الفصل التاسع

10 2 0
                                    


*وقف زياد بقلب محطم تتلألأ عينيه بالدموع يتآكله الذنب فقد خسر حبه من جهه وقد فقد أخر أمل في أن تقبل به ومن جهه أخري كان سيتسبب في ضياع فتاة شريفة ليس لها ذنب بأي شئ .
لم أكن هكذا نعم لم أكن هكذا هذا ليس أنا. إنظر ماذا أصبحت عليه يا زياد تفعل كل ما حرم الله  تواعد الفتيات وتذهب النوادي الليلية تفعل عكس ما تربيت  عليه  تغيرت حياتك كثيرا .لم تكن هذه وصية والدك قبل مماته ثم تذكر أخر حوار دار  بينه وبين والده
زياد بقلق شديد  : متقلقش يابابا إن شاء الله هتخرج  لنا بالسلامة وتبقي كويس والعملية تنجح .
والده بتعب : يابني أنا حاسس إني خلاص نهايتي قربت إنتم مصريين علي العملية ليه ؟
زياد وقد ترقرقت الدموع في عينيه : يا بابا مش اتكلمنا قبل كدا لازم نعمل العملية وإن شاء قلبك يرجع زي الأول وأحسن متقولش كدا تاني
والد زياد بحنية : إسمعني يابني عارف إنك راجل وقد المسؤلية خلي بالك من مامتك وندي أختك هي صحيح مش من صلبي بس ربنا يعلم محبتها عندي غلاوتها من غلاوتك .خليك فاكر كل حاجة  علمتهالك يازياد عارف إنك مش هتخذلني لو مقومتش من العملية يازياد خليك الأب والأخ والسند ليهم . متستقواش علي الضعيف يازياد ومتردش حد مد ليك إيده ...حتي قاطعت الممرضة كلامهما حتي يدخل لغرفة العمليات ويتم تجهيزه لعملية القلب المفتوح ولكنه لم يخرج منها كما دخل فقد خرج جثة هامدة.
*فاق زياد من ذكرياته والدموع تنزل من عينيه
_زياد: أنا خذلتك يابابا أوي منك لله يا شريف فضلت تتقرب مني وجريتني لطريق السوء ثم أكمل بحقد  انت السبب في كل حاجة .ثم عاد أدراجه وهو عازم على التغيير من نفسه
* صعدت غصون إلي المنزل منهارة من البكاء وكان أول من إستقبلها هي أختها ندى فأبيها في عمله كالمعتاد
_ندي بقلق : مالك يا غصون في إيه حصلك حاجة ؟
_غصون ببكاء شديد : أنا بكرهه وعمري ما هسامحه
_ندي : إهدي بس تعالي ثم أدخلتها الغرفة وجلستا سويا علي السرير .ها مالك بقي يا بنتي في إيه قلقتيني ؟
_قامت غصون بإخبارها بكل شئ
غصون ببكاء:مكنتش أتخيل إنه يعمل حاجة زي دي كنت عارفة إنه إتغير للأسوء بعد موت باباه  عمو عادل  لكن متصورتش إنه يوصل للدرجة دي
*بدت معالم الصدمة واضحة علي ندي فهي تعلم أن أخيها تغير كثيرا وتعلم أنه يقوم بالعديد من الأخطاء لكنها لم تعلم أنه أصبح يتمادي في الخطأ هكذا .فهما أخوان نعم أخوان في الرضاعة فقد كانت أمها مريضة بشدة بعد ولادتها ولم تستطع إرضاعها فقامت زوجة عمها عادل بأخذها وإرضاعها حتي أنها ظلت لديهم شهر كامل وهكذا أصبحت أخت لزياد الذي كان يبلغ سنة واحدة
كانت تعلم أن زياد متعلق بوالده كثيرا وقد تأثر بوفاته بشدة لكن هذا ليس مبرر لأفعاله هذه
قامت وإحتضنت أختها الصغيرة بحنان فهما قد فقدت والدتهما في سن صغير
_ندي :خلاص يا غصنتي بقي متزعليش الحمد لله ربنا ستر وصاحبتك كويسة الحمد .ثم أكملت بخبث  أما زياد بقي فأنا أعرف أظبطه إزاي .

*وصل سليم المستشفي  وقد علم من عمرو رقم الغرفة والدور الذي تقطن فيه أسما أقبل سريعا علي الغرفة ودخل مسرعا فوجدها جالسة تضع رأسها بين ركبتيها
_سليم بخوف:أسما
*رفعت أسما وجهها وياليتها لم ترفع فقد كان خدها اليمين مزرق اللون وتوجد بعض الجروح الطفيفة الأخري في وجهها فوقف سليم بصدمة ولم ينتبه لعمرو الجالس في زاوية الغرفة
_سليم بقلق شديد بعدما أفاق من صدمته وأقرب عليها سريعا : مالك يا أسما إيه الي حصل وشك ماله
_إنفجرت أسما بالبكاء وكأنها  ما صدقت وجدت ملجأ ليها حد تحضنه ويطمنها بعد كل الي حصل دا : سليم
_سليم :متقلقيش يا حبيبتي متعيطيش إهدي بس وقوليلي إيه الي حصل
*بينما يجلس عمرو منتظر خال أسما أن يأتي فنظر لأسما فوجدها غير منتبهه له كليا ووضعت رأسها بين قدميها فنظر لها بحزن شديد  علي حالها حتي تفاجأ بالذي دخل الغرفة بإندفاع شديد ولم يكتفي بذلك بل قام بإحتضان أسما والغريب أنها هي الأخري إحتضنته بالمثل.
للحظة تمني عمرو لو كان يستطيع التخفيف عنها وطمأنتها بدلا من هذا الرجل الذي أصبح يبغضه قبل أن يعرفه حتي
_عمرو :إحم حضرتك مين
_ سليم بعدما إنتبه له : أنا سليم خال أسما حضرتك دكتور عمرو
_نظر له عمرو بتفاجؤ فقد توقع رجلا كبير بالعمر أما هذا فيبدوا في عمر أخيه فهد :أيوا أنا دكتور أسما في الجامعة
_سليم : شكرا جدا تعبناك معانا ممكن تستناني شويه برا بعد إذنك
_نظر له عمرو بتفهم : تمام منتظر حضرتك برا  ثم خرج
*نظر سليم لأسما مرة أخري بألم يصعب عليه رؤيتها بهذا الحال
_سليم:ريحي قلبي يا أسما قوليلي حصل إيه
*نظرت له أسما ببكاء وأخبرته بكل شئ 
_أسما :يا خالو متقولش لحد بالله عليك
*نظر لها سليم بعيون حمراء من الغضب وقبض علي يديه بشدة وشعر بألم كبير بقلبة أسما الصغيرة يحصل معها كل هذا وأصبح يتوعد بداخله لهذا الحقير الذي يدعي شريف ولم ينتبه من تفكيره سوي علي صوت شهقات أسما فقد ظنت أنه غاضب منها أو شئ من هذا القبيل
_سليم بحنو وعطف وقد أخذها في أحضانه : متعيطيش يا أسما متخافيش يا حبيبتي متقلقيش من أي حاجة ثم أكمل بحقد وهعرف أجيبلك حقك كويس أوي
_فنظرت له أسما بخوف : هتعمل إيه ؟
سليم بخبث وغضب     : متقلقيش إنتي وسيبي الباقي عليا .أنا هخرج أتكلم مع عمرو شوية وأجيلك .

_سليم : إزيك يادكتور عمرو
_عمرو :الحمد لله أسما حكت لحضرتك ؟
سليم بكره : أه .وعايز أعرف كل حاجة عن الكلب دا .
عمرو بمكر : متقلقش أنا بلغت الإدارة وهما هيتصرفوا بكل تكتم.
سليم بغضب أكبر : أنا مش عاوز الإدارة تتدخل أنا هعرف أخد حق أسما كويس
عمرو : مينفعش حضرتك دي إجراءات لازم تتعمل
سليم بسخرية : عاوز تفهمني إن الي أبوه دكتور دا هيتخذوا ضده إجراءات وهينفذوها ثم أردف بغضب وأسما قالتلي إنك إنت الي كنت بتديلهم أخر محاضرة تقدر تقولي كنت فين ودا بيحصل ؟
*نظر له  عمرو بتوتر فهو يعلم أنه محق  ولكن العميد رجل شريف لديه مبدأ لن يسكت عن الحق ولكنه يعلم أيضا بحيل دكتور سامي فهو سيخرج إبنه كالشعرة من العجين مثل كل مرة ثم دق قلبه بعنف مع الكلمة الأخيرة لسليم نعم فهو يشعر بالذنب ويشعر بأنه مشارك في هذه الجريمة
_عمرو بتوتر : المفاتيح كانت مع العامل وهو شغلته يقفل القاعة بس أنا فعلا كان لازم أتأكد من خروج الطلبة كلهم  ثم أردف بحزن أنا أسف وهحاول أعمل أي حاجة تعوضكوا
أردف سليم بخبث : يبقي تجيبلي كل حاجة عن الكلب دا وأنا هتصرف
عمرو بكره : ماشي بس تقولي هتعمل إيه معاه
سليم  بخبث :ماشي .ألا إنتي قولتلي اسمك عمرو إيه
عمرو : اسمي عمرو سيف الدين الأسيوطي
فنظر له سليم بدهشة : فهد يبقي ..
فقاطعه عمرو : أه أخويا
سليم بضحكة مرحة  : لا دا كدا إحلوت أوي .مش تقول ياراجل من بدري
فنظر له عمرو بتشوش وهو مرتبك من تقلب هذا الرجل  :انتم تعرفوا بعض
_سليم بضحك أكبر : ياه عز المعرفة .روح إنت وقول ليه سليم بيه رأفت باشا بيسلم عليك وهو هيعرف .سلام
*وقف عمرو مذهول لهذا الرجل :ألديه شخصيتان دا عنده إنفصام دا مش طبيعي .ثم ذهب

*دخل سليم الغرفة وطلب من أسما أن تتجهز حتي يذهبا 
_أسما بتوتر : خالو ممكن متقولش لماما وبابا
سليم بحنو : متقلقيش يا حبيبة خالو .
* ذهبا إلي البيت  وإستقبلتهم حواء بصرخة عالية
_حواء بقلق :  يا حبيبتي يا بنتي مالك يا أسما إيه الي حصل
*توترت أسما بشدة لا تعلم ما تجيبها حتي رد خالها نيابة عنها
_سليم : عملت حادثة بسيطة الحمد لله جت سليمة
_حواء : سليمة مين دا شكلها شوارع أهي
_كتم سليم ضحكته فهذا ليس الوقت المناسب  ولكنه أراد أن يضحك أسما فقال :أنا قصدي علي العربية مش أسما ثم إنفجار بالضحك
فضحكوا جميعا علي سخافته حتي أسما  ضحكت ونظرت له بحب فهي تعلم أنه فعل ذلك لأنه لم يشأ أن تظل حزينة  فقد صدق من قال أن الخال والد فهو
صديقها وأخيها وملجأها قبل أن يكون خالها .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 06, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

بنت حواحيث تعيش القصص. اكتشف الآن