عيوننا ما تراك
لكنّ عُذرًا لنا: فالعيونُ ترى مَظهرًا لا حقيقةإختَليتُ ذات يوم في حُجرة مليئة بالظلام ، للحدّ الذي جعلني لا افرقّ بين إغماض عيوني أم فتحها..
كُنت لوحدّي والله معيّ من بَعيـد ينظر إليّ.قعدتُ أفكر تُرى بأي هاوية سترمي بيّ الذنوب؟
و لأيّ طريق ستجرّ بيّ المعاصي!تساقَطّـت الدموع من مُقلتيّ، لم أكن أعلم اهيّ دموع توبة، أم دموع ألم، أم كلاهُما معاً؟
أخذتُ هاتفي ليرمُق ضوئهُ عيونِي المليئةُ بالدُموع والجَمرات، فرِحتُ لأبحث عن شيء يطمئنني قليلاً، لم أشعر إلا وقد كتبت أناملي "تِلاوة سورة الانبياء"
إستَمعتُ لها بقلبي قّبل أذُنايّ.. بقُل أعوذ بالمولىٰ من الشيطان الذي أبعدنيّ عنكَ كلُ تلكَ السنين! وبسمّ الربّ العطوف الرَحيم..
حتى قال : اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ..
هُنا تبسمرتّ دموعي من هولِ ما سَمِعت!!
صُقِعت.. شعرتُ بأن الله قد ارسل إليّ تحذيراً في بدّاية خلوتُنـاثُم قال :مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ..
فطأطأتُ رأسيّ خَجلاً، حَسرةٍ، وألم.. وبدأت دموعي تتساقطّ علىٰ وجنتيّ بحرارة ، حرارة الشَوق والألم والفُراق!
ثُم قُلت كلا، الله ليسَ بهذهِ القَساوة!
مثلمّا هو حبيب قلوب العاشقين
فهو إله العاصيين ايضاً
إن لم يقبلنا فلمنّ نلجأ؟
الدروب كُلها تؤديّ إليك، تقبلنيّ..فقال: قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ..
هدأت حرارة قلبيّ المُتجمرّ ، وسكنتّ جوارحيّ.
فشعرتُ بالإرتياح قليلاً لِما سمعتُه..
فقلتُ اللهم يا منّ قَبِل الحُرّ الرياحي إقبلني ، يا من قبِل سَحرة فرعون.. فمنّ لي يا مولاي؟!وبينما أنا أُناجيه، إنتهت السورة وقال القارئ ، والذي لم أحسَبهُ قارئًا يقرأ بلّ احسستُ كإنما المولىٰ هو من يُكلمنيّ، حتى قال صدَق المعشوق العليم بكسرِنا وجِراحُـنا
اغلقتُ هاتفيّ ، وتوجهتُ إلى سريريّ .
لمّ اغطيّ جسدي لأني شعرتُ بحرارة عظيمة تسرّي داخليّ، رُغم برودة الجوّ!
أعتقد إنها حرارة العِشق.
هذهِ كانت إحدى خلواتيّ مَع المَعشوق._رُوح
أنت تقرأ
خَلوَة
Spiritualمُتصوفاً بالعِشق جِئُتكَ مُفعَماً بالشَوق أصرَخُ داخلي : اللهُ ، الحُبُ لمن خلقَ الحُبَ وسواهُ..