الفصل الثاني : يوم سيئ

1K 13 0
                                    

أفاقت نيل من نومها على يد خشنة وصوت أجش يسألها من أنتي؟ فأجابت بسرعة وخوف وهي تقف : أنا من خدمة الفندق وإسمي نيل وسألته بعد أن اقتربت لتعاين حرارته: هل أنت بخير ؟ ، ارتد ادوارد سريعا للوراء وقال لها بصوت عال : هل جننتي ماذا تفعلين ؟
قالت له ببراءة : اعاين حرارتك إذ كنت مريض وحرارتك مرتفعة، هل تشعر بتحسن ؟ ازاح يدها بعنف وامسكها من كتفيها وهزها بعنف وقال: هل تمازحيني أم انك صائدة ثروات تجري وراء المال .... انا بخير ولم أكن مريضا فكفي عن هذه التمثيلية فكلكن كاذبات.  
تألمت نيل جسديا من ضغط يده على كتفيها وتألمت نفسيا لشعورها بالظلم والتشكيك بنواياها فارتدت إلى الوراء وقالت: لقد ندمت على اهتمامي بك فانت شخص ناكر للجميل ومتكبر ومن أنت حتى تتهمني بصائدة ثروات ؟ الم اجد غيرك بين كل الرجال الاغنياء! فحتى لو كنت آخر رجل بالكون فلن انظر لك.
صعدت الدماء في عروق ادوارد وصفعها بقوة اوقعتها ارضا وفوجئت نيل بالصفعة ونزلت الدموع غزيرة من عينها ولكنها لم تدري ان كلماتها كانت كالسكين في قلب ادوارد إذ سمعها من قبل من زوجته الخائنه وذلك جعله غير قادر على التحكم باعصابه.
ظلت نيل تبكي على الأرض ولم تعد تصدق ما يحدث لها في يومها السيئ أولا حادثة التحرش والان هذه الصفعة ونظرت لادوارد بكره قائله : لقد كان دوامي للساعة الثالثة وظللت بجانبك وكان هذا جزاء غبائي المعهود و........ لم تكد نيل تكمل وتذكر ادوارد موعده في الخامسة وهي تكاد تكون الخامسة فلعن حظه وتوعد للفتاه وركض سريعا للحمام كي يستحم ويرتدي ملابسه للحاق بموعده ولم ينظر خلفه.
قامت نيل ببطئ وعلى وجهها أثر الصفعة والدموع وهي تندب حظها وببطئ ذهبت إلى المصعد وضغطت على الزر وفوجئت بمستر رالف يقف بجوارها بسمنته المعهوده وابتسامته اللزجه وهو يقول لها: أهلا بقطتي المتوحشة الم تليني قليلا وتعطفين علي واتذوق من رحيقك؟ فنظرت له باشمئذاذ ولم ترد عليه وعندها اقترب منها وحاول لمس مؤخرتها ولكنها كانت يقظة وابعدت يده وقالت له: أنا احذرك مستر رالف ساشتكي عليك إلى المدير. فضحك رالف بصوت عالي وقال: وهل سيعاقبني بالضرب أم بالحبس؟ وحاول مرة أخرى ان يحتضنها ليقبلها ولكنها بدأت تقاوم دون فائدة وفجأة وجدت رالف ممدد على الأرض بعد أن تلقى لكمه على فكه وقد كان منقظها ادوارد الذي كان في عجاله من امره ونظر لها نظره احتقار وقال : ماذلتي لا تقدرين عواقب افعالك في اغراء الرجال الاغنياء فليس الكل مثلي سيرفض عرضك،ثم حضر المصعد وركب فيه وركبت معه وهي التي كانت ستشكر منقذها ولكنها الان سكتت لعلمها ان الكلام لن يغير رأيه فيها وظلت في سرها تندب حظها العثر إلى أن وصل المصعد للطابق الارضي وخرج ادوارد سريعا دون النظر إليها وتوجهت هي إلى ماني لتقص عليها ما حدث وتعود لمنزلها بعد ذلك.
نجح ادوارد في ربح المناقصة ولكن الفتاة الغامضة لم تخرج من ذهنه وفوتت عليه جو الاحتفال وظل يفكر بها وهو عائد إلى الفندق  هل فعلا  جلست بجانبه لتمرضه؟ انه بالفعل لم يكن على ما يرام ونام قالقتيل. واشفق على برائتها وجمالها من مهنة صعبة كخادمة في الفندق ولكن عندما رآها عند المصعد هل كانت تشجع الرجل الآخر ام كانت ضحية تحرش،انتابه أيضا ندما شديدا حين صفعها لانها لم تكن تستحق هذه الصفعة بل سوزي،اللعنة عليها تلك الخائنة الكاذبة  التي دمرت حياته بخيانتها له وزعزعت ثقته بنفسه وبكل نساء الدنيا فلم تكن حياة ادوارد تخلو من النساء لكنه ابدا لم يتورط عاطفيا مع احداهن، كان دائما حذر أن لا يحب ويتورط عاطفيا واندهش من نفسه لتفكيره بتلك الفتاة ماكان اسمها؟ اه اسمها نيل، كم ان اسمها لذيذ ولكنه ركز على طريقه ولم يطاوع أفكاره الي ان وصل الفندق.
عندما وصل الفندق وجدها امامه تبكي بحرقه مندفعه بسرعة إلى الأمام فاصطدمت به فامسكها من كتفيها ليوقفها وسألها: ماذا بك ؟ فنظرت له وكانت عيناها الواسعتين دامعتان وحمراوتان  وانفها منتفخ وقالت: لقد طردت من الفندق ارجوا ان تكون سعيدا وأن تكون متأكدا ان صائدة الثروات لن تصطاد مالك العزيز.
فسالها: لماذا طردتي؟ فنحبت أكثر وقالت: من أجل لكمة مستر رالف لقد اشتكى علي انني أحضرت أحد معارفي للكمه وقال أني طلبت منه مالا وأني حاولت  ....... ولم تستطع أن تكمل إذ أن  حالتها كانت مثيرة للشفقة على الذات وشعور قوي بالظلم .
قال لها ادوارد: اذا ساذهب لمقابلة المدير واخباره بما رأيت.
نظرت له بحزن وقالت : انت نفسك قلت انني حاولت استمالته واثارته لأخذ ماله فلا لا تحاول ان تصلح الوضع لأنه سيزداد سوءا وكفاني ما عانيت اليوم.
قرر ادوارد محاوله التخفيف عنها وعرض توصيلها لمنزلها فوافقت على مضض وكانت الرحلة طويلة بالسيارة حاولت نيل السيطرة على اعصابها لأجل والدها المريض وأخاها فهم لا ذنب لهم في معايشة المها معها،كان ادوارد يختلس النظر إليها بين الحين والأخر وكان يشعر بداخله يتمزق لانها حزينة ولكنه لا يستطيع أن يظهر ذلك فكان وجهه بلا تعبير وهو ينظر إليها وقالت حين اقتربوا: شكرا لك ... اتعبتك.
لم يرد ادوارد لانه يشعر انها مظلومه ويشعر انه لا يريد أن يتركها ويشعر انه المسؤول عن حمايتها فهي هشة كالفراشة وضعيفة .
وصلت نيل وادوارد إلى منزل والدها وفوجئت بأخاها الصغير خارج المنزل وهو يبكي وباب المنزل مفتوح فنزلت سريعا من السيارة واحتضنته وقالت له: ما بك يا صغيري ؟ فقال وهو ينتحب: مات والدي .......
كان ادوارد قد نزل من السيارة أيضا وسمع ما قاله الصبي وأقترب كي يواسي نيل وإذ بها تقع من هول الصدمة فتلقاها بين زراعيه ،لقد كان يوما سيئا لنيل بل الأسوأ على الإطلاق .

احببت خادمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن