الفصل السادس : الرابعة و النصف

463 26 7
                                    

تمشي لوحدها في الشوارع

للقمر جليسة تشاركه افكارها دون فتح فاهها

المكان يصرخ بالحياة بعد المطر التي توقف منذ فترة قصيرة

أوراق الأشجار كانت مغطيةً بالقطرات النقية

تسقط احداها و تليها الأخرى

رأت كرسي لأحد محطات الباصات

اختارته لكي تريح جسدها اليه

جلست تنظر للمكان بصمت ، مع ان عقلها كان يصرخ بالأفكار ، يتوسل قلبها لها بأن تصرخ بما في عقلها

المعزوفة الليلية ترن في إذنها ، بحفيف الرياح الباردة التي لا تتوقف عن عبورها المفاجئ و بقوة

حشرات الليل التي لم تعرف مكانهم قط . يبدعون بأصواتهم المنتظمة كالعادة

صوت تنفسها التي تسمعه لوحدها

نظراتها التي تنطق بلا شيء

كل هذه الاشياء شكلت لوحةً دون ألوان

*انا لا اهتم ، كم مرةً قلت له اني لا اهتم ، لماذا أواصل الكذب على نفسي *

سمعت صوت هذا الصراخ المتذمر المألوف من بعيد

تسمع صوت خطوات في الأرض

الارتباك تملكها ، لكن ليس بقدر التساؤل

عقلها لا يتوقف عن قول : من يخرج في الرابعة و النصف صباحاً في مثل هذا الجو ؟

صوت الخطوات يقترب شيئا فشيئا

الشعور بالخطر دخل مع مشاعرها المختلطة الأخرى دون استئذان

بعد ان شعرت ان الشخص قد اقترب كثيراً

التفت لترى من هو ذلك الشخص

و للمفاجأة ، لقد كان هو

عندما رآها ، لم يستطع استيعاب الامر لثانية

عينيها التي تلمع في الظلام

شفتيها الحمراء ، التي تتجسد في كلمة الفن نفسها

منحنيات وجهها التي رُسمت بطريقة كاملة دون اخطاء

شعرها مرفوع للأعلى كذيل حصان

ينسدل من الربطة بشكل محبب

كل هذه التفاصيل ، شكلت له ملاكاً غير حقيقي

لم يظن ان بشري يمكن ان يكون كاملاً الى هذا الحد

اما هي

فقد اضاعت عينيها فيه

عينيه الزرقاوتين تكسر لون الظلام ، كانوا مغناطيساً لها

شعره الجميل المصفف بفوضوية

مع ذلك كان ألطف ما وقعت عليها عينيها من قبل

ملابسه البسيطة ، التي تبدو مناسبة له حد الجنون

بعد استيعاب الطرفين أنهما كانا يتفحصان بعضهما

قالت بسرعة : لوي ، ماذا تفعل في مثل هذه الساعة ؟!

* اليس انني الشخص اللذي يجب عليه طرح هذا السؤال ؟ *

قالها و هو يجلس بجانبها

* انني أتجول فقط لا غير*

قالتها وهي ملتفةً تنظر اليه

عندئذ ادرك انها اكمل و اجمل من قرب

* لكن ... لماذا ترتدين هذا الرداء الصيفي في هذا البرد القارس؟*

قالها غير متوقف عن الأسئلة

* هذا معقد ، ان الشعور بالبرد ، الحر ، الحزن ، السعادة ، أين يكن ، يذكرني بالحياة ، انني لا زلت حية ، اظن انه هذا افضل من العيش خالياً ، كأنك ميتاً تعيش..*

قالتها له قبل ان تشعر بشيء على كتفيها

لقد كان ردائه-الجاكيت-

*ليس بالنسبة لي ، انني اتفهم الامر ، لكنه أشبه بتعذيب لنفسك*

قالها لها ، وهو بسترته الصوفية

ابتسمت شفتيها ، التي بها شيء من السخرية

* اظن انه علي الذهاب الان*

قالتها واقفةً بشموخها من على المقعد

* سأرافقك ، ان لم تمانعي*

قالها لها

اومأت له بنعم

اخذوا يمشون غير متوقفين عن الكلام

أبرمت له انها تشعر بالضجر من موسيقاها الحالية

فتبادلوا بعض الأغاني

بعد ان اصبحت امام عتبة منزلها

* شكرًا على رفقتك *

قالتها بود

* لا داعي لذلك ، ليلة هانئة، ڤيوليت*

قالها مبتعداً ، و عيناها الزرقاوتان تبرز

----

هاي يا بشر

كتبت هالتشابتر من قبل لكن انمسح 

ادك ، احسها انسب له لول

المهم

شرايكم ؟

اي هوب يو لايك ات

ايلوفيو

سيو سون بيبز

Different blindnessحيث تعيش القصص. اكتشف الآن