الفصل التاسع : جنون

755 7 0
                                    

منذ أن رحلت نيل مع أخاها منذ ثلاثة أشهر وهو يبحث عنها،بحث في كل مكان ،سافر لأول مكان تقابلا فيه وذهب لمسقط رأسها وسأل كل من يعرفها ولكن كأنها تبخرت في الهواء .
سائت أحوال ادوارد كثيرا وهو ينتظر بالأمل عودة نيل كان لا يأكل وخسر وزنا كثيرا وكان يعمل فقط في الأوقات التي لا يبحث فيها عن نيل.
بعد أن سمع الحقيقة من هيلينا خرج مسرعا للاعتذار من نيل وذهب إلى المزرعة فوجدها فارغة وأخبروه ان الجدة ونيل عادوا إلى المنزل فذهب كالمجنون إلى البيت وعندما وصل وجد الجدة حزينة وأخبرته أن نيل ذهبت مع أخاها وانها تركت له خطابا .
فتح ادوارد الخطاب وبدأ بالقراءة وهو منهار:" رسالة إلى سيدي الذي لن أصل ابدا إلى مستواه ، لقد أحببتك حقا وكنت على استعداد للتضحية بأي شئ لكي أجعلك سعيدا لكن الإنسان هو من يختار سعادته أو تعاسته ، يختار أن يثق بمن يحب أو يجعل تجربة فاشلة تتحكم به وبحياته إلى الابد، اعرف أن الأدلة كانت ضدي لكنك كنت تشك بي وكنت تنتظر مني الخيانة ولم تعطيني الفرصة للدفاع عن نفسي ، ارجوا ان تجد السعادة يوما مع شخص تثق فيه وتحبه
              خادمتك المحبة المظلومة
                                 نيل"
انهار ادوارد على الكرسي بعد قراءة الخطاب وعلم انها قررت الرحيل للأبد وخسر هو حبه وحياته للمرة الثانية وها هو بعد ثلاثة شهور محطم وبائس.
     كان يجلس في المكتب وهو يفكر كيف يجدها وأين وفكر أنه سيجن قريبا اذا ظل على هذه الحالة ، ودخل عليه ادم وهو مشفق عليه قائلا: يا ادوارد ما هذا يا رجل عليك ان تأكل شيئا وترتاح فأنت في حالة يرثى لها .
نظر له ولم يكن لديه طاقة ليرد عليه ووضع يده حول رأسه في حركة يائسة وساله: هل وجدت لي محقق ليتتبع اثرها؟ يجب أن أجدها ادم.
قال ادم : نعم وجدت رجلا يقولون انه جيد وسيصل بعد قليل لكن عليك التزام الهدوء يا رجل .
فنهض ادوارد بحدة وهو غاضب : لا تقل لي ان أهدأ، لقد اهنت وجرحت اغلى انسانة على قلبي وضيعتها من بين يدي انا انسان فاشل وجبان.
طرق الباب فتوقفوا عن الجدال وقال ادوارد: ادخل ،فدخل رجل في أوائل الاربعينيات ويبدوا عليه الهدوء والذكاء وسلم على ادوارد وعرف عن نفسه انه المحقق واتسون وسأل ادوارد الكثير من الأسئلة المتعلقة بنيل وطلب صورة لها وتذكر ادوارد يوم خرج معها لشراء الفستان انه التقط صورة لها واعطاها للمحقق واتسون.
بعد اسبوع ممل اخيرا وجدها المحقق كانت تعمل في فندق سبع نجوم كمضيفة لاجادتها الفرنسية فهي تتواصل مع الزوار الفرنسيين وتتابعهم اذا احتاجوا شيئا واستأجرت بيت بجوار مدرسة اخيها الجديدة فقد نقلته من مدرسته وشكر ادوارد المحقق وكاد أن يقبله وأعطاه الكثير من المال ،أكثر من ما اتفقوا عليه .
ذهب ادوارد إلى البيت وحلق ذقنه وارتدى ملابس فخمة ووضع عطرا ثقيلا فلن تكون مهمته سهلة ووضع بعض الملابس في حقيبة صغيرة  واخبر جدته بما ينوي وتمنت له التوفيق وتوجه إلى الفندق الذي تعمل به نيل وكأنه ذاهب بالصدفة .
دخلت إلى الردهه وكان قد حجز مسبقا بالهاتف جناح وطلب منهم أن يوفروا له مضيفه لانه سيستقبل زوار فرنسيين وابلغوه انها ستكون بالموعد في جناحه.
أخذ مفتاحه وصعد إلى الجناح وهو مترقب، باقي نصف ساعة للموعد فطلب من خدمة الغرف مشروب بارد وبعض الطعام ليحيي به نيل .
وبعد نصف ساعة طرق الباب وفتح هو قلق ولكنه رسم ابتسامة لطيفة على وجهه ، فوجئت نيل بادوارد وتسمرت مكانها وكأنها شلت فشدها من يدها واغلق الباب وحضنها بشدة وهي ماذالت غير مصدقة وعندما استوعبت ما يحدث دفعته بشده وابتعدت عنه قائلة بجمود: ماذا تفعل هنا وماذا تريد؟؟
قال ادوارد : حبيبتي نيل اعرف جيدا انني اخطأت وجئت لتسامحيني،نظرت له نظرة باردة وهي تقول : سيدي انا لست أحدا كي اسامحك ومن فضلك دعني اذهب لان هذا الحديث لن يوصلنا إلى مكان .
سألها ادوارد: هل بالفعل نسيتني؟ هل ستعاقبيني أكثر من ذلك نيل ؟ لقد كدت أن أموت بدونك!
ونظرت له نيل بحدة وقالت : استأذنك سيدي فأنا على موعد مع نزيل آخر وانصرفت وهو غير مصدق كم هي باردة معه .
بعد أن انصرفت نيل حل ادوارد ربطة عنقه وأنهار على السرير لا يدري ماذا يفعل ،انها تعامله وكأنه غريب ، وكأنهم لم يحبوا بعض يوما ، لكن لا انه لن يستسلم الآن وسيجد طريقة يعيدها إليه.
بعد أن تركت نيل الغرفة كادت أن تقع من المفاجأة وظل قلبها يدق بسرعة  ،لقد حافظت على رباطة جأشها   امامه بصعوبة ،كادت أن تبكي وتضربه وتقبله ، لكن لا يجب أن يعرف أن أخطائه لا تغتفر.
نزلت نيل إلى البار لتشرب عصيرا باردا يبلل حلقها الجاف ، فوجئت بمن يجلس بجوارها وهو يطلب عصير به بعض النبيذ ونظرت وكان هو ، قال ادوارد: لن تتخلصي مني بهذه السهولة ، لن اتركك الا لتصفحي عني .
فهمت نيل بالانصراف لكنه اوقفها بيده وهو يقترب من شعرها يشمه بعمق وهو يهمس: كم افتقدت رائحتك! كم اشتقت لضمك بين زراعي وتقبيل تلك الشفاة،ونظر إلى شفتيها بأغراء .
بدأ الكلام يؤثر بنيل لانها كانت تفتقده بشده لكنها تماسكت وقالت بحدة : أتركني.
فجمد ادوارد مكانه وكاد أن يقول شيئا لكنه تراجع وتركها ، فرحلت دون أن تنظر ورائها .
سائت حالة ادوارد بشدة بعد أن شرب الكثير من الكحول وبدأ يفقد سيطرته على نفسه وافتعل شجارا مع أحد الزبائن المخمورين ، وعندما سمعت نيل الصوت العالي توجهت إليه واعتذرت من الرجل الآخر وساعدت ادوارد في الصعود إلى غرفته وكان في حالة من السكر الشديد فلم يعرف اذا ما كانت حقيقة أم خيال ، كانت نيل وتحاول أن تسنده وكان ضخما عليها بالرغم من خسارته لوزنه لكنهم وصلوا بأمان اخيرا إلى الجناح .
بمجرد أن دخلا الجناح بدأ ادوارد في خلع ملابسه قطعة تلو الأخرى وهو ينظر لنيل بابتسامة بلهاء وهو يقول : سأخذك الآن يا صغيرتي الى عالم الأحلام الخيالي حيث لا يوجد هناك خيانات او اناس اشرار مزعجين وبدأ يفك ازرار قميصه وارتمى على السرير فاقد الوعي ، دخلت نيل الى دورة المياه وجلبت منشفة مبللة وبدأت تضعها على وجهه  في محاولة لافاقته، كانت تعلم أنه يتعذب ولكن الم يعذبها؟ بدأ ادوارد يتأوه وهو ممسك رأسه وفتح عينيه ببطئ ووجد ملاكه الحارس بجواره فظن انه يحلم واستقام جالسا ممسكا رأسها بين يديه وهو ينظر داخل عينيها وسألها: هل انتي حقيقة أم انني جننت؟ هل انتي بالفعل موجودة وانا المسك ؟ ارجعت شعره إلى الوراء وهي مشفقة عليه من حاله وقالت: ارجوك ادوارد لا تفعل ذلك بنفسك فأنا لا استحق كل هذا العذاب .
قام ادوارد وخلع قميصه وأشعل سيجارة فاندهشت نيل لانه لم يكن مدخنا وقالت: منذ متى انت تدخن؟
نظر إلى خارج النافذة وهو يقول : لقد تعلمت كل ما هو سيئ منذ رحلتي ،تعلمت شرب الكحول والسجائر لقد جربت كل شئ لانسى ما فعلته بك ، لقد قدت دراجة نارية بسرعة هائلة وأردت أن اقتل نفسي ، لكني لم استطيع لان املي في العثور عليكي كان اقوى من يأسي،  لقد اكتشفت بالطريقة الصعبة كالعادة انني لا استحقك وانني ظلمتك واهنتك كثيرا لكن ماذا أفعل بنفسي هل اقتلها .
التفت إليها واطفأ سيجارته ونظر اليها: أنا بدونك ميت ، هل تصدقيني ان قلت لكي انني لم أنظر لأي امرأة منذ تركتني،  لقد فقدت قدرتي على الحياة والتمتع بمتعها ، كدت افقد عقلي واجن .
امسكها من كتفيها وقال : ارجوكي سامحيني ، انا احتاجك، هل استطعتي نسياني بهذه السرعة ؟ هل لم يعد لي مكان في قلبك؟
ونظرت له نيل ودموع الحب والشفقة تجتاحها وقالت: هل تعلم انت ماذا حل بي ؟ هل تعلم انني أصبت بالانهيار بعد ما حدث ؟ وانني لم استطع كرهك او نسيانك بالرغم من كل ما فعلت ، وبدأت بضربه على صدره وهي تقول : أنا اكرهك بشده ولكني لا استطيع ان اراك تتألم ، انت شخص حقير ولا تستحق حبي لكني لا استطيع كراهيتك،  انت توغلت داخلى ولم أعد استطيع التخلص منك .
احتضنها ادوارد بشدة وهو يقول: اعدك، اعدك يا ملاكي بأنني لن اؤذيكي مطلقا ، لقد اوقعوني في فخ قذر ولكن دعينا من الماضي فهانحن هنا الآن، سامحيني حبيبتي ،اغفري لي فأنا احبك وقبلها بين دموعها والتهم شفتاها بجوع وهو يحتضنها فبادلته القبلة واحتضنته فهي تحبه بشدة ولا تستطيع الابتعاد عنه لكن هذه المرة ستقترب منه مع حفظ كرامتها.                
       

احببت خادمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن