الفصل الثالث

478 31 4
                                    


توجهت منذ الصباح الباكر الي الجراچ لملاقاة مسعد الذى أستقبلها بترحاب كبير، ألقت عليه التحية برقة ووقفت بجانبه تتساءل بهدوء :- صباح الخير يا عم مسعد.... العربية جاهزة
ابتسم مسعد ببشاشة فتلك الفتاة يعتبرها بمثابة ابنته لحُسن خلقها وهدوئها كما أنه يتعاطف مع وحدتها فى تلك المزرعة أيضاً بعيداً عن أسرتها، أجابها بتلقائية
:- جاهزة ياباشمهندسة.... ثوانى وهتلاقيها قصادك
وقفت أمام الجراچ تتبادل حديث ودى مع مسعد فى انتظار السيارة لكنها تعجبت حين رأت سيارة الحاج هلال الشخصية الفارهة تقترب منهما فأشارت لمسعد متسائلة بتعجب :- ديه عربية الحاج هلال !!
حول مسعد نظره نحو السيارة المتقدمة نحوهم ببطء وأجابها ببساطة
:- أيوه أصل حصلها خبطة في الباب الورانى فقلت أستغل مشوار أسماعيلية وأصلحها بالمرة
أومأت بتفهم وعادت تتابع السيارة التى توقفت أمامهم وجحظت مقلتيها متفاجأة حين وقعت نظراتها على حازم الذى يترجل من السيارة الأن ويتوجه نحوهم بابتسامته الودودة التى لا تفارقه، مالت على مسعد معاتبة رغم شعور داخلى بالاطمئنان لوجود حازم برفقتها فى تلك المهمة لاتدرى من أى أتى وقالت بنبرة خافتة :- عم مسعد مالقتش غير ده اللى يوصلنى
توقع مسعد رد فعلها خاصة بعد موقفهم السابق فى الجراچ فقال مستوضحاً

:- ماله يابنتى ... حازم شاب محترم هو معانا بقالة أكتر من شهر دلوقتِ ماشفتش منه حاجة وحشة .... وكل ما أكلفه بشغلانه بيسد فيها
صمتت ولم تجيب فهى لاتملك سبب منطقى لرفض اصطحابه لها سوى اقتحامه لحاجزها الدفاعى التى صنعته لنفسها ودفعها للضحك والتخلى عن وقارها، أستطرد مسعد بمودة واقتناع نابع من شعوره بمدى التفاهم بينهم :- أسمعى يابنتى .... أنتِ عارفه غلاوتك عندى وعشان كده أنا هطمن عليكِ مع حازم
أومأت موافقة على مضض ظاهرى بينما هناك شعور داخلى بالإرتياح فبالرغم من لقائهم الأول واشتباكهم سوياً إلا أن حازم يتعامل معها بكل ود واحترام ولم يُسئ لها طيلة الفترة السابقة ولو بكلمة كما أنها اعتادت مزاحه وضحكاته المجلجلة التى يضج بها أى مكان يتواجد فيه ويدفعها لمشاركته الابتسام والمرح.
انضم حازم إليهم ملقياً التحية بحبور :- صباح الورد والياسمين
ابتسم مسعد بتخابث فرجل بخبرته لن يغفل عن تلك الشرارة التى تشتعل بين الشابين الصغيرين حتى ولو لم يعترفوا بذلك أو لم يشعروا به بعد ورغم الفارق الدراسى إلا أنه يدرك أنهم مناسبين لبعضهم البعض تماماً على الأقل من وجهه نظره هو، أكد مسعد موصياً وموجهاً حديثه لحازم
:- مش هوصيك ياحازم على الباشمهندسة ..... حطها فى عينيك ديه غالية عندى أوى
أومأ حازم مؤكداً بخفوت عابث :- غالية علينا كلنا والله ياعم مسعد
رمقته بنظره جانبية غامضة وأستأذنت من مسعد متوجه نحو السيارة، كاد أن يتحرك خلفها حين جذبه مسعد من كتفه وهمس فى أذنه بمكر
:- خف عليها شوية هى مش بتحب الهزار... أتقل حبه
غمزه حازم بشقاوة متمتماً :- عينيا يا أسطى
ربت مسعد على كتفه مشجعاً وودعه بإبتسامة هادئة
* * * * *
تحركت السيارة فى طريقها وحازم يحاول مناغشتها وانتزاع الكلام من فمها المطبق أو جذب نظراتها نحوه ولكنها ظلت على صمتها ومقلتيها تتابع الطريق من النافذة الجانبية متجاهلة طنينه الذى أزعجها، لن تتباسط معه ويجب أن يعلم مقداره ومقدارها لذلك تجاهلت كلامه حتى فاض بها الكيل فهتفت موبخه بغرور
:- لوسمحت بطل رغى .... وأهتم بالطريق وماتنساش أنك مجرد سواق
خيم الصمت للحظات قصيرة ظنت فيهم أنها تغلبت عليه رغم شعورها بالذنب الداخلى للتقليل من شأن عمله البسيط والذى لا يعيبه مطلقاً ولكن شعورها الدفاعى عن محيطها الخاص دفعها للتفوه بكلمات هى نفسها لاترضى عنها.
لم تتوقع أن يقوم بأى عمل جنونى كما فعل الأن فلقد ضغط على دواسة البنزين بكل قوته لتنطلق السيارة كطلقة رصاص خرجت من خزانتها ولا سبيل لها للعودة
أطلقت صرخة رعب وهى تتشبث بيد الباب من جهة واليد الأخرى تتشبث بمقعدها بينما أنطلق لسانها يتوسل له بأن يتوقف أو يبطئ قليلاً دون أدنى أستجابة منه، جحظت مقلتيها وهى ترى السيارة تمر من بين السيارات المحيطة بهم بشكل متعرج خطير وعقلها يصرخ قبل لسانها " سوف نرتطم ونتهشم إلى أشلاء "
أما هو فركز حدقتين مشتعلتين غضباً على الطريق وكلماتها التى قللت من شأنه تتقافز بعقله تؤجج اشتعال غضبه أكثر وأكثر بينما يشق طريقه بين السيارات التى تسبقه بمهارة وسرعة ودقة.
تركها تتوسل وتتأسف كيف تشاء حتى فاضت مقلتيها بالعبرات وهى تدرك قرب حتفها المؤكد وفجأة توقف جانباً بفرملة عالية أصدرت صوت صارخ مزعج،
ارتخت كل أعصابها المستنفرة وأخيراً استطاعت التقاط أنفاسها الهاربة وأرخت جفونها بخشوع وهى تنطق الشهادتين، لم يمهلها وقت للالتقاط الأنفاس وأنما شن هجومه الفورى بصوت غاضب ووجه عابس لأول مرة تراه منه منذ عرفته
:- أنتِ بتتعاملى معايا بالعجرفة والغرور ده ليه .... أنا غلط معاكى فى أيه .... اللى حصل أول مرة شفتك فيها كان غير مقصود وكمان ماغلطتش فيكى بكلمة وأعتذرتلك ....عاوزه إيه تانى !!
التزم الصمت يلتقط أنفاسه الملتهبة بغضب مشيحاً بنظراته نحو نافذته الجانبية فى محاولة للسيطرة على أعصابه، خيم الصمت لدقائق مرت طويلة رغم قلتها لا يشوبه إلا نهنهات بكائها المرير وصوت أنفاسه المحترقة، قطع الصمت بصوت رخيم يحمل الكثير من المرارة :- أنا فاهم أنك مهندسة وأعلى منى فى المقام .... لكن كمان أنتِ ما تعرفيش ظروف الناس .... يمكن فى ظرف أقوى منهم منعتهم من تكملة التعليم ... لكن ده مش معناه أنهم جهلة أو همج
خرج صوتها بضعف بعد أن شعرت بمرارة كلماته لتقول بخفوت
:- أنا مش بفكر كده .... لكن أنا وحيدة وعايشة لوحدى هنا ولازم أحافظ على نفسى وسمعتى ..... أنت ماتعرفش حاجة عن حياتى عشان تتهمنى بالغرور ..... أنت ماتعرفش إيه اللى واجهته فى الدنيا لوحدى
تهدج صوتها فى نهاية كلماتها فعادت للبكاء من جديد، أستند على عجلة القيادة بمرفقيه ليغطى وجهه بكفيه زافراً بقوة نافثاً غضبه مردداً الأستغفار لعدة مرات بخفوت ثم عاد بظهره للخلف يستند لظهر مقعده ووجه نظره نحوها مردداً بهدوء
:- الكلمة الطيبة صدقة .... الابتسامة صدقة ... مش التجهم وهجومك على الناس هما اللى هيحافظوا عليكِ .... قربى من الناس وباحترامك لنفسك وأخلاقك الكل هيلتزم حدوده _ صمت لبرهة يتفحص دموعها المنسابة وشهقاتها المتتابعة التى تعاطف معها وأشعرته بالذنب لأنه أثار ذعرها ليردف بمشاغبة لاتفارقة حتى فى وقت دقيق كهذا لينتشلها من حزنها_ ولو حد تعدى حدوده بشنطتك وفى وشه علطول
رفعت مقلتيها تتأمل وجهه بتعجب الذى عاد للأبتسام والهدوء وهو يذكرها بلقائهم الأول فابتسمت بخفة من بين دموعها ورفعت كفها تزيل قطرات من عبراتها المنسابة على وجنتيها بغزارة ثم قالت بنبرة آسف صادقة
:- أنا آسفة ياحازم .... مش غرضى أبداً أنى أتعالى عليك أو أعاملك بطريقة وحشة .... أنا عمرى ماكنت مغروره بس أنت مش عارف ظروفى
تمنى لو تُطلق لنفسها العنان وتحرر مشاعرها وحزنها المكبوتين داخلها وتستفيض فى الحديث لتخفف عبأ آلمها ولو قليلاً ، ولكنها عادت لصمتها فسحب نفس طويل ليُهدأ نفسه وأخرجه ببطئ ثم قال بهدوء
:- وأنا كمان آسف ... ماكنش ينفع أرعبك كده وأعلى صوتى عليكِ
مد يده مصافحاً قائلاً بود :- أصحاب !! ثم
زفرت بقوة ثم ابتسمت ببطء مفكره، تستعيد كلمته من ذاكرتها ثم مدت كفها لتخبط برقة فوق كفه العريض قائلة :- لأ .... زُمل
جلجلت ضحكته بمرح وأطلق نفير السيارة عدة مرات هاتفاً بمرح
:- أحلى زُمل فى الدنيا كلها
شاركته بضحك خافت يشق طريقه بين سحابات حزنها الكثيفة
* * * * *
وصلا إلى مدينة الإسماعيلية الجميلة التى أبهرت نظرات جنة بجمالها ونظافة شوارعها وأشجارها المتناثرة على الجانبين، هتف حازم بها بعد أن لاحظ انبهارها :- حمدالله على السلامه ياهندسة .... يظهر أول مرة تزورى الأسماعيلية الجميلة
أومأت برأسها مؤكدة وهى تجول بنظراتها فى شوارعها الهادئة
:- أيوه فعلاً ... تتصور بالرغم من قربها للمزرعة بس عمرى مازورتها .... أنا أصلاً مابخرجش بره المزرعة
أنحرف حازم فى الطريق ليشق طريقه نحو وجهتهم الأولى مردداً
:- هتعجبك أوى بلد هادية ونضيفة وفيها كمية جناين رائعة يا ورد الجناين
ابتسمت بخفة فها هو يعود لسابق عهده وكأن شيئاً لم يكن، أردف بجدية
:- هوصلك للبنك الأول تخلصى اللى وراكِ وبعدين هرجع أخدك للتاجر
جعدت جبينها بتوتر متسائلة بارتباك:- ترجع !!... ترجع منين ؟ ... أنت هتسبنى
توقف حازم أمام مبنى البنك الضخم واستدار نحوها موضحاً بعد أن أستشعر قلقها :- هوصل العربية للسمكرى يبتدى شغل فيها لأنها هتاخد وقت طويل وأرجعلك علطول
تساءلت بارتباك وتخوف كطفلة صغيرة سيتركها والدها بمفردها
:- هتسبنى لوحدى وهروح للتاجر أزاى ؟ .... أنا معرفش حاجة هنا
هز رأسه نافياً متعجباً من توترها خاصة بالنسبة لفتاة تعمل وتعيش بمفردها، حاول بث الطمأنينة لنفسه بنبرته الهادئة :- ماتقلقيش هرجعلك علطول قبل ماتخلصى شغلك فى البنك ونروح مع بعض للتاجر.... أنتِ قلقانة ليه !!
تلاعبت بملف العمل بين يديها بتوتر مجيبه :- أول مرة أقوم بالشغل ده .... وائل المسئول عن مشاوير البنوك والتجار ... بس الحاج أصر المرة ديه أنى أروح أنا للتاجر ووائل مسافر
سلط نظراته على مقلتيها يبثها الاطمئنان والثقة مردداً بصوت رخيم
:- جنة أنتِ قدها .... ده شغل روتينى هتقدرى تنجزيه ياباشمهندسة .... يلا أتوكلى على الله
أومأت بصمت ثم ترجلت من السيارة وتوجهت نحو البنك بخطوات بطيئة تبعها حازم بضع خطوات حتى باب البنك ثم هم بتركها قائلاً بتأكيد
:- خلصى اللى وراكى و أنا نص ساعة وهكون عندك ونروح للتاجر مع بعض .... أتفقنا
أومأت برأسها ومقلتيها تناشده ألا يتأخر مرددة بخفوت :- أتفقنا
استدار لينصرف ولكنه توقف ليؤكد عليها كأب يخشى على طفلته
:- لو خلصتى شغلك قبل ما أرجع أستنى جوا البنك .... تمام يا هندسة
أومأت مرة أخرى بابتسامة متفهمة وكأنها تتلقى التعليمات من والدها بعد أن قام بإيصالها للمدرسة فى أول يوم دراسى رغم أنها لم تحظى أبداً بهذا الشعور،
تحرك حازم نحو السيارة بينما وقفت تتابعه حتى أدار السيارة وبدأ فى التحرك وهو يشير لها بإبهامه لأعلى ليشجعها، ازدردت ريقها واستعانت بالله ثم دلفت للبنك بخطوات حائرة، لا تدرى مابها لطالما كرهت الأماكن الغريبة عليها فهى تُشعرها بوحدة أكبر من وحدتها كما أنها تخشى الفشل فليس لها من يدعمها أو يشد أزرها
أعادت نظرها من خلال واجهة البنك الزجاجية للخارج حيث اختفت السيارة وتذكرت كلمات حازم المشجعة فتنهدت بقوه وسمت بالله ثم أتجهت لتنهي مهمتها وهى تتمتم فى نفسها " أنا قوية .. أنا لها"
* * * * *
مايقرب من نصف الساعة عليها وهى تنجز عملها داخل البنك بتوكيل خاص من صاحب المزرعة أما حازم فأوفى بوعده وظهر أمامها داخل البنك بابتسامته البشوشة وأتخذ مكانه بجانبها هامساً بود
:- زى ماوعدتك أهوه نص ساعة بالظبط... خلصتِ ولا لسه
ابتسمت فى وجهه بعفوية وزاد اطمئنانها لوجوده ثم أجابت بثقة
:- تقريباً خلصت منتظره الأوراق تتختم بس
رفع إبهامه مشجعاً وعلى ملامحه نظره فخر :- تمام .... نخلص هنا وناخد تاكسى نروح للتاجر نخلص شغلنا معاه
التفت له متسائلة بحيرة :- تاكسى ليه!!... فين العربية
حرك يديه بتعجب وأجابها بتلقائية :- ما أنا قلتلك ... ودتها للسمكرى يصلحها هتاخد كام ساعة كده وهتابعه بالتليفون
شهقت مستنكره للوضع الذى أصبحت فيه دون أرادتها
:- كام ساعة !!... وهنرجع المزرعة أزاى ؟
ضحك حازم بعفوية على تعبيراتها وأسئلتها الطفولية
:- هنرجع بالعربية طبعاً يعني هنسبها ونمشى .... مش معقول ديه عربية الحاج هلال
تلاعبت بيد حقيبتها بتوتر ثم زفرت بضيق مرددة :- كده هنتأخر أوى على المزرعة
لوى طرف ثغره بابتسامة ماكرة فالظروف خدمته ليقضى معها بعض الوقت بمفردهما بعيداً عن المزرعة لعله يستطيع سبر أغوارها وحل تلك العقدة على جبينها، حرك رأسه نافياً وتكلم بنبرة هادئة ليطمئنها
:- مش هنتأخر أن شاء الله .... هنقابل التاجر ونخلص معاه ونروح نتغدى.... تكون العربية خلصت
جحظت مقلتيها غير مستوعبة هدوئة وهمست باستنكار :- نتغدى!!
مسح على وجهه بكفه بنفاد صبر فعليه أن يوضح لها كل موقف وكأنه يتعامل مع طفلة تائهة لم تختبر الحياة بعد، لا شابة ناضجة تعمل بمفردها فى مقر عمل بعيد عن أسرتها، تلك الفتاة متناقضة جداً وفضوله يدفعه للبحث فى هذا التناقض، تنهد بخفوت ثم قال بهدوء موضحاً
:- أولاً عم مسعد عارف تحركتنا خطوه بخطوه وهو اللى أقترح الغدا .... ماهو مش معقول هنفضل طول النهار من غير أكل ....وثانياً زى ما حضرتك هتنجزى شغلك لازم أنا كمان أنجز المطلوب منى وأصلح عربية الحاج هلال _ أخفض صوته قليلاً مردفاً بتلاعب _ وثالثاً أعتبرى الغدا عربون صلح بينا يا.... يا زُمل
أنهى جملته غامزاً بشقاوة دفعتها للابتسام دون أرادتها رغم شعورها بالتخوف من تلك المهمة ومن وجودها بمدينة لا تعرفها ولا تعرف بها أى شخص ولكنها رغم كل تلك الأحاسيس تشعر بالأمان مع هذا المشاغب الذى يثير ضحكها
* * * * *
أنهوا عملهم بعد ساعتين أو أكثر بعد مجادلة طويلة مع هذا التاجر الغير مريح والذى أصر على عدم إتمام الصفقة سوى بوجود وائل لولا أن أنهى حازم الجدال القائم بينهم حين هدد بصرامة سحب الصفقة تماماً وإلغائها بناء على تعليمات صاحب المزرعة مما دفع التاجر للخضوع لشروط العقد على مضض حتى لا يخسر التعامل مع مزرعة كبيرة كمزرعة الهلالى.
* * * * *
مازالت السيارة فى التصليح، استقلوا سيارة أجرة إلى أحد النوادى السياحية المطلة على شاطئ البحر لتناول الغداء كما أقترح حازم وقبل أن يدلفوا للشاطئ توقف حازم وأشار لمسجد قريب قائلاً
:- جنة أنا هدخل أصلى الظهر الأول .... تحبى أدخلك النادى الأول ولا تيجى تصلى أنتِ كمان
زمت شفتيها وأتسعت حدقتيها بصدمة وهى تصرخ بداخلها " ماذا يظن هذا الرجل .... إنى لا أصلى وماذا يفعل ذلك الوشاح فوق رأسى .... أم أنه يظن أننى .... _شهقت داخلياً مستنكرة_ أننى فى وقت الراحة الشهرية يا له من وقح عديم الأدب "
لم يستوعب سبب صراخها بوجهه الأن فهو سئل سؤال بسيط فقط ولا داعى لهذا الصياح الذى أنفجر فى وجه :- طبعاً هصلى .... مش هصلى ليه يعنى
رفع كفيه أمام وجهه مستسلماً لتهدأ وقال بهدوء :- طيب ...طيب يلا بينا
أنهى صلاته بمفرده فقد انتهت صلاة الجماعة منذ قليل وخرج مسرعاً لينتظرها أمام مصلى السيدات فى نقطة واضحة مستنداً على أحد السيارات و مولى ظهره لباب المصلى حتى لا تضطر للبحث عنه فيزيد توترها وقلقها، ابتسمت حين خرجت ووجدته هناك متكأ على أحد السيارات أمام المصلى، حمدت الله على وجوده معها فلو كان يرافقها سائق أخر لم يكن ليهتم بها بذلك الشكل وكانت قضت يومها بمفردها تتجول فى شوارع مدينة لا تعرفها، أعتدل سريعاً حين سمع صوتها الرقيق ينطلق من خلفه :- تقبل الله
ابتسم لمحياها مردداً :- منا ومنكِ أن شاء الله
ساروا جنباً إلى جنب حتى دلفوا إلى الشاطئ وبعد بضع خطوات توقفت جنة مبهورة بذلك الكيان الضخم العظيم المتدرج بمزيج عجيب بألوان الأزرق الصافى، استنشقت هواء منعش صحى وهى تعاود التقدم بجانب حازم الذى فضل التزام الصمت حين رأى بريق مقلتيها المتغزل بالبحر، تقدمت نحو الشاطئ ونسائم هواء منعشة ترتطم بوجهها برائحة محملة باليود ونكهة الأنتعاش، استنشقت الهواء بقوة مُرخية جفنيها باستمتاع وهمست بخفوت محدثة حازم الذى يسير بجوارها بسكون يتأمل تعبيراتها ويطلق لها العنان لتستمتع، تحدثت ومآقيها تتجول في زرقة البحر وأمواجه الشقية المتلاحقة فخرجت ذكرياتها على شكل كلمات متتابعة ببطء تفصح عن جانب بسيط من أحزانها
:- تعرف ياحازم ديه تانى مرة أشوف البحر في حياتى.... أول مرة كنت فى رحلة وأنا في ثانوى وقعدت أتوسل لجدتى عشان توافق أسافر الرحلة .... وتنازلت عن مصروف 6 شهورعشان أسد تمن الرحلة لجدتى
التفت نحوها عاقداَ حاجبيه يتسائل بحيرة : ووالدك ووالدتك فين؟
حولت نظرها نحوه بارتباك لتدرك أنها أفصحت عن الكثير دون وعى، ابتسمت ببطء وتساءلت لتشتت تفكيره عن سؤاله الفضولى وهى تشير بعيداً
:- نقعد عند الشمسية اللى هناك ديه
تفهم تهربها من الإجابة فمثلها لن تُفصح بسهولة وعليه بذل الكثير من الجهد لتوطيد علاقة الثقة بينهم، أشار فى الاتجاه المعاكس لما أشارت نحوه، حيث وجه سبابته نحو ممر صخرى يخترق البحر لعدة أمتار وأقترح بهدوء
: لا .... نتمشى على اللسان المنظر من هناك هيعجبك أوى
أومأت ببساطة وتحركت بجانبه بخطوات بطيئة مستمتعة بكل ما يحيط بها، حتى شمس أغسطس الحارقة خفت وطأتها بفعل هواء البحر وتسللت ترنيمة الأمواج تداعب روحها بنغمة مهدئة مريحة للأعصاب، تنهدت براحة واستمتاع، ما أجملها من حياة، لأول مرة تشعر بالاستمتاع والأمان أيضاً، حدجته بنظره جانبية خاطفة وهو يسير بجانبها بتؤدة كفيه داخل بنطاله يداعب الهواء ياقة قميصه لتزيحه للخلف قليلاً لتظهر عضلات عنقه القوى بوضوح، نظارته الشمسية تخفى حدقتيه السوداء التي تسترق النظر نحوها بدوره راسماً صورتها بذهنه والنسيم يتلاعب بأطراف حجابها بشقاوة بينما ترفل تنورتها برشاقة حول ساقيها
صعدوا الى الممر الصخرى عن طريق بضع درجات قليلة وساروا بين ثنائيات من الشباب العاشقين علي الجانبين، اخفضت رأسها حياءً وعقلها يدغدغها بخيالات حالمة تصورها مع حبيبها المجهول يسيرون جنباً إلى جنب على شاطئ البحر متشابكي الأنامل مثل هذا الثنائى أو هامسين بكلمات العشق والغزل مثل هذان أو يتبادلان نظرات الحب والغرام مثل هؤلاء هناك
استرقت نظره خاطفة نحوه لتقابل مقلتيه المتفحصة لوجهها وارتسمت ابتسامة جذابة على ملامحه البشوشة وكأنه يشاركها خيالها أو استطاع بطريقة ما قراءة أفكارها، أشاحت بنظراتها نحو البحر تغرق أفكارها الجامحة بماء البحر المالح وتخفى ابتسامة خجلة التصقت بثغرها برقة، عند نهاية الممشى الحجرى وقفوا متجاورين يتأملان البحر بأمواجه وتناسق ألوانه وهو يلامس أطراف السماء المشرقة بنعومة، تحرك بضع خطوات مدروسة حتى يظللها بظله الطويل ليحميها من أشعة الشمس فاستطاعت فتح عينيها جيداً بعد تضيقهما بفعل الشمس، تتأمل البحر الممتدد للانهاية، كم هو جميل وهادئ، مريح للأعصاب ومن هذا الموقع تشعر أنها تقف فى وسط البحر ولا وجود للبشر، حسناً ربما خلت الدنيا من البشر ماعدا واحد يقف بجانبها يمنحها ظله وأمانه وحمايته، لم تختبر أحساس المشاركة والأمان قبلاً فهى أعتادت شعور الوحدة والخوف الذين تملكا منها طيلة سنوات عمرها السابقة
لم يبعد ناظريه عنها طيلة الوقت يتفحصها بدقة يحاول اكتشاف إحساسها والتقاط تعبيراتها المتغيرة بين لحظة وأخرى، يدرك أن ذلك الرأس الجميل يعج بأفكاره المتزاحمة وعليه فك ذلك التشابك وخير وسيلة لذلك هو الإفصاح عن مكنون القلب المتألم وطرح الذكريات الأليمة جانباً ليتسع القلب والعقل لاستقبال واقع جديد أجمل وأرحب، فرد ذراعيه على طولهما وكأنه بطل فيلم تيتانك هاتفاً مقلداً كلمات بطل الفيلم بلغة إنجليزية سليمة:- إننى أطير (I am flying)
انفجرت بقهقه مدوية على فعلته المفاجأة واختلطت قهقهاتهم معاً حتى هدأت ضحكاتهم ثم بدأ فى الحديث بهدوء وكأنه يُكمل حديثها السابق
:- أنا بقى بحب البحر أوى وعشت سنين فى شرم الشيخ .... كنت بشتغل هناك مدة طويلة بس حال السياحة بقى أضطرنى أسيب الشغل وأرجع أدور على شغل هنا
رمقته بمرح وهاجمته بمشاكسة :- طبعاً مش عاوز تسيب شرم الشيخ وبنات الأفرنجة فى شرم الشيخ
رفع سبابته مستنكراً وهتف بدفاع جاد :- لا .... أنا محافظ على شرفى
أشاحت بوجهها بعيداً تُخفى تورد وجنتيها خجلاً من كلماته بينما أستطرد موضحاً :- ما تستغربيش ياجنة ..... الراجل كمان لازم يحافظ على نفسه للإنسانة اللى هتبقى زوجته..... ولا الزنا حرام للستات و حلال للرجالة
أومأت برأسها متفهمة وقالت بنبرة خافتة :- عندك حق .... بس مين اللى يفهم
تجاوب مع كلامها وأجابها بثقة :- كتير صدقينى .... مش كل الرجالة وحشين ... كتير منهم بيخافوا ربنا وبيحافظوا على دينهم وعلى نفسهم
مال برأسه نحوها قليلاً هامساً بمشاغبة :- بس مفيش مانع .... أعبر عن أعجابى
كورت حقيبتها بيدها ورفعتها مهددة له بمزاح فرفع كفيه مستسلماً بعد أن تذكر ضربها له من قبل بنفس الحقيبة وهتف مستسلماً
:- لا .... حرمت يا ست هانم .... إلا الشنطة ديه
تشاركوا الضحك سوياً ثم ابتعد بضع خطوات نزولاً على درجات جانبية قليلة تؤدى لمياه البحر مباشرة ثم جلس على أحدها وخلع حذائه ووضعه بجانبه وأشار لها لتقترب وتحذو حذوه ولكنها رفضت وظلت على وقفتها بجانبه تطالع البحر باستمتاع
* * * * *
أسند مرفقيه على ركبتيه بينما قدميه على أخر درجة يغمرهما ماء البحر البارد ونظراته تغوص فى عمق البحر ثم بدأ فى الحديث بهدوء وبطء جاذباً لإنتباهها بإعادة سرد كلماتها :- كنتٍ بتقولى فى العربية " أنت ماتعرفش حزن فى الدنيا " _ زفر بقوة وطأطأ رأسه مردفاً _ أنا قابلت الحزن من صغرى .... أكبر حزن ممكن يقابله إنسان مش بس طفل .... حزن الفقد .... تخيلى طفل عنده ست سنين يفقد أمه فجأة ... وهو حتى مايعرفش يعنى إيه موت
هبطت درجة أخرى وجلست على بعد درجة سلم منه، تُصغى بكل إحساسها لكلماته وحدقتيها تتجول على ملامحه التى تشبعت بالحزن والاشتياق لحبيب رحل عن عالمنا بينما أردف بحزن ينضح من كلماته
:- فجأة لقيت نفسى لوحدى أنا ووالدى .... ماكنتش فاهم أمى راحت فين وهترجع أزاى ..... لازم ترجع أنا محتاجها ..... محتاجها أوى .... كانت الأجابة لا عودة بعد الموت ..... أمى رحلت للأبد ولازم أواجه الدنيا لوحدى
تمنت لو تستطيع أن تربت على كتفه، تواسيه وتشاركه ألمه ولكنها التزمت الصمت ومقلتيها تلتمع بدموعها المتعاطفة، صمت للحظات قصيرة ثم تنهد قبل أن يردف ببطء :- بعد وفاة أمى بكام شهر لقيت والدى داخل عليا البيت ومعاه واحدة ست بيقول أنها مراته _ ابتسم بمرارة مردفاً _ أتجوز بسرعة من غير ما حتى أستوعب الوضع اللى بقينا فيه ..... رفضت الوضع .... صرخت فيه وبكيت وقاطعته تماماً .... حبست نفسى فى أوضتى من غير أكل ولا شرب ولا كلام حتى .... لغاية ما والدى دخل عليا فى يوم وقعد جنبى وحاول يتكلم معايا .... قالى أنت لسه صغير ومش فاهم .... لما تكبر هتفهم أنا عملت كده ليه وبعدين أحنا مالناش حد ولازم وجود ست تراعينا وتخدمنا وأنا حاولت أختار أنسانة تحافظ عليا وعليك .... طبعاً سلمت للأمر الواقع لكن كنت واخد جنب ومش بتكلم أو بتعامل معاها ..... بس هى أرغمتنى على التعامل معها وتُقبلها
جمعت أطراف تنورتها أسفل ساقيها وسألته بلهفة المتابع عن كيفية حدوث ذلك ليبتسم على اندماجها معه ويستطرد فى السرد
:- اللى حصل ياستى أنى دخلت المدرسة ووالدى كان بيشتغل عامل بسيط فى مصنع بعيد عن الحى السكنى اللى عايشين فيه .... فكنت بنزل مع والدى الصبح وأرجع لوحدى من المدرسة أفضل تقريباً طول اليوم معاها .... وشى فى وشها _ ابتسم للذكرى وهو يتذكر كيف استطاعت زوجه والده ترويضه ومصادقته أردف بحب_ كانت تيجى تحطلى أكل وتقعد جنبى وتبدأ تحكى عن حياتها ونفسها وأنا متجاهلها تماماً... بس هى ماكنتش منتظره رد منى.... مجرد فضفضة مع كائن حى _ ابتسم بخفة ثم أردف_ أقعد أتفرج على التلفزيون تيجى تقعد معايا وهى بتوضب للأكل أو غيره وتتكلم معايا وتسألنى فى أحداث اللى بتفرج عليه أو إيه اللى عملته فى المدرسة المهم تفتح كلام وخلاص ..... فضلت كده كتير ..... ولقيت نفسى بتونس بكلامها ووجودها معايا خاصة بعد الشهور اللى قضتهم وحيد بعد وفاة أمى ولقيت نفسى أنا اللى بدخل المطبخ أقعد معها ..... أحكيلها عن يومى فى المدرسة وهى كمان تحكى عن يومها لغاية ما بقينا صحاب
رفعت حاجبيها متعجبة هل توجد زوجة أب بتلك الصفات الطيبة، علقت على حديثه :- أكيد حسيت بحنانها وطيبتها عشان كده قربت منها
التفت برأسه يتأمل وجهها المتعاطف والمنجذب للحديث ثم أومأ مصدقاً على كلامها :- فعلاً لقيتها ست طيبة وغلبانة وحنينة أوى .... مالهاش حد غير أخ كبير كانت عايشة معاه هو ومراته وطبعاً الوضع ماكنش ظريف عشان كده قبلت تتجوز والدى علطول من غير شبكة ولا حتى فرح ..... كانت بتدور على سكن وبيت ترتاح فيه .... والحقيقة أنا حبيتها زى ما والدى حبها

أطرقت برأسها لتغمغم بخفوت :- يا بختك .... حظك كان كويس ولقيت اللى يعوضك عن والدتك
حرك رأسه نفياً معقباً على كلامها ومقلتيه تسبحان فى بحار الشرود والاشتياق لغائب لا سبيل لعودته ليتمتم بصوت خافت
:- مفيش حد يقدر يعوض حب الأم ..... لكن مرات أبويا كانت صديقة قريبة ليا والحمدلله بحنيتها وطيبتها ماوجهتش اللى بنسمعه عن حكايات مرات الأب
أطرقت صامتة بآلم، يغوصان سوياً فى بحر الصمت حتى قطعه هو يتسائل بهدوء فى محاولة لحل عقدة لسانها :- وأنتٍ ... أحكيلى عن جدتك .... كنتٍ عايشة معاها!!
كانت أجابتها الصمت الظاهرى بينما عقلها يصيح بآلاف الكلمات ثم بادرته بسؤال آخر لتتهرب من سؤاله الفضولى
:- ومادمت كنت مرتاح فى حياتك ماكملتش تعليمك ليه ؟
لوى شفته متفهماً لتهربها المتكرر من إجابة أسئلته فمثلها لن تُفصح بسهولة ويبدو أنه سيعانى معها، فليصبر قليلاً أذن .... أجابها ببساطة
:- مين قالك كده ..... أنا درست 3 سنين فى كلية تجارة
شهقت متفاجأة وهتفت بحماس :- خسارة .... كان فاضلك سنة وتاخد الشهادة
قهقه بمرح عالياً وهى تتفحصه بعدم فهم حتى هتف موضحاً
:- 3 سنين فى سنة أولى
لم تتحكم فى نفسها وهى تدفع كتفه بتذمر على مزاحه الذى لا ينتهى بينما ترتفع ضحكاته مجلجلة للسماء، توقف أخيراً عن الضحك حين لمح نظراتها العابسة فقال موضحاً بتلقائية
:- شوفى يا ورد الجناين .... بعد كام سنة لجواز والدى ربنا رزقه بولد وبعديه بكام سنة بنت .... وعلى حظى لما وصلت لثانوية عامة سرحوا والدى من الشغل لأنه كبر وخد مكافأة معقولة ومعاش بسيط ... طبعاً ده فرق معانا جداً تقريباً دخلنا اللى كان مكفى بالعافية قل لأكتر من النص
اندفعت تقاطعه بتسائل :- بس أنت نجحت ودخلت كلية كمان !!
ابتسم على أندفاعها وأردف على كلامها
:- أيوه صحيح .... بس كان لازم أنزل أشتغل عشان أساعد فى البيت وفعلاً اشتغلت حاجات كتير أوى والنتيجة أنى سقطت أول سنة فى الجامعة ..... وبعدين جاتلى سفرية لشرم الشيخ وأنا ما صدقت وأتمسكت بها أوى بالرغم أن والدى وقتها لقى شغل تانى براتب معقول وكان مُصر أنى أهتم بكليتى بس أنا باندفاع الشباب قلتله هقدر أوفق بين الشغل والدراسة وأنى هرجع على الامتحانات وفعلاً سافرت أشتغل وده كان حل مناسب جداً لأنى شقتنا صغيرة .... أوضتين بس وأنا وأخواتى الأتنين قاعدين فى أوضة واحدة وهما كبروا ومحتاجين مساحة .... حسيت أنى لازم أساعد والدى وأساعد الست اللى راعتنى من صغرى
تأملته بإعجاب واضح وابتسامة تزين ثغرها الصغير وسألته بتعاطف
:- أنت تعبت أوى فى حياتك وفقدت حلم الدراسة .... مش ندمان
هز رأسه بقوة ودون تفكير هاتفاً :- عمرى .... عمرى ماندمت، أنا صحيح ماكملتش تعليمى بس أخدت خبرة بمية كلية من كل شغلانة أشتغلتها وأتعلمت لغات من مخالطتى للسياح وكمان لفيت مصر كلها واستمتعت بكل شبر فيها
غمز نحوها بأقتناع :- ماحدش بياخد أقل من نصيبه ياهندسة ... كل إنسان بياخد نصيبه كامل
هزت رأسها متفهمة وابتسامتها تزين ثغرها وكأن عدوى مرحه وبشاشته انتقلت إليها، لا تذكر متى جلست لتستمع لحديث من القلب طويل كهذا، كيف لم تكتسب أصدقاء تستطيع أن تُفضى إليهم وتريح بعض من آلم قلبها فى الفضفضة معهم ؟، ربما وحدتها وتخوفها من مواجهة الحياة منعاها من الكثير .... ربما منعاها من الحياة نفسها وها هى أخيراً تتذوق بعضاً مما أفتقدته فى الحياة بصحبة هذا الرجل البشوش

حكم هواك (مكتملة) بقلمي /إيمــان سلطـان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن