خير من ألف ميعاد

على كل حال أنا هنا.....و سأكون بجانبك متى ما إحتجتني🖤

لا عليكِ يا حواء....البقاء لله وحده
=لم يعد لي من أبكي لأجله... كم باتت الحياة سوداء في نظري
_ستعود كما كانت...وفي أسوء الحالات ستتعودين على سوادها...لا تقلقي..هيا عليكِ أن تقفي بجانبي وتشاهدي ما سيحدث
=إلى أين؟
_إلى صالة الطعام...
ذهبنا إلى هناك وزع الطعام وبدأنا بالأكل...وفي وسط ذلك...سمعنا صوت صراخ...ثم تلاه آخر...ثم آخر...ثم انقلب المكان بالصراخ...لم أكن أفهم شيء...ولكن ماعدتي بدأت تؤلمني وكأني قد أكلت ألاف من السكاكين الصغيرة... لم أستطع المقاومة وصرخت أيضاً...ولم أستيقض إلا وأنا بالمشفى...غسيل معدة...أكل مسموم فالسجن...توفت على أثره سبع سجينات....ونجى الباقي...جاءت السلطانة وجلست بجانبي بعد وصولي للسجن...وأشعلت سيجارتها
=ما رأيك بالسم المطبوخ؟
_كان سماً حقاً؟
=بكل تأكيد... كان المستهدف منه توابع العاهرة الكبيرة...ولكن لإحداث الضجه اضطررت لتسميم السجن كله..حتى أنا وأنتِ
_ولما لم نموت مثلهن؟
=كان أقل سماً... زيادة شطة...السم فالشطة يا حبيبتي...وكلهن يعشقن الحار...
_ماذا لو ماتت واحدة أخرى بالغلط
=لن تمت...كان موضوعاً بشطتهن بشكل أكبر...أكلنه كالخنازير بنهم.....والآن حان وقت الخطوة التالية
_ماهي؟
=الضجة ستجلب الصحافة و ستتحرك الدولة..سيفتشون..وسيجدون مفاجأة حضرت هذه الليلة
وبالفعل تم التفتيش
____________________
مرحباً بكم الليلة في حفلتنا البسيطة احتفالاً برجوع حنان بصحة جيدة ...... وتغييراً للجو العام..وإدخالاً للبهجة في قلوبكم وقلبي وقلب حبيبتي........زينب التي سأعلن زواجنا الليلة هنا وأمامكم... وأخبركم بأنه سيتم نقل زنزانتها من الآن بجانبي...وبأنكم ستكونون أصدقاء لها وتحت أمرها من بعدي... مهجة فؤادي يا زينب....اليوم سأكون أصحابك التي تخافين حسدهن..هه..والآن أنتِ في حمايتي طوال الوقت يا روحي
سقطت حنان مغشياً عليها...حينها ركضت رويدا باتجاهها...وحملتها هي وحواء للخارج...بعد ما أخبرتهم حواء أن يكملوا احتفالهم وأن لا يبالوا ...
ذهبت حواء ورويدا بحنان لمكان آخر وتركت خلفها الهرج والمرج... وأمرت رويدا بالذهاب للخطة ...
______________________
_هناك كمية كبيرة من المخدرات داخل مكتبك...كيف دخلت
=أقسم أني لا أعلم
_إن كانت لكِ فهي مصيبة وإن لم تكن فالمصيبة أعظم...من الذي سيتجرأ على أن يدخل مكتبك...لا وجود لبصمات أو أي شيء مشبوه...عليكِ الاعتراف وإلا سنتبع الإجراءات الأخرى...
=أقسم بأني لست الفاعلة..
_وكأن فضيحة التسمم لا تكفي...أنتِ متهمة بعدة تهم...قد تم التحقيق مع كافة المسجونات...كلهن شككن في أنك أنتِ من كان وراء ذلك...ثم الفتيات اللاتي متن كلهن يختلطن بك بشكل مباشر وأخبرونا بأنه كانت بينكم العديد من المشاكل قبل وفاتهن
=من قال ذلك...
_أغلب السجينات...قد اتفق على ذلك الجميع...محاكمتكِ ستكون صورية...التهمة ملصقة بكِ على كل حال..
حكم عليها بالسجن المؤبد...وشرع سجن النساء من أوسع أبوابه...وكانت السلطانة فالانتظار....
........
اليوم هو يوم زفت العروس إلى بيت زوجيتها....اليوم يا سيدة السجن ستكونين في أسفل الأسفلين....اقفلوا الباب..واحضروها لي
جلست السلطانة واسترخت بظهرها...سحبت نفس طويل من السيجارة...وهي تغمض عين وتراقب بالأخرى...نادتني بعد ما أفرغت الدخان من صدرها... حواء...تعالي يا مهجة خاطري... واخرجي ما في خاطرك لهذه العاهرة
اقتربت منها...وتأملت منظرها وهي مربوطة كما فعل بي سابقاً...وقفت ولم أعلم ماعلي فعله... ثم صفعتها بكل ما أوتيت من قوة وبصقت على وجهها.ثم التفتُ ناحية السلطانة أظن بأن هذا يكفي...أخرجوها من أمامي
...علم وينفذ سيدة حواء...اسحبوها من ساقيها.....أريد تنظيف بلاط السجن بها حرفياً...
كان يفترض أن تصرخ أو تدافع عن نفسها أقل شيء ....ولكنها كانت تنظر لنا بشكل مرعب وكأن حقد العالم اجتمع في تلك العينين
______________________
_حنان هيا استيقضي...علينا أن نكمل الخطة
=أين ذهبت رويدا؟
_للحاق بزينب...ستجتمع بصديقاتها بكل تأكيد لتبرر ماحدث...وسنعرف من معها..
=لوحدها؟
_معها صفاء ونور....هيا حبيبتي ...قومي لنلحق بهن..
________________
إسمك؟
_حور محمد عبد الله
=هل تعلمين التهمة المنسبة لك؟
_نشر دين الله
=ومن أخبرك بذلك؟
_من يسجن شخصاً يقوم بتوزيع كتب بها مواعض وأحكام الدين؟
=ومنذ متى نقوم بذلك؟
_لا أعلم...ولكنكم معي فعلتم
=من أخبرك بأنك توزعين كتب بها دين الله...الصناديق التي كانت معكِ كانت لنشر شيء آخر تحت ستار الدين
_لم أفهم
=تم القبض عليكِ أنتِ وأكثر من فتاة معك ... لأنكن تقمن بتوزيع المخدرات
هذه العصابة تحت المراقبة منذ فترة طويلة...ونحن نحاول اللحاق بها لنقبض على الرأس المدبر...ولكننا في كل مرة نفشل...من كان الرأس المدبر...
_أنا لا أعلم
=وكيف تقومين بشيء لا تعلمين من وراءه؟
_منذ فترة وأنا أتررد على دروس الجامع واليوم جئت لأخذ الدرس فوجدتهن يردن الخروج لتوزيع الكتب فخرجت برفقتهن...لا أعلم أكثر من ذلك
غداً ستعرضين أمام المحكمة...أنتِ وباقي المتهمات اللاتي سيسجنن معكِ واللاتي من قبلك وكلكن تتبعن نفس الشخص...أم سلمى...والتي ستقع بين أيدينا يوما ما
______________________
صفاء...ما الأمر...
_ها هي معهن...انظري كيف يلمنها...العراك في أشده بينهن.. وينادونها بالخائنه...
=مالذي سنفعله؟
_لا شيء...سننتظر حواء
جاءت حواء...وأمرتهن بالرجوع للصالة مع باقي السجينات...وتوجهت هي بعدها بقليل صوبهن....
على صوت إطلاق النار....فهرع الجميع باتجاهه سجينات..وسجانات
كان المسدس بيد زينب...و الرصاص بصدور الفتيات..
___________________
لم تمكث بالسجن أكثر من أسبوع رأت فيه من الذل والإهانة ما لم ترى عين من قبل....جاءت أوامر بنقلها من السجن كما كان متوقع...حسبت بأنه قد تخلصنا من شرها إلى الأبد بعدما كسرنا شوكتها....أخبرتني السلطانة بأن أشكالها لا تكسر لهم شوكة...هم كالشياطين بل أقذر ...سيخرجون حتى من تحت الأرض إن دفنوا...وأنه علينا أن نتقي شرها....
وكيف للإنسان أن يتقي شراً هو يجهل بأي صورة سيأتي إليه؟؟؟
اختفت رقية ليومين...ووجدت مشنوقة في إحدى زنزانات الانفرادي....يقال بأنها قد انتحرت واستشهد على ذلك بأنها مجنونة وبأنه لم يصدر أي أمر بنقلها للانفرادي ...إذاً هي من تسلل إلى هناك بطريقة يعلم بها الله وقامت بشنق نفسها بنفسها لترتاح من ما كانت فيه...ولكني أنا والسطانة نعلم بأنه كذب...قتلت رقية... وتبعتها السلطانة من شدة حزنها على فراقها...لم أكن اعلم بأنه قد يموت الإنسان من أجل إنسان إلا عندما رأيت السلطانة بكل قوتها وجبروتها تموت من أجل رقية...رقية التي لايزال يُسمع صراخها فالانفرادي ليومنا هذا...رقية التي ماتت ظلماً وبهتاناً
وتوجت أنا السلطانة من بعد السلطانة
___________________
=زينب قتلت صديقاتها؟واعترفت بذلك؟ كيف حصل؟
_أنا من فعل....والكل يعلم...ولكن صورة واحدة لعزيز على زينب كانت كفيلة بأن تقبل بتهمة تؤدي بها لحبل المشنقه بشرط سلامته....قد ارتحنا من زينب وصديقاتها يا رويدا ...ولكنهم لن يستريحوا حتى ينهوا حياتنا...كوني دائماً يقضة ولا تأمني لأحد...ولا تحبي أحد...وإياكِ ثم إياكِ...أن تسمحي لأحد أن يستهزء بك
_____________

الدنيا صغيرة
جداً يا حور.... لم أتوقع رؤيتك هنا..بأي تهمة أتيتي
_لا أريد التحدث بالأمر
=على كل حال أنا هنا... سأكون بجانبك متى احتجتني... فالنهاية المكان مهما اتسع فهو ضيق ...وسنلتقي كثيراً يامهجة خاطري...
&من هذهِ؟
=هذهِ حور صديقة قديمة يا نور ... وهذه نور يا حور هي حبيبتي الجديدة..(كانت رويدا تريد رد الصاع لحور...وحرق قلبها كما فعلت حور لا أكثر)
& ولن يكون بعدي أحد ..
أمسكت نور بيد رويدا وذهبن معاً في اتجاه آخر...بينما وقفت حور تراقبهما من مكانها...
وبينما أنت تقرأ في مكانك...أكون قد أنهيت الرواية من مكاني...شكراً لصبرك ...وشكراً لجميل فضلك..أسعدت بالوقت الذي قضيته معك ومع أبطال الرواية التي انتهت بفضل الله وبمساعدة صديقتي رنود شكراً رنودي
وإلى اللقاء في رواية أخرى مع شخصيات أخرى ...قد كان لقائي بكم في هذه الرواية صدفة...ولكنها كانت خير من ألف ميعاد.

إنتهت...