ليست هناك صورة لأنه كان حلما و صغته لكي لا أنساه.
.
.
.
.
.
.
.
.مد الشوقُ جناحًا لروحيَ و كذلك الحبُ فعلا ... ؛ فحلَّقَتْ بهما بعيدًا بعيدًا، غير آبهةٍ لجسدي الممددِ و لا مَنْ هم على الأرض حولي
تجسَّدَتْ على هيئتي فورَ وصولِها لمستقر الأحبةِ و ركَنَتْ بسكون.. فللمكانِ حرمته
صعدتُ درجتين أو لم أصعد ... فالذاكرة هنا خانتني.. دخلتُ شيئًا يشبهُ إحدى و سائل المواصلات ، لا أدري إن كان عبَّارةً( سفينة نقل) أو طائرةً أو حافلةً واسعة.. ما أذكُره هو عبوري بهدا المكان أو دخولي فيه لأني أود الذهاب لمكان آخر و عليَّ أن أمرَّ به .
انحرفت يسارا و خطوت خطوتين أو ثلاث... لم أكد ألف رأسي يمينًا بينما أنا سائرة، و إذ بنورٍ ساطعٍ قوي يستوقفني.. توقفت... و اتسعت حدقتاي و بكى قلبي حرارةً ... ثلاثة أقمار بحلة البدر يجلسن بجوار بعضهن على نفس الصف كل واحدة تجلس على كرسيٍ بلاستيكي، ... وجوههن و كفوفهن بيضاءٌ ناصعة يخرج النور منهن... كحيلات العينين.... وافرات الصحة
أقبلت بلهفة و صوت يخالجه البكاء و أمسكت بيد الجالسة الأولى جدتي ... جدتي فاطمة قلت لها " جدتيييييييي يا الله اشتقت لك جدا جدا " و غصت بعدها في أحضانها..
فور رؤيتي لهن عرفت أني أحلم و أن هذا الحلم سينتهي.. فقلت بنفسي أريد أن أسلم عليهن جميعا و أتحسسهن قبل أن ينفذَ الوقت...كانت جدتي الثانية حليمة جالسة بعد جدتي بجوارها، فسلمت عليها بحرارة و حادثتها كذلك، و انتهيت عند خالتي صباح التي تجلس بجانبها ..... صرخت من الفرحة و قلت لها و أنا ممسكةٌ بها " الحمد لله أني رأيتك ... الحمد لله أني رأيتك "
كُنَّ جالسات بترتيب أسبقية مغادرة هذه الدنيا..رحت أبحث عن أخي عبود عبد الرحمن ، فالوقت يداهمني .. أخاف أن استفيقَ و تضيعُ فرصةُ اللقاء.
مشيت للأمام أكثر و أكثر و وصلت لمكان دائري به الناس جالسة و واقفة.. رأيت طفلا صغيرا يتوارى و يظهر و كأنه يلعب لعبة الإختباء .... عرفته فورا و جريت نحوه فاتحة ذراعيّ ألتقطه...
حملته و شددت عليه بقوة أحضنه و ألف فيه دورة دورتان و أكثر .. كان طريا ناعما حريريا ازداد لونُ شعرِهِ صُفرةً و امتلأت وجنتيه عافية
حدثته : " اشتقت لك يا حبيبي يا عبود ... ما أجملك يا حبيبي !" ... قبَّلتُه و لاعبته سأقول حمداً إلى أنْ ارتويت.. لأنه كما نعرف من يرتوي و يشبع من دقائق؟!" أخيرا رأيتك.. طال انتظاري كثيرا هذه المرة "
ابتسم محبوبي و انفرجت أساريره و أحاط عنقي... فانطرب قلبي و رقص... و يبدو أن رقصته و حركته أيقظت روحي من سكونها ففردت أجنحتها مرة أخرى معلنة عن هبوطها لأرض العودة.
امتزجت روحي بجسدي و أفاقته ... فتحتُ عينَيَّ و نظرتُ بجانبي ثم لسقف الغرفة و الإبتسامة لا تفارقني برغم الغصة...
حدثت نفسي " أنتم السابقون و نحن اللاحقون.. صبرا، للقائكم نحن آتون " .**********************************
بقلمي : أماني مجدي نعيمالحمد لله على نعمة الأحلام الحمد لله حتى عنان السماء و بعد ❤❤
و الرحمة على روح موتانا الطاهرة ❤
أنت تقرأ
خربشات أقلام ( التعبير عن الصورة )
De Todoأعبر بما جاد به فؤادي عن الصورة التي أمامي و كذلك بما عبر غيري