الفصل الأخير:
"الآن افتحي عينيكِ ببطء "
فتحت يمام عينيها ونظرت للمرآة امامها لتشهق
"معقول هذه أنا !!ماذا فعلتي لي ..رائع جداً"
ابتسمت السيدة أم غالي صاحبة صالون التجميل الذي أفتتح من مدة داخل الفندق والعلاقة مع أصحابه تطورت كثيراً ففريدة تثق بعملها وعلمت انها ستصبر عليها وعلى يمام القلقة والمتوترة جداً.... منذ الصباح وهي تعتني بشعرها وتزيين وجهها اخبرتها يمام برغبتها أن تكون جميلة ....ومع ان أم غالي اخبرتها أنها جميلة دون زينة لكن سايرت اللهفة بعيون الفتاة المتحمسة لليلتها السعيدة... ليأتي صوت فريدة التي تصفف شعرها على الكرسي بجانب أبنتها
"انت جميلة حبيبتي وهل لديك أو انمار شكٌ بهذا"
مسدت بطنها وأستعدلت بجلستها وهذه المرة الرابعة منذ وصلت لهنا لتذعر يمام
"امي أانتِ بخير!! "
أقتربت أيات لكرسي فريدة التي اكملت هي أيضا تصفيف شعرها
"خالتي دعيني أساعدك "
آيات منذ سامحتها يمام تعتبر الآن قريبة من العائلة ..كما أنها تعمل إدارية مع انمار فهي وسراج مواقفهم في تلك السنوات لا يمكن حصرها من مساندة ومؤازرة ليمام بعد حادثها الأليم....طمأنتهم فريدة بابتسامة خفيفة
" انا بخير ,الشهر السابع يكون متعب لكل حامل.... تتذكرين حالك يا آيات عند حملك بطفلك "قسور" "
عبست أم غالي وهي توجه كلامها بحدة لفريدة
"آه يافريدة أنت مجنونة ....السؤال يلح عليّ منذ تعرفت عليكم هل يعقل أن تحملي وانتِ بالأربعينات!! نعرف مشكلة قلبك بالسابق وأنك بخير لكن كيف زوجك لم يهتم بالموضوع .... مع انه الأدرى بحالتك فهو طبيبك"
لتهتف يمام تدافع عنه
"لا ياخالتي أبي منعها لكنها عنيدة وتفعل فقط ما تريده بصراحة غشته وانا أشهد بهذا "
وايدت آيات الكلام ايضاً... لا أحد منهم يستطيع ان يملي على فريدة ما تريد خصوص عندما تحب شخصاً ستفعل كل شيء من أجله كأبنتها......جلست فريدة على كراسي الصالون بعيداً
"هذه طبيعتي ....الشي الوحيد الذي يسعدني هو أن اعطي زوجي طفلاً مني ....نربيه معاً ويجعلنا مرتبطان أكثر بسببه نلاعبه ونضحك معه ونعلمه حتى يكبر أمامنا.... اعرف انني يمكن ان أموت وهذا أنتحار بالنسبة لي.... لكن لا تلوموني فأنا أعشق عبد الوهاب وهذه طريقتي الوحيدة لأظهار عشقي ....صحيح أن لدينا أولاد ويمكن بعد سنوات سيمتلأ القصر بأحفادنا .....لكن أبننا سيكون مختلف جداً سيبقى يحمل شيء مني ومنه شيء يخصنا نحن ثمرة حبنا أنا وهو "
صمت الجميع متفهماً رغبتها ......نهضت يمام تدور بفستانها أمام امها تغير الموضوع ....لتصفق العاملات لها لتنتاب فريدة غصة لكنها غصة الفرح لم تتوقع ان يأتي هذا اليوم الرائع .... سألت أم غالي مستفسرة من يمام
" لماذا تأخرتم بالزواج بنيتي... أعرف انكما مخطوبان من ثلاث سنوات حسب قول موظفي الفندق هنا "
لتجيب فريدة مازحة
"والده أراد معاقبته "
ضحكت أمام تعجب ام غالي فعبست يمام
"كلا انمار لا يحتاج لعقاب أنه رجل بمعنى الكلمة.... لكنكما حرمتمانا من بعض .... تصوري خالتي لم يسمحوا لنا أن نلتقي او نتحادث بالهاتف ....أبي صمم أن اتخرج من المعهد واتوظف بالفندق وعندها سيسمح بزواجنا.. لقد اشتقت لأنمار حد الموت"
هزت فريدة رأسها بذهول
"فلتخجلي يافتاة لا تكوني ملهوفة بالحديث هكذا...لم تكوني جريئة بالسابق"
تمتمت آيات
" أنه الحب يغير النساء من حال الى أخر"
لتضحك آيات وهي ترسل نظرات ذات مغزى الى يمام
"احم ومن موقعي كمديرة بالفندق اقول خلال تلك المدة لم نراها ابداً تتسلل لجناحه كاللصوص"
شهقت يمام كادت تفضحها مع أن أنمار أوصاها بحفظ السر الثرثارة مازال لسانها الصحفي يعمل جيداً ...عادت لذلك اليوم الوحيد الذي خالفت به أمر "أبيها" كما طلب من يمام أن تسميه.... كان لديها امتحان في اليوم التالي عن ادارة الاعمال الفندقية وأرادت مساعدة فبالنهاية أنمار يفهم الآن بتلك الأمور لكن السبب الحقيقي لذهابها كان رؤيته فلتكن حجتها الدراسة.
............................
أنت تقرأ
ثأر اليمام (الجزء 1 من سلسلة بتائل مُدنسة ) لِـ"مروة العزاوي"
Randomرواية منقولة من منتدى روايتي للكاتبة مروة العزاوي حقوق الملكية محفوظة للكاتبة.. أثارني الموضوع المطروح للنقاش في هذه الرواية..وهذا ماجعلني أتكبد عناء نقلها هنا ..لعلكم تستفيدون منها بعِبر.. قراءة ممتعة ❤️❤️