الفصل السادس:الحفلة

852 10 0
                                    

استيقظ كل من في المنزل صباح يوم الحفلة وهم متحمسين وكانت نيل تعمل مع باقي الخدم بحماس وترقب ،فكانت تريد أن ترتدي الفستان الذي اشتراه ادوارد لها وكانت تريد أن تقضي معه بعض الوقت لانه كان يتجنبها من يوم الهدنة .
ادوارد كان يفكر بعمق في الليلة، يجب أن ابتعد عن نيل فأنا لست الرجل المناسب لعذراء صغيرة انها تستحق أفضل مني وهي في النهاية مجرد خادمة ستعيش في ظلك حتى تأتي المرأة المناسبة.
في البيت ساعدت نيل الجدة في ارتداء ملابسها وزينتها وحينما حضر خبير المكياج ومصفف الشعر طلبت الجدة منهم الاعتناء بنيل وتصفيف شعرها ووضع المكياج وتزينيها اعترضت نيل في البداية لكنها وافقت فرحة لاصرار الجدة وبعد أن انتهوا كانت كالملاك البرئ كانت فتاة تخطف الأنظار مع فستانها الذي يليق بها تماما ويبرز انوثتها وجمال جسدها الفتي.
ارتدى ادوارد أيضا بدلة مخاطة له خصيصا ذات لون اسود وكان شديد الوسامة تتمناه اي امرأة.
بدأت الحفلة في السادسة وعندما صعد ادوارد لإحضار جدته تفاجأ بنيل الرائعة الجمال وحدق بها غير مصدق تصفيفة شعرها المرفوع وجمال عينيها وشفتيها ونظرت نيل للارض بخجل ولم يفق ادوارد الا عندما نادته جدته وهي تضحك اين ذهبت يا بني 😂
قال: هنا جدتي ،وأمسك يدها بمساعدة نيل وهو يقول : تبدين رائعة يا جدتي ؛ فضحكت مرة أخرى وهي تقول : اتقصدني انا اذا ماذا ستقول لنيل.
قال لها باقتضاب: تبدين جميلة.
شعرت نيل بالفرح والحزن معا لقد قال كلمات جميلة بغير مشاعر كأنه يلقى على شخص غريب التحية، فقررت نيل ان تلقنه درسا وان تنتقم لانوثتها المهانة.
بعد أن نزلوا إلى الحفل سلم كثيرا من المدعوين على الجدة وعرفتهم على نيل وبعد قليل قالت الجدة لنيل: اذهبي واستمتعي بوقتك واذا احتجتك سأناديكي.
فوافقت نيل وكانت الحفلة لها الكثير من رجال الأعمال والأقارب والمعارف وكانت النساء الجميلات تحمن حول ادوارد كالفراشات  حول الضوء ووقفت تشاهد احداهن ترقص مع ادوارد وهي تتغنج بدلال وتتلمس وجهه وصدره وهو لم يحاول حتى ايقافها بل كان يبتسم فما كان منها إلا أن غضبت بشدة وخرجت استنشاق الهواء في التراس فوجدت ادم هناك ،حياها بترحاب واثنى على جمالها وقد كان شابا لطيفا وسالها عن اخاها ووالدها وحزن لقصتها وقال لها : ارجوا ان تعتبريني صديقا لكي وأمسك يدها وهو مبتسم وربت عليها فقالت نيل : كم انت لطيف ادم وانه لشرف لي ان تكون صديقي ،فاحتضنها ادم وربت على ظهرها وهنا دخل ادوارد فقد كان يراقب نيل طوال الحفل وعندما تأخرت  قلق عليها وفوجئ بالمنظر فشعر بكيانه يهتز واقترب بغضب منهما وشدها وهو يقول جدتي تحتاجك اذهبي فورا ولا تفارقيها خافت نيل كثيرا من غضبه وذهبت مسرعة وقال ادوارد لادم: ماذا تفعل مع الخادمة هل جننت انها مجرد خادمة لا قيمة لها، تعجب ادم كثيرا من تصرفه وهو يساله: لم كل هذا الغضب اذا طالما هي خادمة لا قيمة لها هل كل هذا الغضب والعنف من أجل لا شئ ،انت تكذب على نفسك يا ادوارد تلك الفتاة ليست مجرد خادمة بالنسبة لك انت تحبها وانا راقبتك طوال الحفل وانت تراقبها وتهتم بكل تفصيلة بها.... انت لا تريد أن تعترف انك تهتم حتى لنفسك، لكني صديقك واعرفك جيدا  ماذلت تفكر في كلام الساقطة سوزي وتقنع نفسك بأن لا يوجد امرأة وفية وانك لا تؤمن بالحب الطاهر الذي يدوم. قال له ادوارد : اصمت يا ادم انا احب تلك ...انها ساقطة مجرد خادمة ساقطة تسعى خلف المال وعندما تصل اليه ستذهب لتبحث عن هدف آخر . لم يكن ادوارد يعلم أن نيل عادت لتراه لقلقها عليه وللاسف سمعت كل كلمة قالها لادم فأنطفأت روحها كما تنطفئ الشمعة وقررت ان ترحل عن هذا البيت وهذا الرجل بالرغم من محبتها للجدة الحنون وهناك أيضا عقبة اخرى فأخاها ماذال يدرس على نفقة الجدة ولن تكون منصفة ان تحرمه من تعليمه فتمهلت رغم الامها ان تفكر جيدا قبل اتخاذ قرار لكن ادوارد طعنها في قلبها اوقعت من يدها كأس العصير فالتفت ادوارد لادم ورأوا نيل التي فرت هاربة من أمامهم   وندم ادوارد على ما قال ولكن ماذا يفعل الآن ،جرت نيل لغرفة الجدة وبعد ادوارد خلفها وحاول أن يتكلم ولكنها اوقفته بإشارة من يدها وقالت وهي تبكي: لا ،لا أريد أن أسمع أي كلمة يكفي ما سمعت ومهما قلت فلن تغيير اي شئ اعدك ان ارحل في اقرب وقت من هنا ولن اسبب لك اي ازعاج ،كاد ادوارد يجن من الغضب وقال: إلى أين تريدين الرحيل فهل لديكي مأوى آخر وماذا ستفعلين مع اخاكي هل ستحرميه من عيشة كريمة وتعليم جيد انتي محظوظة للحصول على هذه الامتيازات ومهما كل رأيي بكي فأنتي فرد من أفراد المنزل وجدتي تحبك ولا تستطيع الاستغناء عنك فلا تتركيها بعد أن اعتادت عليكي .
نظرت نيل اليه ودموعها منهمرة وهي تقول : يكفي هذا فأنا اعرف امتيازاتي التي تفضلت وذكرتها ولكن ما لا اعرفه لماذا تلحق بي الان لتوضيح كل هذه الامتيازات ما انا بالنسبة لسيد البيت ليهتم بتوضيح ما اعرفه مسبقا،انا مجرد خادمة لا قيمة لي ولم ولن اطمح بان اكون فرد من أفراد المنزل وأكثر من خادمة لا تقلق فابتعادي عنك يكفيني سيدي ومسحت دموعها بيدها واكملت: شكرا لك سيدي لتذكيري دائما بمكاني ومكانتي ولا تقلق فأنا لا اسعى للمزيد منك،ومرت متخطياه وفتحت باب الغرفة وذهبت.
كانت كلماتها التي قالها سابقا كالسكاكين في قلبه لقد جرحها جرحا كبيرا ،اهانها كثيرا منذ عرفها وسامحته كثيرا لكنه شعر ان تلك المرة مختلفة، شعر بانه أخطأ خطأ فادح لن يستطيع إصلاحه او تحمل عواقبة.
نزل ادوارد ورأى نيل بجوار جدته تحاول الابتسام ولكن الحزن البادي على وجهها لا يمكن  تفويته .
بعد قليل وفي أجواء الاحتفال دخلت امرأة ذات شعر اصفر باهرة الجمال فكانت شقراء رائعة وعندما دخلت إلى القاعة صمت الجميع وتوقفوا عن التنفس فتسائلت نيل في سرها من تلك الشقراء ، وتوجهت الشقراء الجدة لتهنئتها ومدت يدها وهي تقول: جدتي الغالية عيد مولد سعيد ، لكن الجدة لم ترد السلام ولم تمد يدها بل قالت: لماذا انتي هنا ؟
فابتسمت الفتاة ببرود وقالت: جئت لاهنئك بعيد مولدك واتى ادوارد من خلف السيدة وسألها بصوت بارد: ماذا تفعلين هنا سوزي، الآن عرفت نيل انها زوجته السابقة.
التفتت سوزي وعانقت رقبته وهو لم يبادلها اي ترحاب وهي تقول: اووووه ادوارد لقد افتقدتك كثيرا عزيزي.
ونظرت فجأة لنيل وقالت : انتي اذا الخادمة الجديدة اذهبي واجلبي لي كأسا من الماء .
اندهشت نيل كثيرا من المرأة فكيف عرفتها وهي تراها للمرة الأولى، امسك ادوارد بسوزي من يدها بحدة وهو يقول لها: هيا بنا لنتحدث بغرفة المكتب فأنتي ضيفة غير مرحب بيكي ولكني أريد أن اعرف ما رماكي الينا اليوم وماذا تريدين و لكي لا نفسد الحفل .
جرها خلفه وهي تبتسم بمكر لنيل والجدة وهي تقول : بأذنكم فبيننا حوار طويل وكانت تشير كأنها ستقضي مع ادوارد وقت ممتع .
طلبت الجدة من نيل مساعدتها للصعود لغرفتها وهي تشعر بأعياء وبدأ المدعوين في الرحيل .
الجدة كادت تحت وهي تكلم نفسها: ماذا أتى بتلك العاهرة إلى هنا ، انها فتاة شريرة.
سالت نيل" من هذه المرأة جدتي؟؟
اجابت الجدة: تلك الافعى التي حولت حياة ادوارد لجحيم، انها المرأة التي خانته، انها المرأة التي جرحته بشده ولم يستطع الثقة بأي امرأة بعدها ،تلك التي حطمته ونزعت منه السلام والسعادة.
فسألتها نيل : لماذا تركته؟
قالت لها  : كان ادوارد في الجامعة مع تلك الساقطة وجمال وجهها أخفى قبح شخصيتها فوقع ضحية الإغواء وبعد أن تزوجته وتعرفت على الطبقة الراقية وبدأت بالاختلاط بهم  في الحفلات لتصطاد سمكة أكبر من ادوارد واغنى وبالفعل بمجرد حصولها على مبتغاها واوقعت رجل أعمال يكبرها ب عشرين عاما قالت لادوارد انها كانت تخونه وانها لم تحبه قط وانه كان مجرد طعم صغير اسم كل أكبر وجرحته وشككته في رجولته، وظل ادوارد يعاني سنوات بعد الطلاق وفقد ثقته بالنساء وبنفسه.
اخيرا فهمت نيل ما كان يدور في عقل ادوارد من ناحيتها فقد كان مرتعبا من تكرار مأساته معها ان يعرفها على مجتمعه الراقي ثم تستغل أحدا آخر من أجل المال ،لقد كان ادوارد محطما من قبل امرأة منعدمة الضمير والاحساس ،كيف لأحد أن يكون بهذه القسوة ،الآن فقط عرفت أن ادوارد مستحيل ان يثق بها او بأي امرأة. 

احببت خادمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن