الجزء الخامس : أصبحت وحيدة

10 2 0
                                    

بعد 5دقائق من سقوط احد الصواريخ، اتجهت بكل ما اتيت من قوة صوب المستشفى.

هدى: لالاا! زينب.. زيد.

تدمر نصف المستشفى!!

  اقتربت شيئا فشيئا بخطوات ضئيلة، دموعي جفت و جسدي الصغير لم يعد يتحمل قساوة الحرب ، و هل هي حقا حرب؟! ام اعتداء على ارواحنا و ارواح الابرياء الصغار.

خاطبني شخص من وراء ظهري : ماذا تفعلين ؟ اسرعي باخلاء المكان!!هناك صواريخ متجهة نحونا.
هدى: لكن هناك اشخاص تحت الانقاض ربما يكونوا احياء!!! ينبغي ان ابحث عن اخوتي.
شخص: و هل مهم الامر ؟! انقذي نفسك اولا.
هدى: اذن انقذ نفسك انت !! اذا لم يهمك مسااعدة غيرك و فضلت نفسك عن الاخرين.

اغضبني ما قاله لي، هناك من لا يأبه بغيره، لكن لا الومه ففي كل لحظة يمكن ان ندفن تحت الحطام، و هذا امر مرعب جداا، مجرد التفكير فيه يشعرني بالهلع!!

لم اعر ما قاله لي اهتماما، واتجهت الى الجزء المتبقى من المستشفى عسى أن يكونوا هناك، أمنت بقداء ربي و تشبت بخيط من الامل، ثم بحث و بحث عنهما لكنني لم اجدهما، بعد مضي 20 دقيقة اجبروني على الابتعاد من المكان لانه مهدد بالدمااار، نعم تدمير المستشفى باكمله !! تدمير أمل في الحياة، كانهم يخبروننا بانه لا مكان لنا هنا، لا مكان لنشعر بالامان، فالمستشفى هو مكان يبعث الطمأنينة، و يشفى الألام و يزرع الفرحة و يضيئ لنا الطريق.... ما بقي سوى قلب محطم لكن بتضامننا نضمض جروحنا، لا يهم المكان انه في قلبناا. لن يتدمر مهما الصواريخ و الدمار انه حي !! لن يمحى بواسطة صواريخكم القذرة!!

مر اليوم ، وهل مر في نظركم ؟ لقد توقف الوقت عندي، لازلت في المستشفى فرحة باستيقاظ اخوتي.

  لم اكل شيء فاحسست بدوار شديد، فقلت في نفسي هذا افضل! لاني سالتقى بعائلتي ثم اغمضت عيناي و استلقيت على الارض...

  هل استسلمت ؟ ربما لازالوا على قيد الحياة! لم اجد جثتهم بعد!! لدي امل.
و ابي لم ابحث عنه بعد! كيف انهزم الان ؟ لااا ابي و اخوتي على قيد الحياة انا اشعر بهم.

  امسكت قطعة خبز و بدات اكل و اشرب بشراهة، و العزم يملؤ قلبي.

  انا بالفعل قد احييت من جديد، ذهبت هدى التي تخاف و تبكي، انا هدى التي لا تعرف الخوف و الاستسلام ، هدفي ان ابحث عن اسرتي، و اعيد السلام اليهاا، هدفي ان اجلب الدمار لمن جلبهاا لي، بالعقل و الكلام لا بالسلاح .
.
.
هل ستجد هدى ابيها و اخاها ؟ وهل ستجد اخوتها الصغار ؟؟؟

ما وراء الجدران || Behind The Wallsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن