الفصل الثالث عشر:
اقترب مازن من عمه الملقي أرضا وحاول أن يجعله يفيق ولكن دون جدوى .
فصرخ على محمود ان يجهز السياره حتي يحمل مازن عمه إلي السياره كي يأخذوه الي أقرب مستشفي
أسرعت تولين بالجلوس بجوار والدها هي و جوري .
بينما مازن في الامام ومحمود يقود السياره .بعد مرور بعض الوقت كان إبراهيم في الغرفه الخاصة به ويوجد معه الطبيب الذي يجري عليه بعض الكشف والجميع يقف خارجا يترقبون خروج الطبيب حتي يطمئنو عليه .
جلست جوري علي المقعد الحديدي في الممر بجوار تولين الباكيه وهي تأخذها بين ذراعيها وتحاول تهدئتها : حبيبتي متخافش .
ان شاء الله بابا هيكون بخير .
تولين ببكاء :جوري انا بحبه أوي ...رغم كل اللي عمله فيا ...بس انا بحبه ....انا عوزاه يكون كويس .
جوري بعيون دامعه : ان شاء الله هيكون بخير ...ادعيله بس .قطع حديثها خروج الطبيب المعالج لوالدها من الغرفه .فأسرع الجميع حوله ..مازن :خير يا دكتور ..عمي ماله؟
الطبيب بااسف :الحقيقة حاله استاذ ابراهيم متدهوره خالص .
والقلب عنده تعبان جدا
جوري بصدمة : قلب ....بابا عنده القلب .
الطبيب :انتو متعرفوش ولا ايه ..
حركت جوري رأسها بالنفي فااكمل الطبيب :هو دلوقت فاق تقدروا تطمنو عليه ...بس ياريت مفيش اي انفعال ومتتعبوش.
مازن :يعني مفيش اي علاج
الطبيب :للأسف الحاله اتأخرت ومينفعش ذراعه قلب دلوقت وهو سنه مش يستحمل العملية ...ادعوله .
عن اذنكم.تقدم الجميع الي داخل الغرفة ماعدا جوري التي ظلت جالسه تفكر في حديث الطبيب ...لا تصدق ان والدها مريض بالقلب ولم يعلم اي احد منهم
والدتها أيضا كانت تعاني من مرض القلب وعانت منه قبل موتها .في الداخل اقتربت تولين من والدها وقبلت رأسه وجلست تبكي امامه :بابا انا ...انا اسفه .
ابراهيم بتعب :سامحيني يا بنتي ...ظلمتك كتير أوي .
سامحيني علي العذاب اللي شوفتيه مني ...
تولين وهي تضع يدها علي فمه تمنعه من الحديث : مسمحاك يا بابا ....مفيش بنت تقدر تكرهه أبوها أو متسامحوش.
احتضنته تولين وهي تبكي بشده .ابعدها مازن عن عمه قليلا وقال بحزن : ليه يا عمي مقولتش ....كان ممكن دلوقت تلاقي حل للمشكله.
ابراهيم بتعب : مكنش في حل يا مازن ...جوري فين
محمود بحزن :بره بتعيط .
ابراهيم : دخلها يا محمود ....عاوز اشبع من بنتي شويه .
.
خرج الجميع من الغرفه فنظرت لهم جوري بخوف :ف اي ...خرجتم ليه.
تولين ببكاء :بابا عاوزك .
مازن عندما لم يجد اجابه من جوري ، تقدم إليها وقال : جوري قومي ادخلي والدك محتاجلك.
نظرت له بحزن ثم تقدمت بعض الخطوات نحو الغرفه وأغلقت الباب بهدوء خلفها .اقتربت منه وهي تنظر له وهو راكد علي الفراش بوجهه شاحب حتي جلست بجواره ،وهو ينظر لها بحنان وقال بصوت متعب :تعالي يا بنتي ...تعالي في حضني زي ماكنتي بتعملي وانتي صغيره .
ضحكت ببكاء وقالت: انت لسه فاكر ؟
ابراهيم :ودي حاجه تتنسي ....كنتي تعملي المصيبه ومامتك تدور عليكي في البيت وتلاقيكي مستخبيه في حضني .
ضحكت بشده وقالت وهي تبكي :كانت احلي ايام يا بابا ......ياريتني فضلت صغيره .
ثم اقتربت من الفراش وصعدت تنام بااحضانه مثل ما كانت تفعل .
ابراهيم بحزن : نصيب يا بنتي ...المهم تحمدي ربنا علي كل حاجه.
اكمل بتعب:
جوري ....قبل كده انتي اتهمتي سامر باللي حصل معاكي ....وانا ..انا مصدقتكيش.
بس في ...في حاجه شوفتها بعيني خلتني اشك فيه وأصدق كلامك ....كنت محتاج ادور بنفسي واكتشف حقيقه سامر .
جوري بااستغراب : بابا ...انا مش فاهمه بتتكلم في الموضوع ده ليه .
ابراهيم بتعب : انا ...انا شوفته وهو خارج من أوضتك وشوفته وانتي بتتخانقي معاه ...بس قولت اتاكد أكتر وكنت براقبه طول منا في البيت ...
جوري ببكاء :يعني يا بابا انت مصدق ان سامر عمل فيا كده ؟!
ابراهيم :ايوه يا بنتي صدقت ...انا يظهر معرفتش اربي كويس ...بناتي طلعو بميت راجل
والراجل كان عيل.
جوري بحزن :بابا أرتاح ونام شويه .....وانا هرجعلك تاني .
همت بالوقوف من بين احضانه ولكنه اطبق علي ذراعها وقال بتعب وهو يجاهد لاخذ أنفاسه : في حاجه لازم تعرفيها ....عشان لو حصلي حاجه ....اكون مطمن عليكم ...
امل وتولين خدي بالك منهم ....
جوري ....سامر مش ابني
جوري بعدم فهم: نعم ....ازاي يعني ؟
إبراهيم : يعني انا ومامتك اتبنينا سامر بعد جوازنا بسنه ...عشان كان عندها مشاكل في الخلفه ....ولما انتي جيتي ..لاحظنا أن سامر بيغير منك ...بس والله انا ماحرمته من حاجه
وكنت بعامله زيكم .....وكتبتله نصيب زيكم ...بس سامر اللي اتجمع علي أصحاب ضيعوه ....
خلي بالك علي اخواتك منه يا جوري ....
جوري بحزن :بابا نام وانا هقعد بره مع تولي .
ابراهيم بحزم : لا روحو ارتاحو وتعالي الصبح يلا .....اسمعي الكلام .