تباً للنبلاء

الجزء العاشر

ساد صمت غريب المائدة بينما يقف كل من الماركيز وابنته بدهشة وهو ينظرون نحو راين الذي يتناول طعامه ببطء ويطلق بعدها تعبيرًا عن شدة اعجابه بالطعام

"سيد راين ..هذا يكون مكان الماركيز وجلوسك هنا يعني انك تريدُ مكانه بشدة " اردف الماركيز بتوتر وهو ينظر من خلف جفونه الى راين الذي مازال يتناول الطعام متلذذاً بطعمه

"ماذا قلت ثانيًا ؟،كنتُ استمتع بالطعام ولم اسمع كلامك " نطق راين ببراءة وهو يستمر بتناول الطعام بشراهة

"جلوسك بمكاني ..يعني بكامل الوضوح انك تريد ان تكون الماركيز بشدة" نطق الماركيز وهو يصك على اسنانه بغضب

مسح راين فمه بمنديل ليلقي بعدها انظاره نحو الماركيز ،آمال برأسه قليلاً ليبتسم بعدها باتساع

"هل كان هذا واضحاً؟" نطق راين متسائلاً

نظر نحوه الماركيز وهو يقبض بيداه بغضب

"سيد راين ؟"

"دعني اتناول طعامي بهدوء ايها العجوز الخرف !" صاح راين بغضب وهو يستمر بدس الشوكة بفمه

" تستطيع فعل ما تشاء " نطق الماركيز بخوف وهو يتذكر ان هذا الفتى يحمل عليه دليلًا قد يدمر حياته،لقد تورط فعلًا عندما قرر اللعب معه

انتهى من الطعام ليستمر بعدها بالتجول بالقصر وهو يتمعن كل زواياه ،ابتسم بهدوء وهو يشرب الشاي وينظر نحو النافذة التي تطل على الشوارع العامة ،نظر الى ذلك الفتى الذي يمسح احذية المارة من اجل المال فتذكر نفسه ،ليقبض على فنجانه بغضب ،ولكن اوقفه صوت شخصاً ما قادم من الباب بنهاية ذلك المنعطف ،سار نحوه بفضول

"من انت ؟" اردف الصوت المجهول من خلف الباب ،عكر راين حاجباه بستفاهم وهو يتسأل عن من هو هذا المجهول

" انا راين ابن الفيكونت فريد ،من انت ؟"

"انا جـ"

قاطعه صوت كارمن التي أتت مسرعة نحو راين

"مالذي تفعله هنا ؟" صاحت بنفعل لينظر نحوها راين بستغراب

"لقد سمعتُ صوت احدهم بالداخل لذا أتيت ،هل هنالك خطب ما ،من هذا ؟" سأل راين لتنظر نحوه كارمن بتوتر قبل ان تجيب

"انهُ مجرد مجنون لاتشغل نفسك به " نطقت ليبتسم بسخرية ،كان كلامه متزن حتى اكثر منه ،فكيف قد يكون مجنون؟

"الامر لايهمني " اردف راين وهو يستمر بالمشي في الممرات

بينما الجقائب المحملة خلفهم ،عدل بين قبعة رينا بخفة ليبتسم بهدوء وهو يحني برأسه لينظر الى ملامحها المخبئة تحت القبعة ،داعب انفها باصبعه ليردف

"هل انتِ خائفة ؟،نستطيع العودة الان "

"كلا ،لقد وجدتُ واخيراً خلاصي فلماذا اتراجع ؟"