الفصل السابع

6.8K 404 49
                                    

الفصل السابع

استمع له طايع بصبر جميل حتى أفرغ كل المشاحنات التى تزعج صدره وتؤلمه ، لم يظن أن صغيره يعانى كل ذا .
حقا لمس تغيرا بتصرفاته وعاداته مؤخرا وارجعه لهذا السبب ، لكنه ظن أنه قادر على تحريك دفة عواطفه لتستقر سفينته الحائرة لينفى حديث إياد كل أفكاره ويخبره أنه لا زال يحتاج من يأخذ بيده فى هذا الطريق .

جاءه الواقع مخالفا لما توقع ، عليه أن يقدم له مزيدا من الدعم فصغيره فعلا يجهل قراءة مشاعره الخاصة .

يحتاج للوقت وهذا ما سيقدمه له .

ربت مجددا فوق خصلاته الناعمة وتحدث بهدوء : اوقات يا إياد مابنعرفش مشاعرنا .. أو بنغلط فى تحديدها

زالت بشاشة إياد ليتابع : يعنى ممكن الألفة والتعود نفكرهم حب .. ممكن الرغبة نفكرها حب .. ممكن الاحتياج للحب يخلينى نفكر نفسنا بنحب .. لكن كل ده مع الوقت بيختفى ونلاقى نفسنا واقفين فى وسط الطريق موجوعين .. موجوعين علشان مافهمناش نفسنا صح ..

تساءل إياد بحيرة : ازاى ؟؟ انااا حاسس كل اللى قولته .

أومأ طايع بتفهم : عارف إنك حاسس .. بس خلى بالك دى اول مرة تحس المشاعر دى .. وحط فى حسابك إن البنت دى هتكون شريكة حياتك .. طووول حياتك يا إياد .. هتتحمل منها كتير اوى وهيحصل مشاكل كتير اوى .. وعلشان تعدى لبر الأمان محتاج حب كبير اوى اوى .

ابتسم إياد بشرود : زيك انت وماما !!!

ضحك طايع مرغما : ههههه ايوه وزى ناس كتير .. انا مش بشكك فى مشاعرك بس عاوزك انت تتأكد منها .

نظر نحوه إياد بلوم : انت بتخوفنى ؟؟

قربه طايع من صدره فورا : لا يا حبيبي انا بوعيك علشان تفرق بين الصح الغلط .. بين الحب الحقيقي وبين الرغبة اللى بتلمع وتنطفى .. انا مش عاوزك تتوجع يا إياد .. انت يا حبيبي مش حمل وجع .

تنهد إياد بحيرة وتمسك بملابس أبيه بحاجة حقيقية للشعور بدعمه كاملا .. هو حقا يشعر بكل ذلك التخبط .. لكنه أيضا يخشى أن يخطئ التفسير كما أخبره أبيه .

أصبح مؤخرا يشعر بإنعدام الثقة وغياب الأمان عن صدره الذى طالما كان آمنا ..
فهل تعيد فيروز السكينة لقلبه ؟؟
هل تمنحه الثقة التى يحتاج ؟؟
هل تقدر كل ما يجيش بصدره من مخاوف وجنون يدور حولها حرفيا ؟؟

*************

سار محمود عبر أروقة المشفى بتؤده خوفا من إرهاق حياة التى أصبحت تداهمها نوبات الاختناق بشكل متكرر .

وصلا اخيرا ولم يكونا بحاجة للبحث ف مازن يجلس أمام الغرفة ينظر أرضا بصمت .

اقتربا لينهض فورا : جيتوا فى وقتكم عمتو چودى بتساعد رنا هتروح دلوقتى .

مد محمود ذراعيه بمودة حقيقة نحو الصغيرة التى عادت لصدر مازن المرحب بها  ومتغاضيا تماما عن الحديث : ولد ولا بنت ؟؟

الشرف الجزء الخامس / بقلم قسمة الشبينىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن