اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
ما شعرت به عند رؤيتي للصورة ترجمته أحرفي بالآتي :
السكون يلفحني من جميع الإتجاهات..... وهجٌ وضاءٌ يخترق النافذة، ينير الغرفة يخبرني بأن الغرفة خاوية.. أتوسطها.....أدور بمقلتيَّ الباهتة..... و أتلفَّتُ بجسدي يُمنةً و ُيسرة ؛ علِّي أرى و لو حشرة تبدد هذه الوحشة و تكسر السكون الطاغي و تبعثر الفراغ و تؤنس الوحدة... بينما أدور و فكري مشغول بحرب مع ذاتي، يحاول تمزيق السواد الذي سكن جوفي و زار عيني، و يقتل الرجفة التي تملكتني ...... تائهة و محتارة، لم يُصِّرُ عقلي على العمل؟.... ضغطت صُدغَيَّ بكفيّ لأخفف الألم، فإذا بعقلي ينجح..... يضفي على فراغي بياضاً كما هو حولي؛ فأبصرت البياض من جديد... و رأيتُ على يميني هناك في الزاوية مرآةً ملصقةً على الحائط ، شعرتُ بها تناديني " هيا يا ابنتي تقدمي تشجعي فأنا السبيل لنجاتك "
زحفتُ نحوها..... رأيت نفسي بها ، لكني لم أعرفني!! .... تحسستُ بأناملي إنعكاسي، بدأتُ ارسم حلقاتٍ حول جفنيّ ، فنزلتُ ناحيةً صدري و أصابعي ما زالت ترسم الحلقات ذاتها لكن بقُطرٍ أكبر و أسرع و أسرع...... فإذا بها أناملي مبللة تغوص بمياهٍ معلقة..... توقفت عن الحركة، أبعدتُ يدي، فتجلت المياه صافية راكدة.
أسحرٌ هذا أم ماذا؟
أبصرتُ بعمقٍ داخل المياه فوجدت قلبي ممداً بالقاع..... ثم ما لبث أن بدأ يطفو و ينهض إلى أن استقام، و كأن هناك أيادٍ خفية ساعدته على الوقوف و الاستقرار ..... مغمضَ العينين، ساكناً لا حول له و لا قوة . خرج الألم من حدقتيَّ ، ثم ما لبثت أن تجرعتُه داخلي.... بقيت متسمرةً قبالتك، أنظر إلى وجهك و قسماتك ، التي يفصل بيني و بينها الماء المعلق...
ابتسم ثغري بوهن و مددت ذراعيَّ داخل الماء و بدأت أعبث بشعرك.... أتلمس جفنيك و رموشك..... أتحسس فمك... أضغط على جسدك و كل شبر يخصك.
أمواج من الصور تهطل بفكري و تغزو عقلي... لقد تذكرت، ...... تذكرت لم كل شيء حزين!، تذكرتُ لم كلُ شيء حولي فارغ صامت، تذكرتُ لم الوحدة!!....
أتعلم يا حبيبي، أنني لم أكن أتذكر أنك رحلتَ عني!!؟ .... نعم صدق ، ... أتدري لماذا ؟؟؟؟ لأن روحي صعدت نحوك و جاورتك، جسدي هو فقط من بقي منشطرٌ عنك.. همست له و أنا أشعر بغصة و عبرة تخنقني: " أنا جسدٌ بلا روح ، بلا قلب .... حقاً لم أكن أعلم عن رحيلك، لكني بِتُّ الآن أعلم عن موتي!!! " لم أكد انتهي من الحديث و إذ أمطارُ عيني تغرق وجهي و نحيب صوتي يعلو الأرجاء يفيقني من غفلتي و يخبرني بأن قلبي و روحي قد عادا و سكنا ملجأهما.... إذن هذا ما كنت أحتاجُه، كنت أحتاج البكاء و الصراخ و العويل لأفرغ حزني على حبيب رحل.. لا بالكبرياء و النكران و إيذاء النفس بالإهمال... فالموت حق و لا جدال. ❤❤❤❤