البارت التاسع : لوحةُ أرجنتينة 🤎

941 156 66
                                    

💫💫🍂🍂

ألم يَكْفي عذابي آيُها القدرُ ؟
دَمعُ عَينيَ مابالهُ ألَمْ يَكفي تَرقرُقُهُ ؟ 
وأنتَ ياليلَ مَدينتي المتغطرسُ ..
أوَستشهدُ مجدداً  على نَزفِ قَلبي المُحَطَمُ 
قلبُ يُعاني من جَوى لايُداوى…
وماجَوى العزيزِ إلا جمرةُ لاتنطفئُ 

هاهي تفتحُ عينيها بعد أن أحست بلسعات باردةٍ خفيفة تحط على وجنتيها… ولمسةٍ بالغةِ اللطف تداعب ثنايا وجهها… .لتغرق ببهوت وعدم ادراكِ داخل ذلك البحر الازرق… .لتغطس محاولةً مجاراة تياراتِ مياهِ هاهو نفسُها ينقطعُ حين تلمحُ والديها وذكراهُما التي تُداعبها… لتبتسم متنفسةً براحة حين يبتسمان لها ببشاشة كما تعودت … ..لكنها تعُد وتغرق حين ترى… صغيرتها ..  تتخبطُ داخل تلك المياه وهاهي تسبحُ بقوتها لتقترب منها محاولة إنقاذها واخراجها… لتجفل مرتعبة اثر تلك القبضة القاسية التي التي امسكتها مانعة بدنها من الحركة ولو قليلا… !!!!!!

انتشلها من حُلم اليقظة الذي راودها داخل عيني هذا الرجل الذي يقابلها كلمات عمها القلقة… وكل من والدة ميران وخالتهِ ..اما عن ميران فهو يدرُس ملامحها محاولا التوصل الى استنتاج لربما يدعمُه لفهم مايجري لها… !!!!
ريان… هل أنتي بخير ياعزيزتي… ارجوك… تكلمي ياابنتي…

التفت ريان الى عمها القلق بنظرات متألمة… .لتُدرك وتتذكر ماجرى قبل خمسة عشر دقيقة او لربما اكثر من الآن…
بهار التي ذهبت مع مالينا لشراء المثلجات بعد اصرارها… .اتصالُ مالينا بها وذعرها… ..مخبرةً إياها بان عمها المستبد قد أخذ بهار معهُ… كل هذه الاحداث التي تمرُ ببالها الآن جعلها تقفُ بسرعة هائلة على اقدامها… لتترنح قليلا بسبب سرعتها في الوقوف وهي قبل دقائق قد عانت من الاغماء…
أمسك بها عمها من كتفها لتهمس هي في أذنه… ( عمي… .علينا ان نسرع بهار عنده )… والدموع على وشك ان تتسربل من عينيها ليومئ لها بالموافقة ويبدو عليه ملامح العلم بما يجري… .
التفت الى عائلة آجار… ليبتسم بصعوبة… قائلا… اعتذر ياسيد سيدات… علينا الذهاب بسرعة فلقد وردنا اتصال من احد اقاربنا وعلينا اللحاق بسرعة…
: لاعليك ياسيد سوات.   ولكن أمل ان لايكون شي سيئا بإذن ..الله…
لا لا تقلق…. وشكرا لسوألك… .كان نزهة جميلة قضيناها اليوم ليلتفت الى ابنتيه اللتين ابتسمتا بلباقة رغم شكهما بما يجري… .
اما عن ذلك الذي يفيض تساؤلا وغضبا ..  لايعلم مايجري حوله . … ولايعلم لما هو مهتم اصلا لمعرفة… .مايجري من الاصل .. 
اقتربت السيدة آيتين برفقة أختها وميران خلفها… .تلمست وجه ريان الباهت المُصفر لتقول لها : لاتقلقي ياعزيزتي… .ثقي بالله فهو لن يترُككِ… .
انتحرت دموع عينيها لتهُم بمعانقة السيدة آيتين .. غير مدركة سبب فعلتها… .لتقابلها الاخرى بااحتضانها لها بحنان دافئ… ....
ريان… لم تسمع هذا الكلام منذ زمن… وبهذه النبرة الحنونة… كانت اخر مرة قد سمعتهُ هو يوم ذهابها لاايطاليا…  وهو ذاته يوم ذهاب روحها مع أحبابها الذين غادرو… .. الى الابد !!!!!
فصلت العناق لتشُكر السيدة آيتين بعينيها المتعبتين…  ولقد فهمتها السيدة الحنونة لتومئ لها باابتسامة مغادرة برفقة أختها… .
تَقدم ميران من ريان ليفصل تناظرُهما ببعضهما البعض رنين هاتف العم سوات الذي الذي اهتم بالاتصال مغادرا امام ناظرهُما وقد بدا القلق على ملامح ريان باديا بسبب سرعة عمها هذه وقلقله… .
هل انتي على مايرام ؟
انتشل شرودها سؤال ميران عن حالها…
أجابتهُ هي محاولة اظهار الثقة والسكون : اجل… اجل ..انا بخير… .وانا اعتذر فلقد سببتُ الذعرَ لك ولعائلتكَ هذه الليلة…..!!! 
ابتسم ميران بجانبية بطرف شفتهِ مُدركا لمحاولات ريان بااخفاء مايجري معها : لاعليكِ… لم يحدث اي شي اساسا… ولكن هلا قُلتِ ماذا يحدُث لربما اساعدكِ !!!
حدقت داخل زرقاوتيهِ لتقول : لا لا ياسيد ميران… لاداعي لان تتعب نفسك  معنا… .ثم انها مسألةُ خاصةُ بعض الشيء… .
هاهي تُسكته بااجابتها اللاذعة الناهية ككُل مرة ..مانعةً إياهُ من النبس باي حرف… . استشاط هو غضبا وحُرقة في داخله لتصرفاتها الحذرة معه….. ورسميتها الجدية في معاملته… .لقد مر الكثير بينهما ولاتزالُ تناديه بالسيد ميران… .اما هو فيناديها بهيام وراحة باسمها فقط… .لحظة لحظة… ..استيقظ ناقوس تنبيهاته… .لما هو يشعر هكذا… لما يغضب منها حاليا ..؟… .ماالذي عاشهُ معها ليغضبَ من عدم قُربها منه… لماذا يريد معرفة شاردة وورارة كل مايحدث معها… ..
اومئ لها باابتسامة صعُب عليه رسمها ليذهب هو الاخر لاحقا بعائلتهِ ليغادرو جميعا… .
ركضت هي بسرعة ناحية عمها لتكلمه:  من كان المتصل ياعمي .. ارجوك… ارجوك… هل كان هو… .
العم سوات :إهدئي ..إهدئي ياابنتي… .لقد كان فيتال… لقد اتصل ليخبرني باانه قد اخذ مالينا الى المشفى… ولن يستطيع تركها لياتي معنا… .
شهقت هي برعب : ماذااااا ..  مالذي تقوله يااعمي… .مابالُ مالينا… .هل آذاها هي ايضا… لتسقُط على الارض باكيةَ بألم وحرقة… .هرع إليها عمُها ليجلس ناحيتها محاولا تهدئتها : لاتقلقي ياعزيزتي… لاتقلقي… مالينا بخير صدقيني… وبهار كذلك ..كلانا يعلم بأنهُ لن يؤذيها… .لترفع رأسها اليه وهي تبكي… .:ماالذي يرُيده مني يااعمي… ارجوك… قل لي… ماهو ذنبي الذي اقترفتهُ تجاه… لماذا يرى الخير في عذابي وقهري هكذا… ..ألستُ انا ابنة أخيه.…!!!
احتضنها عمها بقوة لصدره وقبضةُ يده تعتصر من شدة الغضب والألم الذي يخالجهُ هو الآن… هو الذي اقسم على حماية امانة صديقه العزيز وأخيه… يستصعب مايحدث لهما الان .. ويلعن نفسه تكرارا على هذا… ..
رفعها من على الارض ليمسح دمعة عينيها قائلا امام وجهها بثقة : ياعزيزة عمك… .لاتبكي ارجوكِ ياابنتي… .هو لايستحق منك دمع عينيكِ الغالي هذا… .هو مجرد مريض نفسي  لايعلمُ ان يصب غضبه ونقصه… .. .هيا ..هيا الان… لنذهب لنجلب بهار من بين يديه… لابد انها ترتجفُ الآن… 
اومئت ريان له ودموعها لم تتوقف عن الانسكاب وهي تُفكر بحال اختها الصغيرة الآن… كم خافت…  وهل اذاها عمها المقيت ذاك… …
التفت لعمها تكتتفهُ راكبين في السيارة ومتوجهين الى آزار… آزار هور أوغلو……

ماسر ذلك الضوءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن