الحُسين بيوُم العاشر من المُحرَّم بعد كّم الجِراحات التّي إنهالّت عليِه، سَقطَ على رَمضاء كربلاء، فصارَ يأُن
الروايات تقول بأن آنينه كأنين الطفِل اليَتيِم، لم يكُن يُريِد أن يبكِي قّط، لكِن عِندما دارَت عيونَهُ إلى الخِيام بَكى بُكاء مَريِر، كلمات زينب وهي تقُول ليتَ السَماء أُطبِقّت على الأرض، وليتَ الجِبال تدكدَكت على السَهل، إن كنتَ حيًا فأدركنا وإن كُنتَ ميتًا فأمرُنا وأمرُك إلى الله، حاوَل النُهوض لكِنه لمّ يستطِع، مشَى ثلاثَ خُطواتٍ وسَقّط، فأتت لهُ راكِضّة مُمزّقة نياطُ قلبِها الشَجِي، وضعَت رأس الحُسيَن بحُجرِها فقالت لهُ، أأنتَ الحُسيَن؟ أأنتَ إبنُ أمي؟ بقَى صامِتًا وعيونًهُ مُرقَرقّة بالدمُوع، شِفاهَهُ ذابِلة .. لكِن لم يقدُر أن لا يَرُد عليهَا فهذهِ زينب مُهجَّة قلبِه، فقَال لها وهوَ يجِرُ الكَلمات من عُمقهِ، فعطَشهُ شغلهُ عن حبيبتَه زينب؛ أُخيّة زَينَب أُقسم عليكِ ألا سَكتِ وسَكنتِ، نظَرّت زينب بعيونِه، فسَكتَت ومُنذُ ذَلِك الوَقِت أصبَحت زَينّب صامِتَّة الرُوح، وَلم تنطُق حَرفًا واحِدًا مِن رَوحِها، بيَوم العاشِر مُزِق الحُسيَن، سُلِب الحُسين، أُدمِي الحُسَين، ضَجت ملائِكُ السَماء وصَارَت تُسَبِح، سُبحٌ قُدوس؛ سُبحٌ قُدوُس، كي لا يَنزِل غَضبُ الله على أهل الأرض، وهُم يطعنوُن الحُسين ينحَرون الإمام!
إلى أن صارَ ينادي يا الله، يا معشوق الرُوح، هذا كُلَهُ فِداءً لكَ، تقوُل الرِوآيات بينما كانوا جُنود بنو أمية يتقَربون من الإمام الحسين عليه السلام، كانوا ينصَرِعون هَاربِين من نظراته، آه تُرى كيفَ كانَت عُيونَه؟ كيفَ كانت قسمات وجههُ القُدسِي الملائكي؟ كيفَ كان حُضنُه؟، عندها إنتفض إليه شَمر قاطِعًا حَديثَهُ المَلكُوتي معَ رَبِه، آهٍ أيُّ كُرهٍ كانَ حامِلًا بقلبِه للحُسَين؟، قلَبَهُ على قَفآه ناحِرًا رأسه، صارَ الحُسين يضرُب برجلِه الأرض، بعد واقعة الطف سألوا زين العابدين، لمَ فعل ذلك الإمام حينذاك؟؛ فقال عليه السلام' لأن الأرض تَزلزَلَّت من تَحتهِ فصارَ يَضرُبُها لكيّ تهدأ، هذَا جُزُءٌ مِمّا حَصل مع الحُسَيِن إبنُ عليّا وفاطِم عليهم السلآم ._رُوح
أنت تقرأ
خَلوَة
Espiritualمُتصوفاً بالعِشق جِئُتكَ مُفعَماً بالشَوق أصرَخُ داخلي : اللهُ ، الحُبُ لمن خلقَ الحُبَ وسواهُ..