ماذا....؟
(قالت وهي تهمس) ماذا أنتِ...ما الذي تفعلينه على سطح الجيران؟ ويلي يا ويلي هل تسرقين يا بنت الذين آمنوا ...أين التربية خزاكِ الله ...هيا تحركي قد يراكِ أحدهم ويخبر الشرطة والناس أنكِ سارقة ...وماذا صحن تلفاز؟
__قلت لها صحن تلفاز وليس صحن فضائي...هداكِ الله يا أمي..أنني أقوم بإصلاحه لهم..
_كاذبة منذ متى وأنتِ تفعلين فائدة تُذكر
__منذ زمن بعيد ولكنك لا تشعرين ولا ترين ولا يمكن أن يتبدل حالك لا أعلم ما نهاية هذا الأمر
_نهايته في رجلي....أقسم لك إن لم تسمعي الكلام وتنزلي للأسفل ..سأنزل الشبشب على رأسك وأربيك كما لم أفعل من قبل...
سحبتني من يدي وهي تشتم هامسةً.....يابنت الذين.... سأخبر والدك...
يا رويدا....يا عمه...نادت حور خلفنا....تشنجت أمي.........يا الله قد انفضحنا..ليتني كنت عقيمة ولا أنجبتك..ليتني وأدتك كالجاهلية....قالتها وهي تلتف بالتصوير البطيء للخلف...حتى تلاقت عيناها بعيني حور...فرفعت يدها لتحيي بها حور ..وكانت يدها الأخرى تمسك بذراعي...
قالت حور...سلمت يمناكِ يا رويدا...قد تعدلت الإشارة..
لا أعلم إن لم تكوني موجودة ماذا كنت سأفعل... بارك الله فيكم ياعمتي...
كانت عينا أمي تتحرك ذهاباً وإياباً بيني وبين حور ...متسعةً غير مصدقة ماتسمعه أذناها...أما أنا فقد عدلت وقفتي وتحدثت مع حور وأنا أنظر لأمي..شكراً ...أتمنى لكم سهرة ممتعة...وأشرت لها مودعةً ....فبادلتني ولوحت مودعةً هي الأخرى...
وجهت نظري لأمي هيا بنا ننزل؟
_بالتأكيد بنيتي
نادت حور...من بعيد..رويدا...استدرت ناحية حور ...ماذا؟
هل لي ببعض من وقتك؟
نظرت لأمي...و كأني أعيد توجيه السؤال نحوها؟
بالتأكيد...أجابت أمي وهي لازالت تحمل على وجهها آثار الذهول ذاتها...نعم....بالتأكد يابنيتي حور....سأنزل الآن لأطمئن على والدك يا رويدا...لا تطيلي البقاء هنا..أبلغي سلامي لجدتك...ونزلت أمي للدور السفليذهبت باتجاه حور...مبتسمة..وهيا لاقتني بالمثل...وقالت مفتتحة الحديث..شكراً مرة أخرى لو لم تصلحي لنا الإشارة لما نيمتني جدتي هذه الليلة وهي تبكي مسلسلها وحظها العاثر..
جدتك؟
______________________
عمر ..هل نمت
_ماذا ياعبلة
_لقد كنت فوق سطح المنزل
_حسناً
_وأزاح الغِطاء عن وجهه ليستمع جيداً لأمي..وماذا بعد
_وجدت رويدا تقوم بفك أسلاك صحن التلفاز الخاص بجيراننا
فز والدي من نومته...ماذا لماذا تفعل هذا
_ظننتها تسرقه...لكن تبين أنها كانت تصلحه لهم
_رويدا تساعد الجيران
_تخيل...عقلي لم يستوعب الفكرة حتى الآن
_البنت كبرت يا عبلة
_هذا أكيد...غداً سيأتينا الخطاب لأجلها
_إن شاء الله
_لا أنا أتحدث بجدية..غداً سيأتي ابن صديقتي لخطبتها ..
عصراً
_عليك أن تأخذي رأيها أولاً
_عمر.....ماذا أصابك..نحن والداها ونحن أدرى بمصلحتها...وأنا أعرف أمه وعائلته جيداً..أنه ابن ناس وعلم وجاه..وحسب ونسب ماشاء الله..وحالته المادية ممتازة
_ولماذا استعان بأمه..لماذا لم يبحث بنفسه عن فتاة تناسبه...
_عمر
_لا عمر ولا هم يحزنون...رأي البنت مهم..إن لم توافق لن تجبريها على الموافقة...
_أنت تفسد البنت ..وكأنه ينقصها فساد في الأساس
_إذا كانت بهذا الكم من السوء لماذا تزوجينها أصلاً
_ستكبر وتعقل في بيت زوجها
_وإن لم تفعل؟ ثم إن ابنتي ست البنات...وكلامي لن يتغير..إذا لم توافق لن تجبريها...وانتهى النقاش
عدل عمر في نومته....وشد اللحاف وغطى نفسه وأنهى بهذه الحركة نقاشه مع عبلة التي لم يغمض لها جفن وهي تفكر بطريقة تقنع بها ابنتها...
_____________جدتي تناديني...عليّ أن أذهب لأراها
_حسناً..وداعاً
_لا رويدا...بل إلى اللقاء
_مالفرق
_الوداع لا يحمل وعداً بلقاء آخر...وكأنك تقولين لن نلتقي مجدداً
_لا...لم أقصد ذلك، بل إلى لقائنا غداً
_في نفس الوقت
_في نفس المكان
_سنلتقي
_بالتأكيد عزيزتي حور
نزلت رويدا للطابق السفلي بعد نزول حور لجدتها..توجهت إلى الغرفة .....فوجدت حنان تبكي بحرقة وبين يديها الأوراق وأمامها الصندوق الذي نيسته مُلقى على الأرض....أوووووو تباًخالتي ...حبيبتي حنان...احتضنتها فزاد بُكائها.....ما بالك يا قرة عيني...لا تبكي بالله عليك
بكت حتى نامت في حضني....بدأت في قراءة بعض آيات القران عليها لعلها ترتاح....ثم لا أعلم كيف نمت أنا أيضاً....استيقضت صباحاً..على صوت أمي
حبيبتي رودي استيقضي حان موعد عملك...
_هناك شيء غريب،..حبيبتي، ورودي وابتسامة في يوم واحد...هل سأموت؟
_بعد الشر يا بنيتي....هيا حان وقت الذهاب لعملك
_استيقضت غير مصدقة ما يحدث...بعد أن وضعت رأس خالتي بمهل على مخدتها....وذهبت وأنا التفت خلفي لأتأكد من صحة ما أرى أمي تبتسم، سترك يارب
_صعدت بجانب أبي، عمر
_نعم
_مالأمر؟ عبلة تبتسم، هل هناك خطب ما؟
_ضحك أبي، ثم أضاف، ألم تخبرك؟
_لا....مالأمر
_هناك من جاء لخطبتك
_خطيب
_تخيلي!!!! وزاد ضحكهُ
_عمر أنا لا أريد أن أتزوج
_أرفضيه
_وعبلة...ستقتلني...أنا حتى عندما ابتسمت خفت منها
_لا عليكِ..سأكون معك وأدعم قرارك....ولكن أعطيهم فرصة قد يكون شخص جيداً....قد يكون هو الفارس المدجج
_ستدججني عبلة
_لا تخافي من عبلة...مهلاً..،عليكِ أن تخافي يبدوا بأنها مقتنعة به...
هل هي من سيتزوجه؟ مالذي تقوله....
_أنني أمزح....قابليه ثم قرري وأين كان قرارك أنا معك....والآن أنزلي لعملك بسرعة عليّ الذهاب....دخلت المكتب كان المكان هادئ....وضعت حقيبتي على جنب...واتجهت للمكتب بغية الجلوس على الكرسي لأجد العم يونس جالس على الكرسي وسانداً مرفقاه على ركبتيه ورأسه يتدلى بينهما كأنه بندول ساعة ............قد مات
رفعت رأسه و هززته وبدأت فالصياح لقد مات الرجل...يا الله .....ياناااااااس
_ماذا...أي رجل الذي مات؟
_ظننتك مُت
ماذا؟ أطال الله في عمري
أكثر من ذلك؟
ماذا؟
قد كانت عيناك مفتوحتان...من ينام وعيونه مفتوحة....ورأسه يتدلى بهذه الطريقة؟؟
_كل الأذكياء ينامون وعيونهم مفتوحة...اهدئي يا بنت...لماذا كل هذه الضوضاء قد أزعجتي نومي..
_أنا آسفة...لم أعرف أحد قبلك ينام بوضعية المتوفي مثلك..كدت تقتلني يا رجل...
_ماذا
_لا شيء ...صباحك سكر...
_صباح الخير!!!!!!
_________________________استيقضت على صوت عبلة تغني.....مهلاً.....عبلة تغني...ما الأمر
خرجت في تثاقل...رأسي يكاد أن ينفجر...كل ما أتذكره أن رويدا دخلت وحضنتني
_صباح الخير يا حنان
_صباح الخير يا عبلة...خير ماذا هناك؟
_سيأتي عريس لرويدا اليوم
_ماذا؟
_ نعم..ابن صديقتي..هيا أكملي أشيائك لكي تساعديني، في التجهيزات...
_حسناً...ذهبت حنان وهي تفكر بأمر رويدا...تُرى كيف ستتصرف...هل ستوافق؟؟لا أظن هي لا تريد أن تتزوج من الأساس...كيف سيكون الوضع...استر يارب..الحرب على الأبواب.
أنت تقرأ
خير من ألف ميعاد
Romanceمررتُ بدارهم شوقاً إليها لعلي ألمحُ الأحباب فيها فما من نائمٍ في الدار يصحو ولا من زائرٍ يدنو إليها سألتُ الجارَ:ماالأخبار قل لي؟! فقال:الدارُ أبقى من ذويها أما تعلم بأن الناس تمضي وأن الدار تنعي ساكنيها؟! #شاكر الشمري