول : تعالي اجلسي لاخبرك ، فمشت ورائه وجلست على احدي كراسي المكتب وجلس قبالتها.
قال ادوارد : سنقيم حفل عيد ميلاد جدتي السبعين وتريد أن تقدمك للناس على انك مرافقتها ،فيجب عليك ارتداء  ملابس لائقة وهذا هو كل الموضوع .
نظرت له نيل قائلة: أنت!!! انت من سيأخذني للتسوق!!!! وضحكت بعنف ثم وقفت والنار تشتعل بعينيها وقالت أفضل ان أحضر الحفل عارية على ان اتسوق معك.
لم تدري نيل ما قالت الا بعد أن تفوهت به.
قام ادوارد من مكانه واقترب منها وهو يقول بخبث: أتمنى أن اراكي عارية ولكن ليس بحفلة انما بغرفتي. حاولت نيل ان تصفعه لكنه أمسك يدها وضحك من محاولاتها وقرب وجهه من وجهها وقال لها: هل تستمتعين بصفعي فأنا لم انسى صفعة الامس التى لم تعاقبي عليها فنظرت له بخوف وهي تقول: عقاب!
وما نوع العقاب ؟؟؟؟
انقض على شفتيها بعنف فهو لم يعد يطيق ان تكون امامه ولا يقبلها. قاومت نيل في البداية وعند تعمق القبلة استسلمت له وهي تضع يدها بين شعره الناعم وتحولت القبلة ببطئ من عقاب إلى متعة لم يشعر الاثنين الا وهم مندمجين سويا في هذا العذاب الطويل بدأ ادوارد يتحسس جسدها وهي تذوب بين زراعيه وبين شفتيه ..... بعد قليل ابتعد ادوارد قليلا وقال لها : دعينا نعقد هدنة فأنا لا أريد أن اتشاجر معكي اليوم.
انزلت يدها إلى صدره وقالت بخجل: موافقة.
قبل ارنبه انفها وقال: اصلحي ملابسك وهيا بنا للتسوق.       

احببت خادمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن