يمزقون نياط قلبك ثم يسألونك لماذا توحشت؟🖤

64 5 1
                                    

=كيف حالك يا حور
_أنا بخير فضيلة الشيخة
=أهناك خطب ما؟
_لا شيء أشعر ببعض الضيق فقط
=لعله ذنب يريد الله منكِ أن تستغفري من أجله ليغفر لكِ
_استغفر الله وأتوب إليه
=ستأتي الشيخة أم سلمى بعد الدرس لتعطينا درس سيستمر إلى بعد صلاة العشاء بقليل...هذا الحدث لا يتكرر كثيراً وقليلات هن المدعوات لهذا اللقاء...أنتِ منهن يا حور .... يمكنكِ سؤالها والاستفسار منها والحديث معها حتى تستريح نفسك....والذي نفسي بيده لم استمع لحديث أحد قط يريح القلب كحديثها
_ أتمنى ذلك....
_____________________

_حواء
=نعم يا سلطانة
_هل أنتِ بخير أخبرنني الفتيات عن ما فعلته بكِ رقية
=أنا بخير لا عليكِ....أين كنتِ
_ كنت أطبخ بعض السم...
=وكيف يطبخ السم
_دعينا نتحدث قليلاً يا حواء...لدي الكثير لأقوله لكِ...ويستوجب عليّ أن أعلمك بوضعك الجديد
= ألا يكفيني؟؟
_أنا أأسف لحالك هذا ...وأعلم أن سنك لا يزال صغيراً على ما أُحشرتي فيه...ولكن هذا هو الأمر الواقع ..فعليكِ أن تعلمي ما أنتِ فيه وما عليكِ فعله
=أنا فالاستماع
_لنأخذ ركن بعيداً عنهم...هيا اتبعيني
______________________

عليكم اتباع تعاليم الدين...وما أنزل فالقرآن وما جاء عن السنة النبوية الشريفة...وما أتبعه السلف الصالح وأجمع عليه جمهور الفقهاء.. إن ديننا دين الوسطى..قد تهاون في بعض الأمور وشدد في أمور أخرى ... وعلى العبد أن يتبع الطريق الصحيح لينجو من عذاب الآخرة...عليه أن يتبع الحق وإن صعب طريقه وشق على نفسه... لكن الحق حق...والباطل باطل يا بنياتي....من منا لم يزل عن طريق الحق ولو بخطوة...وهناك من تاه عنه لسنوات...ولكنه بفضل الله عاد وأخلص النيه لله وأقرن نيته بالعمل الصالح، وأصلح حاله وحال العباد ما استطاع، طمعاً في جنات الخلد، جنات فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على بال بشر ...و اجتناب نار جهنم وبئس المصير .... إنها ساءت مستقراً ومقاماً
يا بنياتي، لا تقنطن من رحمة الله، فرحمته وسعت كل شيء، سبحانه وتعالى ما أكرمه
واضبن على الدعاء وعلى مناجاة الله...لعله يهديني ويهديكن...أسأل الله النجاة لي ولكنّ....
وبهذا ختمت أم سلمى درسها الذي كان كل حرف منه يجد موقعه في نفس حور...يالِ حديثها ما أروعه...
ثم تفرق الجمع من النسوة.... واقتربت الشيخة حليمة من حور التي اغرورقت عيناها من الدمع...
=حور
_نعم فضيلتك
=نادني بأُختي...كلنا أخوات فالإسلام..وتعالي معي لأم سلمى لأعرفكِ عليها
_بالتأكيد فضيل.... أقصد أختي
=هذا جيد...هيا بنا
....................
عدت للمنزل وأنا في شعور لا أعلم ماهو .... كان خليط من التعب والراحة ... لم أستطع إخبارها عن ما أشعر به اتجاه رويدا.. ولم أستفسر عن حلاله من حرامه...أنا أعلم أنه خطأ....ولكن يعلم الله أني لم أفصح لها بشيء منه ولم أقم بأي عمل مادي يوحي بما أشعر... إنما هو شيء بداخلي لا أملك أن أقتله... ولكن عليكِ أن تحصريه في الزاوية ....عليكِ أن توقفيه قبل أن يتمادى ...هيا يا حور هو مجرد إحساس لا أكثر...
(كانت حور تحدث نفسها) حتى قاطعتها أمها...وجلست بجانبها..
_هناك ضيوف فالخارج يا ابنتي
=من هم يا أمي؟
_عندما وقعت جدتك هناك من أسعفها....حينها لم نكن نعرف من هو حتى جاء لوالدك وأخبره بذلك وروى له ماحدث معهم.
وبعد فترة عُرض البيت فالمزاد، هو من اشتراه يا حور... واليوم ها هو يتقدم لخطبتك ليتم الزواج في بيت جدتك، مع من كان آخر من رآها وأسعفها.... وهو من عائلة مرموقة...وأنه على خلق ماشاء الله وكان..... هيا جهزي نفسك لإلقاء التحية على أمه والتعرف عليهم حتى تأخذي وقتك بعد رؤيتهم فالتفكير عسى الله أن يهديكِ وتوافقي...وعسى أن يكون نعم الزوج يا ابنتي...
_______________________

خير من ألف ميعادحيث تعيش القصص. اكتشف الآن