🌼الفصل الخامس🌼

939 24 1
                                    


الفصل الخامس:

هاهي هنا بالزنزانة الباردة القذرة مع شبيهاتها من بنات الليل وأخيراً انضمت لتلك الفئة بل حتى تفوقت عليهم... فهي انجرفت بسرعة الريح لمستنقع الفساد ,جلست بإحدى الزوايا المظلمة تحتضن نفسها تقاوم الدموع تنادي بهمس على والدتها وامنيات تملأ قلبها تعرف أنها لن تتحقق ...

بعد مدة من وجودها لاحظت أن الفتيات بدأن بالخروج من السجن بكفالات مرتفعة فأكثرهن لديهن ظهر وحامي بينما هي لا أحد سيمر حتى لأجلها ..لم تتوقع يوماً أن تصل الى هذا المكان ليعاودها السؤال الملح "لماذا وصلتُ للحضيض ؟"

دخل شرطي الزنزانة وتوجه اليها ليقوم بسحبها من الارضية ويجرجرها بقوة وسط ارتجافها ورعبها ..انه موقف غير مألوف لتُعايشه ..لاتعرف حتى ما مصيرها الآن... لتقف اخيراً امامه تسمرت تنظر اليه... لم تفهم لِما هو بالذات !! هل هو مسؤول عن مراكز شرطة المدينة كلها!!
لما طرقهم تتقاطع دوماً أحنت رأسها لا تستطيع النظر بعينيه كما كانت... فهو الأدرى بها وإن اخبرته الآن انها بريئة مؤكد أنه سيضحك... لكن يبدو ان أنمار مصمم على الحكم عليها مع انه ليس مكانه ولا غرفة التحقيق الخاصة به ...حيث شاهدت الضابط الآخر نهض وترك له الكرسي وانظم سراج لهم ايضاً!!
يبدو انهم يجلبون شهوداً من قضيتها السابقة لتأكيد عهرها!! الضابط سراج كان متوتراً.. فطبعاً هم غير متعودين ان يتنازل رائد كبير من أجل قضية سخيفة كقضية دعارة .. كما سماها الشرطي وهو يدخلها ليفتحوا لها محضراً....

كان أنمار ينظر بأوراقها الثبوتية أخذوها من حقائبها التي كانت أعدتها للمغادرة من بيت سمير والذي استغربت أنه الآن غير موجود هنا ليتم التحقيق معه!!

رمى القلم بقوة ورفع رأسه ينظر ناحيتها شاهدت شراراً غاضباً بعينه.. هل تخبرهم انها بريئة هل تتجرأ فلتحاول مع الضابطان فهي لن تخسر شيئاً...
"صدقوني لم افعل شيئاً كنت بانتظار امي وهو كان خطيبي لكن.. "
ضحك الضابط المسؤول عن قضيتها ضحكة صفراء
"أجل كلكن شريفات وكل من تعاشرون هم إما خطيب أو زوج نعرف ذلك فأخرسي ايتها ال.... "
ضرب أنمار سطح المكتب ليجفل الضابط ويتوقف عن الكلام ...وقف ..وبعينين جامدتين اقترب منها ..ابتعد الشرطي الذي كان يمسك بذراعها ..أحست به مرعوب لكن ليس أكثر منها ابتلعت ريقها وتسارعت دقات قلبها رفع أنمار يده وصفعها وهو يهدر بوجهها
"لاتتكلمي قبل ان أوجه سؤالي لك وأنا فقط من تتكلمين معه"

اختل توازنها بعد صفعته شعرت بالوهن فهي لم تأكل أو تشرب جيداً منذ وفاة شقيقها ... ارتدت للوراء ليمسك بها الشرطي يسندها سمعت سخرية نفس الضابط الذي يبدو مستمتعاً
"الآن بدأت تمثيلية أشفق علي ارجوك.. أنا فتاة رقيقة"
ليلتفت اليه أنمار وبدأ يتنفس بقوة ...لم ترى وجهه لكن شاهدت إشارة يده للضابط والتي كانت تهديدية ليخرس... ليتراجع الأخير قرب الباب ويصمت ولم يتحدث بعدها ... لقد اعتقدت أن ليلة الفندق معه كانت مرعبة لكن لا ...الآن هي اشد رعباً وخوفاً وألماً حتى أنها تمنت الموت بهذه اللحظة ؟؟
تمنت لو انها لم تولد أصلاً ...حسدت شقيقها تريد أن ترتاح من الوجع ... لم تعد تتحمل هذا العذاب وهذا البؤس انهمرت دموع القهر على وجنتيها أيام شهدتها لم تمر على أحد ولن تتمناها لألد أعدائها...
اخيرا جلس وهو يأمر الشرطي بعد أنتهاء التحقيق
"إعرضها على الطبيب الشرعي الآن وأتيني بالنتيجة "
نظر ناحيتها وبنبرته القاسية المعهودة
"ما حدث الليلة مع خطيبكِ كما تدعين سيكشفه الطبيب أتمنى ان تكفي عن عرض جسدك للرجال والاّ لن أرحمكِ "

ثأر اليمام (الجزء 1 من سلسلة بتائل مُدنسة ) لِـ"مروة العزاوي"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن