الفصل الأول

391 8 0
                                    

تحت شعاع الضوء الخافت
تبكي فتاة ذات السابعة عشر عاما .. هي صغيرة جداً علي البكاء ولكن لمَ كل هذا البكاء فهي مدللة دائماً أمام الأعين.. كل من يراها يغير علي قلبها البريئ وابتسامتها الساحرة وعلي والديها الرائعين أمها التي تحبها وأباها الذي يأتي إليها دائماً باللعب واللهو فلمَ البكاء إذا!!
تخرج من غرفتها لتبحث عن أبيها فلم تجده تُري أين ذهب فهي منذ قليل بعثت له رساله مفاداها أن لا يتركها ويرحل فهي تحب عائلتها كثيراً تحب ان تراهم سعداء سعادتهم سعادتها وحزنهم حزنها
طرقات خافته علي باب الغرفه
مين
أنا يا ماما
ادخلي يا جُمانه
كانت الأم تمسح دمعاتها حتي لا تراها إبنتها الكبري
جُمانه: ماما هو بابا راح فين
الأم معرفش يا جُمانه مش قاعد بره
لا يا ماما دورت عليه ملقتهوش
انسابت الدموع الغزيرة من الأم وكانها تعرف إلي أين ذهب وقالت سيبيني دلوقتي يا جُمانه
ذهبت جُمانه للبحث عن أخيها حتي تسأله عن والدها
رأته يلعب البلايستيشن في غرفه الصالون
كل ده قاعد علي البلاستيشن ومتعرفش اي اللي بيحصل قالتها جُمانه بعصبية كبيرة
أخاها يصغرها بثلاث سنوات يحب اللعب علي البلايستيشن كثيراً
اي في اي يا جُمانه
مهو انت يا علي لو كنت بتشوف اي اللي في البيت مكنتش قلت كده وكانك مش موجود في البيت
علي العموم بابا مش في البيت مشي ومعرفش راح فين وماما قاعده بتعيط وانا مش عارفه اتصرف ازاي
علي: أنزل أشوف ببابا قاعد علي القهوة!!
لا أنت عايز ماما تضربنا خلي بالك دلوقتي من خديجه وخلبها تلعب معاك قالتها جُمانه
دخلت جمانه غرفتها ولا تعرف ماذا تفعل فهي ما زالت لا تقدر علي رؤية والديها منفصلين هكذا
أمسكت بكراستها فهي تعتبرها أعز أصدقائها  لتتحدث إلي الله عن طريقها هي تعرف أن الله يسمعها في كل وقت ولكن تحب أن تكلمه عبرها.
يالله لا تريني مكروها في أسرتي فلا أقدر علي رؤية دموع أمي كأنها تأخذ من روحي لا أعرف لماذا يحزنها أبي هو في كل مرة يفعل هكذا ولا يلتفت الي رأي أحد غيره يارب فرح ماما فانا احبها ورجعلها بابا
ثم تركت كراستها في مكان آمن وذهبت الي أمها مرة ثانيه
ماما أدخل قالتها جُمانه
عايزه اي ي جمانه : الأم
ماما متزعليش والله كل حاجه هتتحل وهتكون بخير
ماشي ي جمانه ربنا يقدم اللي فيه الخير روحي دلوقتي انتي نامي وقولي لعلي وخديجه يناموا علشان هيصحوا بدري لمدرستهم
حاضر يا ماما قالتها جُمانه
ذهبت جمانه الي علي وخديجه طالبه منهم أن يناموا وذهبت هي الي غرفتها
_صراخ _
اي يا بنتي في اي بتصوتي كده ليه حلمت بحلم وحش اوووي يا ماما هتلاقيه كابوس يا حببتي انفثي عن شمالك ثلاث وروحي إتوضي وصلي ركعتين
ذهبت جمانه للتوضأ وتصلي وأثناء سجودها تحدثت إلي ربها أن لا يُحقق الحلم فهي رأت أن أباها لن يدخل المنزل مرة آخري واخذت تبكي كثيرا الي ان انتهت واراحت بدنها فها هو هدوء اليل الذي تحبه وتشعر فيه بالراحة ثم سمعت أذان الفجر وأنتهت من الصلاة ثم بعد ذلك ذهبت الي المطبخ لتجد والدتها تحضر الفطور وتتحدث في نفسها ربنا يسعدك يا ماما عارفه انك زعلانه بس مش عارفه اعمل اي
تناولت الفطور مع أسرتها ولكن هناك شئ ناقص نعم إنه أباها وهي لا تقدر علي عدم وجوده فهي إعتادت أن تراه يومياً
ذهبت الي مدرستها لتجد في طريقها صديقتها وجارتها سمية سمية صديقة طفولتها فهم تربوا معا منذ أن كانت طفلة صغيرة تسكن في الطابق الذي يلي طابقهم وتتحدث معها دوما عن كل ما يحدث معها ولكن لا تتحدث عن أسرتها فهي اعتادت علي ذلك منذ أن كانت طفلة من أمها فهي تقول دائماً «للبيوت اسرار لا يجب علي أحد أن يخترقها»
إزيك يا جمانه
إزيك يا سمية
مالك يا جمانه شكلك زعلانه احنا في سنه مهمه ومصيرية مينفعش نضيعها
عارفه ادعيلي ان ربنا يعدي الفترة دي علي خير
يارب يا جمانه ان شاء الله
وصلنا للمدرسه قالتها سمية
اه الحمد لله قالتها جُمانه
جمانه طالبة في المدرسة الثانوية شاطرة جداً يتحدث معلموها عن نجاحها وأدبها وهدؤها فهي لا تتكلم كثيراً ولكن علي الرغم دائماًمن وجود من يحبك تري في أعين آخرين الحقد والغيرة   اليها وكأنها التي أختارت رزقها لا تعلم لماذا كل هذا الحقد من الناس لماذا يتلذذون برؤية الآخرين مذللوين لماذا لا يحبون الخير كلنا فجمانه تحب الخير للجميع وتريد أن يحصل الجميع علي علامات مرتفعه وتساعد الجميع وتعطي وقت إضافي بعد المدرسه لبعض زملائها الضعاف في النحو فهي تعشقه وتريد ان تصبح مدرسه لغة عربية لانها تحب اللغة العربية كثيراًوعندما تحدثت معلمتها عن أن اللغة العربية لغه اهل الجنه أحبتها أكثر
ثم أنتهي اليوم في مدرستها وأثناء خروجها كانت صدمتها عندما وجدت سمية غارقه في دمائها

المُدللةWhere stories live. Discover now